الأربعاء 11 يونيو 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"ميلاد غريب"... تناغم السينوغرافيا والنص الذهني

Time
الأربعاء 26 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

قدمت فرقة المسرح الكويتي مسرحية "ميلاد غريب" ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة 19 من مهرجان الكويت المسرحي مساء أول من أمس على مسرح الدسمة وسط حضور كبير فاق مقاعد القاعة، حيث كان في مقدمة الحضور قيادات المجلس الوطني وضيوف المهرجان وحشد من محبي للمسرح، إذ انتظر الجميع ما يقدمه على الخشبة الثنائي المسرحي فيصل العميري وسماح، اللذان حققا نجاحات كبيرة في المسرح وبالتحديد مع فرقة المسرح الكويتي، بل ساهما في نشر أعمال عروض مسرح دولة الكويت المتميزة في مهرجانات العالم العربي من خلال الأعمال التي شاركا فيها معا وحازا عنها العديد من الجوائز.
مسرحية "ميلاد غريب" من تأليف محمد الرباح وإخراج وبطولة فيصل العميري، سماح، عبدالله البلوشي ومهدي القصاب.. تدور أحداث المسرحية حول "المذكور" المحكوم عليه بالإعدام والمتهم بقتل السيد غريب، حتى تتحول الأحداث بين ضابط تنفيذ الأحكام والمحكوم عليه بإيقاف تنفيذ الحكم والعودة إلى التحقيق، لشكوكه حول مدونة سجلها المحكوم قبيل صعوده إلى منصة الإعدام والدخول في سجال مع النفس وجلد الذات بذكرياته المريرة، فالقصة هي زوجة صبرت على هجر زوجها لها وغيابه عنها من أجل تربية ابنها، وتظل في حالة انتظار حتى تصل إلى أرذل العمر، لكنها في لحظة ما تطلب منه بعدما اشتد عوده وأصبح له شأن أن يغادر البيت، حتى لا تتذكر ما حدث لها في حياتها، لا سيما بعدما وصلت إلى مرحلة متقدمة في العمر، فهي تريد أن تعيش ما تبقى لها من الحياة بعيدا عن ذكريات الماضي.
تجربة قاسية عاشتها هذه المرأة على ذكرى شخص لم يحضر طوال العرض المسرحي وصراع نفسي مرير له أبعاد إنسانية رغم السوداوية التي ظهر عليها، فمن تابع الفنان فيصل العميري والفنانة سماح خلال السنوات الماضية وما قدماه من أعمال سيجد أنهما يبحثان دائما عن الأعمال الصعبة، التي تحتاج جهد كبير حتى يتجلى فيها الإبداع، فالنص ذهني ويحتاج إلى الكثير من التفكير في شخوصه، الابن ظل حتى نهاية العرض دون اسم، وكأنه بالفعل ظهر إلى الحياة غريب رغم عدد السنوات التي مرت به.. الأمر المهم في حالة نص هذا العرض رغم عدم انتمائه إلى زمان ومكان تم تأويله بشكل مختلف، لكننا في النهاية حضرنا عرضا مسرحيا يستحق التوقف أمامه والتفكير فيه وفي كل عناصره.
المبدع فيصل العبيد قدم سينوغرافيا تحتاج أن يتم تدريسها، حيث وظف المسرح بالكامل ليواكب فكرة العمل والصراع الدرامي الموجود، ليكمل بذلك الضلع المهم في العرض، الذي شغل كل من شاهده بتفاصيله التي بدأت منذ مشهد المحاكمة.
وحاول المخرج ألا يحمل العرض فكرة سطحية بل هناك عنف داخلي وارتجالات صعبة للغاية واشتغال على الممثلين بشكل كبير، لا سيما في ظل وجود ثنائية العميري وسماح، فضلا عن السينوغرافيا التي ساهمت بشكل كبير في وجود جماليات في هذا العرض، فكل غريب يتم انتظاره في المسرحية لا يأتي، والصراع يكشف عن اهمية العلاقة الإجتماعية بين الأسرة وان تفكيك أواصر وروابط العائلة لأي سبب سيشكل أزمة.
أما الجميل حقا فهو المؤلف محمد الرباح الذي عرفناه فنانا في الديكور والسينوغرافيا، وفي هذا العرض كان الفارس بحق عبر نص حمل الكثير من الجدل، بل وحمل ايضا اتقان وانبهار في كل جزئية، من خلال صلابة الممثلين وانضباطهم بشكل مبهر، لكن تبقى هناك لمسات في العرض تتجلى في الديكور وتحريكه بكل هذه السهولة مما زاد من اعجاب الحضور بالعرض.


مشهد من المسرحية
آخر الأخبار