الأحد 22 ديسمبر 2024
10°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
موظفو الحكومة والقطاع النفطي
play icon
كل الآراء

موظفو الحكومة والقطاع النفطي

Time
السبت 03 فبراير 2024
View
441
sulieman

من يقرأ العنوان يتبادر إلى ذهنه أنني أود الحديث عن الراتب، أو مقارنة المميزات في كلا القطاعين، لكن في الحقيقة انني اتحدث عن موقف حدث لي اخيراً، ولا أعلم هل اعتبره مؤلما أم ساخرا؟
كان من المقرر عقد اجتماع بين جهة عملي وشركة من القطاع النفطي، بادئ ذي بدء دأب الموظف المختص من الشركة الاتصال مرارا وتكرارا، مصرا على تحديد موعد من دون مراعاة مواعيد الطرف الآخر، رغم ردنا المتكرر انه سيتم تحديده وابلاغكم.
وتم له ما أراد فأخذ في الأيام التالية الاتصال لتأكيد حضور ممثل جهتنا من المنصب نفسه ممثل جهتهم!
استغربت فالموعد تم تحديده فعلا مع الشخص المسؤول المختص، وما أثار دهشتي أن الموظف كرر على مسامعي عبارة أن القيادي النفطي المختص "شخصيا" سيترأس الاجتماع، ولا مجال للخطأ، وما كان مني إلا أنني نوهت إن كان لمسؤوله اعتبار فالقيادي بالقطاع الحكومي ذو شأن أيضا، ولا داعي للاتصال اليومي، لأنه يتعامل مع شخص على قدر من المعرفة الكافية لإدارة الأمور.
وتكرر الأمر مع موظف آخر من الشركة نفسها في موقف مشابه، اذ أخذ يستفسر إذا إبلغنا بوابة "كبار الشخصيات" بأسماء الحضور، وكم قاعة لدينا، وأي قاعة اخترنا لعقد الاجتماع، اما والسؤال "الوقح" هو إن كانت لدينا أقلام لتوقيع الأوراق المتعلقة بالاجتماع؟ حقيقة هذا السؤال كان كالصاعقة، وتوقفت لبرهة عن الإجابة بنعم، لأنني خشيت أن تكون أقلام العاملين بالقطاع النفطي حبرها نفط! فالأقلام التي اعتدت استخدامها قلم حبر سائل أو "بو أربع ألوان" ناهيك عزيزي القارئ عن أقلام الرصاص "بو برّاية"!
في المقابل، تلقيت خطابا رسميا من الشركة نفسها يحتوي على رقم تواصل خطأ، وكتاب آخر يحتوي على طلب، وعلينا التنفيذ خلال يوم واحد لأن الموظف النفطي قد نسي إرساله مسبقا، وأمور أخرى كانت من وجهة نظري من الطبيعي حدوثها لأننا في النهاية بشر، لكن نبرة التعالي التي تعامل بها من حكم عليه القدر بالتنسيق معي أشعرتني أن هناك من يعتبر العاملين في القطاع الحكومي أشخاصا غير منظمين، ولا مسؤولين، ولا يفقهون بأبسط المسائل!
نقلي لهذا الحدث عبارة عن رسالة موجهة لكل من يعتقد أن العاملين بالقطاع الحكومي عديمو المسؤولية، إن أبناء هذا القطاع قد يفوقون معظمكم علما، وفكرا، وكفاءة لكنكم تفوقونهم بـ"الواسطة" التي استبدلت أماكنكم.
كاتبة كويتية

[email protected]

م. أفراح جاسم السعيدي

آخر الأخبار