بيروت ـ "السياسة":ثمّن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، التصريحات التي صدرت عن الكويت والسعودية، معتبرا في مستهل جلسة حكومته أمس، أنها "تؤشّر إلى أن الغيمة التي خيّمت على العلاقات مع لبنان إلى زوال قريباً"، مشددا على أن "ما يربط لبنان مع إخوانه في دول الخليج تاريخ مشترك وايمان بمصير مشترك".من جانبهما، التقى الوزير السابق ملحم الرياشي والنائب وائل أبو فاعور، كلاً على حدة كبار المسؤولين في السعوديّة والمعنيين في الملف اللبناني، ناقلين رغبة "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، بضرورة عودة سفراء الخليج وعلى رأسهم المملكة الى بيروت، كما ضرورة عدم ترك لبنان منعاً لاستمرار الخلل في التوازن الستراتيجي في هذه المرحلة الاساسية والخطيرة من تاريخ المنطقة.واعتبر أبو فاعور أن "عودة العرب الى لبنان تمثل باب الانقاذ الوحيد سياسيا كما اقتصاديا وماليا والكرة في ملعبنا كلبنانيين للقيام بما يجب لتشجيع الاخوة العرب على المزيد من الاجراءات"، معلنا أن "عودة السفير السعودي والسفير الكويتي باتت قريبة وأي إيجابية لبنانية تقابل بإيجابية أكبر من قبل الدول الخليجية".بدورها، ربطت مصادر ديبلوماسية الإعلان عن زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، غداة البيانين السعودي والكويتي، رداً على الالتزامات التي تعهد بها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في سياق الخطوات الهادفة، إلى مد الجسور مجدداً بين لبنان والدول الخليجية الأربع، مؤكدة أنها ليست مصادفة، متسائلة إذا كانت زيارة المسؤول الإيراني للتشويش على الانفراجة المتوقعة في العلاقات اللبنانية- الخليجية، والطلب من حلفاء إيران في لبنان، مواجهة محاولات إعادة الأمور إلى طبيعتها على صعيد هذه العلاقات؟وتوازياً، هل يمكن القول بأن خرقاً في جدار العلاقات اللبنانية- الخليجية، قد تحقق بعد البيانين الكويتي والسعودي المرحبين بما صدر من مواقف إيجابية من جانب رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي؟الأجواء السائدة وفق لمعلومات "السياسة" مريحة، لكن الرؤية لم تنقشع بعد، بمعنى أن الصورة لم تتضح كفاية، "بانتظار مدى قدرة بيروت على الالتزام بما تعهد به الرئيس ميقاتي، وهو تعهد ليس جديداً"، وفقاً لما قالته أوساط ديبلوماسية خليجية لـ"السياسة"، مشيرة إلى أن "الدول الخليجية تنتظر أفعالاً، ولا تحكم على النوايا، لأن الكرة في الملعب اللبناني، ولا بد من تنفيذ الالتزامات، كي يبنى على الشيء مقتضاه، كما يقول إخواننا اللبنانيون". ومن القاهرة، قال البطريرك بشارة الراعي إن "لبنان فقد صحّته وهويّته الأساسيّة وهي الحياد فهو ليس للحرب والصراعات والانعزال عن العالم إنّما لبنان رسالة الحوار والتلاقي".
واعتبر الراعي، أن "أسباب العزلة معروفة والحلّ هو في أن يكون لبنان بلداً حياديًّا عندها يعود الازدهار والنمو فالحرب والصراعات والخلافات ليست لصالح اللبنانيين ويجب ألا يكون البلد دويلات أو جمهوريّات ويجب أن يكون سيّد نفسه".وأضاف، "لأنّ اللبنانيين غير قادرين على الجلوس مع بعضهم البعض يجب أن يكون هناك مؤتمر دولي كالطائف والجميع موافقٌ على ذلك رغم صعوبة إجرائه".وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول: "لا تفوّتوا الفرصة التي أعطاكم إيّاها الدستور في الانتخابات".وفي السياق، قدر النائب نعمه طعمه، عضو "اللقاء الديموقراطي"، "البيانين الصادرين عن الخارجيتين السعودية والكويتية، ما يعبر عن الأصالة والتاريخ الناصع الذي ربط لبنان بأشقائه الخليجيين، وقال في بيان:" لم أفاجأ بموقف المملكة العربية السعودية ودعمها الإنساني إلى لبنان، وما صدر عن خارجية المملكة والعودة المتوقعة لسفيرها في لبنان وليد البخاري، نظرا لمعرفتي الوثيقة بنبل وفروسية قيادة المملكة الحكيمة، وسبق لي أن أشرت أكثر من مرة إلى أن المسؤولين السعوديين يحبون لبنان أكثر من بعض مسؤوليه"، معتبرا أن "هذه الإيجابيات التي ظهرت، من شأنها أن ترسي أكثر من مؤشر سياسي واقتصادي للخلاص من المعضلات التي نعاني منها، وذلك نظرا للدور السعودي المؤثر في لبنان على الصعد كافة".وفي الإطار، أكد أمين السر العام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، انه "بعد بيان الحكومة وترحيب الكويت والسعودية يجب البدء بتحديد موقف سياسة رسمية واضحة، وعلى القوى السياسية ان تحترم هذا السقف".وقال إن "المعطيات تشير الى هذه التطورات بمثابة خطوة اولى الى عودة السفيرين بشكل رئيسي الى لبنان ويجب ان تشكل هذه العودة متنفس للبنانيين ولا ارى انها ستؤثر على الانتخابات".إلى ذلك، استنكر الرئيس فؤاد السنيورة الكلام الذي صدر عن الرئيس ميشال عون خلال زيارته إلى إيطاليا، قائلا إن "الشعب اللبناني ليس غبياً، ولم ينس الويلات التي يتعرض لها جراء سياسة حزب الله وممارساته"، معتبرا من "المؤسف أن رئيس البلاد استغل منصبه وموقعه لكي يغطي ارتكابات حزب الله أمام المجتمع الاوروبي قبل الانتخابات النيابية والرئاسية".ورد مرشح "القوات اللبنانية" عن قضاء البترون غياث يزيك على كلام الرئيس عون، قائلاً: "تفسير كلام ميشال عون فالفاتيكان، أنّ تحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية وسورية محتلة إن حصل يوماً، لن يعفي حزب الله من ضرورة الإبقاء على سلاحه، أقله لحماية مشاريع المسترئِسين. إن القول بأن سلاح الحزب لم يُستخدم مراراً وتكراراً لتمزيق الداخل اللبناني، في وقت يستعد العالم والعرب لعودة فاعلة الى لبنان، هو قصف وقائي تمهيدي ناسف لهذه العودة، والمستفيد من هذه المواقف ليس لبنان طبعاً".