مَنْ معزّب من؟

طلال السعيد

اختلف النواب المنسحبون من الجلسة احتجاجا على اعلان خلو المقاعد،فاتهم بعضهم بعضا بأن لكل واحد منهم "معزب" يأتمر بأمره ويسير على هواه،وحين يختلف المعازيب فيما بينهم يختلف الأعضاء بالتبعية التزاما بتوجهات المعازيب!! يعني كل "هوشة" بين المعازيب ينفذها التابعون في قاعة المجلس،والتسريبات كثيرة، بعضها وصلنا بطريقة او باخرى،وبعضها لم يصل حتى الان، إلاّ أن ما كان منها مسجلا لسبب من الأسباب فلابد ان يوزع في يوم من الايام،فما بني على باطل فهو باطل،والخلاف واقع لامحالة بين الشركاء،وكل منهم سيحارب بما لديه من أسلحة، لذلك فالتراشق الذي حصل بين المنسحبين كشف للشارع الكويتي ان هذه المعارضة المزعومة ليس لها غطاء شعبي، ولاهي معارضة من اجل مصلحة المواطن الكويتي الذي ينتظر مزيدا من الإنجازات بفارغ الصبر،بل هي معارضة "معازيب" فيما بينهم تضاربت مصالحهم ولا شأن للمواطنين ومصالحهم لامن قريب ولامن بعيد بها،وكلما زادت خلافاتهم وارتفعت اصواتهم عرفنا اكثر، فالظاهر انهم يعرفون بعضهم اكثر منا نحن الذين ينتهي دورنا بعد ان نصفق وننتخب!!والسؤال المهم: أليس الاجدر ان يكون "معزبهم"هو الشعب الذي صوت لهم وأوصلهم الى مجلس الامة،بدلا من ان يكون لكل واحد او مجموعة معزب يسيرهم بالريموت حسب مصلحته، حتى وان كانت ضد مصالح الشعب، وهم ينفذون ويفتعلون الأزمات ويعطلون الإنجاز وكل هذا ليرضى المعزب الذي قد يكون خارج نطاق الوطن؟ ولعلم الجميع،كلمة "معزب"لا تحمل معنى سيئا ولكنهم اساؤوا استخدامها على اساس ان هناك "معزّب"يتحكم ويأمر، وهناك تابع ينفذ من دون حتى تفكير، فتحول المفهوم العام لمعنى كلمة"معزب" بعد ان كانت تعني ولي الامر بكل بساطة،فنحن كموظفين معازيبنا الحكومة التي تدفع لنا رواتبنا الشهرية، والمتقاعد منا معازيبه التأمينات،أما اذا كان هناك معازيب اخرون يدفعون للبعض اكثر مماتدفع الحكومة فيحق لهم ان يكونوا معازيب من دون أن يبيّن احدهم رأسه،بل يتخفّى فيصبح سبة،لذلك فنحن ندعو الله عز وجل ان يكثّر خلافاتهم فترتفع اصواتهم فنعرف من معزّب من.. زين.