موكاي مزج التراث الأفريقي وأنغام الجاز في "القرين"

كتب ـ مفرح حجاب:

أقيمت مساء أول من أمس أمسية موسيقية لفرقة الفنان موكاي من دولة جنوب أفريقيا على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ضمن فعاليات الدورة 25 لمهرجان القرين الثقافي، وسط حضور جماهيري كبير ملأ قاعة المسرح بالكامل، وكان في مقدمته الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د.بدر الدويش، سفير جنوب أفريقيا لدي الكويت موزليسا بونا، وحشد كبير من أبناء جالية جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى محبي موسيقى الجاز والفن الأفريقي.
استهل الحفل المذيع عبدالله بوقماز، مرحبا بالحضور، ومثنيا على حسن التنظيم في المسرح، والجهود التي يبذلها القائمون على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أجل أن تخرج فعاليات مهرجان "القرين" الثقافي بالشكل الذي يليق بتاريخه وأهميته الثقافية على الصعيدين الخليجي والعربي، ثم بدأ الحفل بإيقاعات الرومبا ونغمات الساكسفون، وسط أجواء حماسية حركت جنبات المسرح، وبرغم أن الفرقة تقدم موسيقى على آلات حديثة، من بينها البيانو والآلات النحاسية والوتريات وغيرها، إلا أنها تهتم بشكل كبير بنقل الوجه المشرق والحضاري لكل تراث جنوب أفريقيا، فالفنان موكاي، الذي حصد العديد من الجوائز، وطاف العواصم العالمية، سواء الولايات المتحدة الأميركية، إيطاليا، سويسرا، الكونغو وغيرها، استطاع أن يقدم أجمل ما لديه في هذه الليلة، إذ أن كل الأغنيات التي يقدمها تحمل حكاية وقصة حياتية، فالفرقة قدمت 12 أغنية من بينها أغنية خاصة بالقرى في جنوب أفريقيا، وأخرى عن سيدة ملهمة تدعى "صوفيا"، وأغنية للجيل الجديد وأهمية تعليمه للديمقراطية، لاسيما تاريخ 16 يونيو من كل عام، كما قدمت الفرقة أغنية لقرية في دولة موزمبيق، وكانت هناك أغنية مهمة عن قوة الناس وأخرى عن الطبيعة، كما حاول الفنان موكاي أن يعود من جديد إلى هذه المنطقة من العالم بأغنية الصلاة للمطر. فرقة جنوب أفريقيا استطاعت أن تقوم بتوصيل رسالتها إلى كل من استمع إليها من خلال ابتكارها طريقة جديدة وموسيقى تشبه كل من يحب موسيقى الجاز بأسلوب عالمي مبتكر، دمج فيها الفنان موكاي البيانو مع الساكسفون، والرومبا مع التشيلو، ليقدم للجمهور تراث جنوب أفريقيا بالطريقة التي يحبها.
الموسيقى التي قدمتها هذه الفرقة رغم ما تحمله من فكر، إلا أنها حملت قالبا حيويا مختلفا، وحالة من الحماسة والبهجة والفرح، وكأن الجمهور الذي يتذوق الموسيقى كان ينتظرها، فلم تتوقف الفرقة منذ صعودها على المسرح، كما برزت حالة الانسجام الكبيرة بين كل أعضاء الفرقة، حيث أن كل أغنية قدمتها كانت تجعل الفرقة كالموج الأزرق، الذي يتدفق نغما وألحانا، فنشرت حالة من الدفء الذي يجعل الإنسان يفتخر بكل ما لديه في وطنه، وبرزت حالة من الحميمية لدى موكاي وكل أعضاء الفرقة، كلما قدموا أغنية تتعلق بحكاية في جنوب أفريقيا، لينتهي الحفل بنفس الحماسة التي بدأ به.
وكان السفير موزليسا بونا ألقي كلمة قصيرة قبل بداية الحفل أشاد فيها بالعلاقات المتميزة بين الكويت وجنوب أفريقيا على كافة المستويات، وقال: نحن نفتخر أن تشارك فرقة من جنوب أفريقيا في الاحتفال باليوبيل الفضي للقرين، مشيرا إلى أن هناك جهود كبيرة تتم بين سفارة دولة جنوب أفريقيا والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أجل تواجد فنانين وموسيقيين هنا في الكويت.
وأضاف: انه لشرف عظيم لنا أن تتواجد فرقة من جنوب أفريقيا تعرض تراثنا في اكبر مهرجان ثقافي في الكويت، مشيرا إلى ان العلاقات الثقافية بين الكويت وجنوب أفريقيا تتطور بشكل كبير.
من جهة أخرى أهدى الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني د.بدر الدويش درع مهرجان القرين للفنان موكاي، ورحب به وبفرقته في الكويت.