طلال السعيدلا تصدقوا كل ما يطرحه المرشحون هذه الايام، خصوصا بعد تسجيل ترشيحهم مباشرة، فقليل جدا منهم من يعني ما يقول، فهو موسم انتخابات، او بالاحرى موسم "ركوب الموجة"، وكل مرشح يبحث عن الطريق الذي يوصله الى المجلس، ولا مانع من التصعيد من اجل الفوز!بعضهم قضيتهم الحقيقية الوصول الى المجلس، وليس هناك قضية معينة يلتزمها ،أو ويرشح من اجلها، فكلهم اليوم يريدون الاصلاح، وتعديل التركيبة السكانية، ومعالجة قضية "البدون"، والاسكان، والتعليم، ومحاربة الفساد، واذ بنا نكتشف فيما بعد انهم هم الفساد بأقبح صوره!وها نحن نصفق وننتخب، ثم ما نلبث الا ان نطالب بحل المجلس، وبانتخابات مبكرة، ثم عود على بدء، نلف وندور في الدائرة نفسها التي ليس لها مخرج. هذا ما عهدناه في السنوات الاخيرة، او منذ الالفية الجديدة حتى اليوم، اي عشرون عاما على هذا الحال!ننبذ الطائفية والقبلية، ونصوت على اساسها، ونحارب الفساد والمفسدين، ونعرف ان هذا المرشح او ذاك يشتري الذمم، ونصوت له، بل ان شراء الاصوات اصبح بضاعة رائجة، واصبح السؤال كم يدفع، وليس ماذا يريد ان يفعل، او ما هو برنامجه الانتخابي. ومهما شددت الاجراءات سوف تستمر عملية شراء الاصوات وبيعها، طالما ليس هناك احساس حقيقي بالمسؤولية الوطنية، ولعل المبرر الذي يردده الجميع:" باكر ينجح ويخلينا خل ناخذ منه قيمة الصوت"! المهم لا طبنا ولا غدا الشر، وكان الله بعون بلدنا... زين.
[email protected]