السبت 05 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

مَرْحَلَة النَّفْس الْمُطْمَئِنَّة

Time
السبت 11 أبريل 2020
View
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" (الفجر 27-30).
يدرك العاقل أنّ عملية تنمية الذات، وتطويرها، ولا سيما في سياق علم النفس الاسلامي، تمر بثلاث مراحل متعاقبة، فالأولى هي مرحلة النفس الأمارة بالسوء، والثانية هي النفس اللوامة المتثاقلة، والمرحلة الأخيرة في مسيرة تنمية الذات وتطوير الشخصية، وفق السياق الاسلامي الاعتيادي، هي مرحلة النفس المطمئنة، وهي الدرجة الأعلى في سلم تنمية الذات الانسانية، وبالطبع، توجد مبادئ ووسائل وطرق وإجراءات، يجدر بالعاقل اعتناقها وتنفيذها بهدف الوصول لمرحلة النفس الانسانية المطمئنة، التي هي عتبة للوصول إلى الحياة الانسانية المتكاملة والمثالية، ومن بعض هذه المبادئ والوسائل والطرق والاجراءات والتي تُفضي إلى النفس المطمئنة ما يلي:
-أول خطوات الوصول لمرحلة النفس المطمئنة تتمثل في تجاوز مرحلة النفس الأمارة بالسوء عن طريق العمل على ترسيخ القيم والمبادئ الاخلاقية الايجابية في النفس الانسانية.
-ثانيا تجاوز مرحلة النفس اللوامة عن طريق تثبيت السمات الاخلاقية الايجابية وتحويلها إلى أجزاء رئيسية لا تتجزأ في النفس الانسانية.
-لابد أن يعمل المرء على التخلص، وبإرادته الحرة، من رواسب ومخلفات والتأثيرات السلبية للشخصيات السامة في حياته الخاصة والعامة، عن طريق تنقية عقله وقلبه والعودة بهما إلى فطرتيهما الاصليتين.
-يصل المرء لمرحلة النفس المطمئنة متى تمكن من ضبط نفسه، وبسط السيطرة الكاملة على دوافعه ونوازعه وميوله المختلفة.
-لا علاقة بين الوصول لمرحلة النفس المطمئنة وبين المصطلحات أو الاستنتاجات الفرويدية أو النفسية الغربية، فهي مرحلة تطور شخصية وذاتية تنبع وتتبلور فقط في البيئة الاسلامية.
-عندما يصل المرء لمرحلة النفس المطمئنة فسيشعر بالطمأنينة وبالسكينة النفسية التامة التي ترتكز على الرضا النفسي الحقيقي عن النفس، وتجاه كل ما يمكن أن يتعرض له الانسان في العالم الخارجي.
-لا يمكن أن تتحقق مراحل التطور النفسي وفق وجهة النظر الاسلامية "النفس المطمئنة" سوى في البيئة الاسلامية، وذلك لأنها معدة في الاساس لمخاطبة الانسان المسلم في بيئته الدينية الخاصة.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi
آخر الأخبار