السبت 27 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

ميمونة الصباح: سعد العبدالله رجل دولة وفارس الكويت وبطل تحريرها

Time
الخميس 16 مايو 2019
السياسة
ارتبط اسمه بأبرز الأحداث والوقائع المصيرية فنال ثقة أبناء وطنه ومحبتهم

برزت قدراته في المجلس التأسيسي بالرأي السديد وإبداء الأفكار الناضجة

حكمته أنقذت الشرعية عندما أدرك
أن الغزو العراقي يستهدف القضاء عليها




أكدت الشيخة الدكتورة ميمونة الصباح أن الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله كان رجل دولة لا يشق له غبار وفارس الكويت الوطني الشهم وبطل التحرير، كما يعد من أبرز القيادات التي تبوأت مواقع عديدة في العمل الوطني خلال النصف الثاني من القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، وارتبط اسمه بأبرز الأحداث وأهم المواقع المصيرية، فنال ثقة أبناء وطنه ومحبتهم جميعاً، وحاز احترام العالم أجمع بما اتسم به سموه من فكر صائب ورؤى نافذة وعزيمة قوية صلبة لا تلين في مواجهة أشد الصعاب، فأهلته هذه الصفات ليكون جديراً بتحمل تبعات المرحلة ومسؤوليتها، فكان خير سند للأمير الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد في الاضطلاع بالمسؤوليات الوطنية والتصدي بنجاح للمشكلات والأزمات التي واجهها الوطن، كما تولى قيادة العمل الوطني التنفيذي بعد تمرسه بأعمال مهمة في وزارتي الداخلية والدفاع والقيام على رأسها فترة من الزمن. وقالت الدكتورة ميمونة في دراسة عن المغفور له الشيخ سعد العبد الله: إنه أثبت كفاءة واقتداراً في جميع المهام والمناصب التي أسندت إليه، وكان عند المأمول له ووفقه الله أينما وضعته الأقدار في مكانته هذه بعد أن اكتسب كثيراً من القيم النبيلة التي أرساها والده المغفور له الشيخ عبدالله السالم، حيث تدرج في المناصب العامة خلال مدة بلغت أكثر من نصف قرن من الزمن منذ أن عين في دائرة الشرطة العامة عام 1949م، كان حين ذاك على مشارف العشرين من عمره، ونظراً لما أظهره من كفاءة تقرر إيفاده إلى المملكة المتحدة عام 1951م لدارسته علوم الشرطة في كلية هيندون HENDON POLICE TRAINING SCHOOL وبعد أن نال دورات متخصصة في شؤون الأمن والشرطة استغرقت أربع سنوات تخرج منها برتبة ضابط عام 1954.
واضافت أن الشيخ سعد العبدالله تم إعداده جيداً لتأهيله لأن يتولى مهام عمله بجدارة، وأن يقوم بكل ما أسند إليه من مهام بحنكة وحكمة ودراية. إذا كان قد نشأ في ظل رجل مهتم بالكويت وتقدمها وهو والده الشيخ عبدالله السالم وكان من الطبيعي أن يقوم هذا الرجل الحكيم بتحضير نجله للمهمات الخطيرة، إذا حرص على أن يتابع دراسته منذ أن بدأها في الكويت إلى أن أنهاها في بريطانيا.
وكان الشيخ سعد ينتمي إلى ذلك الجيل من الشباب الذي كان متطلعاً إلى تطوير الكويت والنهوض بها، وتحويلها من مجرد إمارة غنية بالنفط إلى دولة مؤسسات ديمقراطية حديثة، وكان الشيخ عبدالله السالم مدرسة بالنسبة إليه تعلم في كنفه أصول القيادة السياسية، ورعاية الديمقراطية والعمل الشعبي، ولا عجب فهو الذي أرسى دعائم الديمقراطية منذ أن كان ولياً للعهد حين دعم قيام المجلس التشريعي الأول في عام 1938 ورئاسته، ثم ثبت هذه الدعائم حين تقلد الإمارة فأسس دولة الاستقلال وأرسى قواعد الديمقراطية والمؤسسات الحديثة. وتناولت الشيخة الدكتورة ميمونة الصباح عدداً من المحطات المهمة في حياة الشيخ سعد العبدالله، نوجز في السطور التالية أبرزها بداية من كان أول وزير للداخلية حين حين تشكلت أول وزارة في تاريخ الكويت في يناير 1962، فأصبح سموه وزيرا للداخلية ضمن هذه الوزارة، وصار بحكم منصبه هذا عضوا في المجلس التأسيسي الذي تأسس في ديسمبر 1961، وتم افتتاحه في العشرين من يناير 1962، وكانت الانتخابات العامة التي أجريت في يناير 1962، حيث تم تقسيم الكويت إلى عشر دوائر انتخابية، انتخب عن كل دائرة منها عضوان، حيث برزت قدرات الشيخ سعد العبدالله الواضحة والمتميزة في المجلس التأسيسي سواء في مجال التعبير عن الرأي السديد، أم في إبداء الأفكار الناضجة التي تدل على نضج سياسي وتمكن من معرفة ما يحيط به، وما يتولاه من مهام وأعمال، فضلا عن تفهمه للسبل الصحيحة والموضوعية لمصلحة الوطن، مقدما المصلحة الوطنية على سواها من أمور.
كما تناولت الدكتورة ميمونة الإنجازات التي تحققت على يد الشيخ سعد العبدالله والأعمال التي قام بها حين كان رئيسا لدائرة الشرطة والأمن العام ثم وزيرا للداخلية والدفاع والتي تبين مدى حرصه على أمن الكويت واستقرارها ومقدار اهتمامه بالحفاظ على النظام السياسي، وحمايته للبلاد من التيارات المتطرفة التي بدأت تأتي إلى الكويت خلال عقد الستينات من القرن الماضي، ودأبه على بناء قوة مسلحة يعتد بهاء وكان يرى بحصافة نظره أن أهل الكويت هم أجدر الناس بالدفاع عن وطنهم مهما تيسر له من وسائل أخرى يقوم بها حلفاؤه وأنصاره في العالم. وأضافت أنه عندما تولى الشيخ سعد منصب ولي العهد، فإنه ترأس مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الأعلى، والمجلس الأعلى للبترول ومجلس الخدمة المدنية والمجلس الأعلى للإسكان، والمجلس الأعلى للتخطيط ولقد كانت مسؤوليات جساماً، وسموه على قدر أمانة هذه المسؤوليات، تفانى في أدائها على أحسن وجه وأعطاها من صحته ووقته وكل ما يملك، وجميع ما يتوفر له من إمكانات وقدرات، كما واجه طوال حياته السياسية ظروفا وتحديات داخلية وخارجية عدة استطاع أن يبدي خلالها أداء رفيعا ومقدرة وحنكة، حيث ترأس سموه إحدى عشرة حكومة في تاريخ الكويت على مدى خمسة وعشرين عاما وفقا للتسلسل التالي: 1978 و1981 و1985 و1986 و1990 و1991 و199 و1996 و1998 و1999 و2001.

الشورى والديمقراطية
وأكدت د.ميمونة الصباح، أن الشيخ سعد عرف عنه الشفافية، والصراحة، والوضوح، والحرص على مصلحة الكويت ودعائم الديمقراطية، فقد كان رده بكل أمانة وصدق في حديث له مع مجلة المستقبل (باريس) بتاريخ 17/‏2/‏1979م حول التجربة الديمقراطية في الكويت قائلا: "لقد اتسمت تجربتنا النيابية بإيجابيات كثيرة، ولكنها في الوقت ذاته أفرزت سلبيات انعكست آثارها على روح التضامن والتكاتف والتماسك التي تميز بها مجتمعنا الكويتي منذ القدم، وعلى العلاقات الودية والطيبة مع الدول الشقيقة والصديقة، والتي قامت دائما على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فأصبح لزاما علينا أن نقف قليلا وقفة تأمل وتقييم وموازنة بين طموحاتنا وإمكاناتنا لنخرج من ذلك بتصور أمثل لمسيرة المستقبل"، كما أشارت إلى تصريح آخر لسموه إلى "السياسة" بتاريخ 21 /‏2/‏ 1981 حول ذات الموضوع، حيث قال: "نريد مجلسا ولاؤه للوطن، فأمامنا مرحلة بناء معنوي ومشاريع كبيرة على مستوى المعيشة في وقتنا الحالي. مرحلة العلاقة بين المواطن والوافد ومرحلة الوحدة الخليجية" وكان الشيخ سعد العبدالله يناشد الموظفين في كل المناسبات، وفي جميع أجهزة الدولة أن يكونوا على مستوى المسؤولية أداء وإخلاصا وأمانة وعطاء لوطننا العزيز الذي لم يبخل عليهم بكل ما يحتاجونه لإتمام مهامهم، وأن يكونوا قدوة طيبة في حسن التعامل مع إخوانهم المواطنين والتيسير عليهم، وتسهيل حل مشاكلهم. ويؤكد سموه أن خدمة الوطن والمواطن أمانة، ولا مكان بيننا لأي حاقد أو ساع لفتنة.
ومن خلال رئاسة سموه للمجلس الأعلى للتخطيط كان يحرص على مناقشة التقارير نصف السنوية والسنوية، ومتابعة الاطلاع على ما تم بشأن الخطة الخمسية للتنمية في الدولة، ويدفع في اتجاه تنفيذها، ويدعو إلى ضرورة تضافر الجهود لمعالجة الخلل في التركيبة السكانية، وأهمية اتخاذ الخطوات التنفيذية بشأن التطور الإداري.

حكمته أنقذت الشرعية
وتناولت الدكتورة ميمونة الأدوار البطولية البارزة للشيخ سعد خلال الغزو العراقي الغاشم للكويت، حيث انقذت حكمته الشرعية الكويتية، ولذلك فإنه عندما أدرك أن التحركات العراقية تستهدف القضاء على الشرعية الكويتية، اقترح مغادرة أمير البلاد قصر دسمان كإجراء احتياطي ووافق الأمير البلاد بعد إلحاح شديد، وكان معه المرحوم الشيخ جابر العلي، ووصلت السيارة التي يقودها النقيب فهد اليوسف الصباح إلى المركز الحدودي الكويتي في النويصيب، ومن ثم إلى مركز الخفجي السعودي. وبعدها أصدر خادم الحرمين الملك فهد توجيهاته إلى الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لمرافقة أمير البلاد إلى قصر الضيافة في الدمام.
وبعد أن تمكن من إنقاذ الشرعية بوصول أمير البلاد وسموه إلى الخفجي، باشر كفاحه المضني من أجل تحرير الكويت من الطغاة وحماية المواطنين، فكان أن أجرى اتصالات هاتفية من هناك لمتابعة ما يجري في الكويت وإطلاع المسؤولين في المملكة ودول التعاون على التطورات.وشكل الشيخ سعد في 21 نوفمبر1990 هيئة استشارية كويتية برئاسة سموه تألفت من 35 عضوا بهدف تقديم المشورة لسموه حول مختلف الموضوعات، بما يسهم في تحقيق الهدف الأول والأسمى وهو تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وتشكلت من بين الأعضاء لجنة تنسيق لتسهيل عمل الهيئة تضم 14 عضواً، وقد جاء تشكيل الهيئة تنفيذا للاقتراح الذي قدمه سموه في مؤتمر جدة انسجاما مع ما تتطلبه الظروف.
وتناولت الصباح العديد من محطات وانجازات الأمير الوالد، ولحظات المرض والعلاج وتفضيله البقاء داخل الكويت لمتابعة عمله الوطني.


آخر الأخبار