

مَهَارة الضَرْب عَلى الوَتَر الحَسّاس
حوارات
تشير مهارة الضرب على الوتر الحسّاس في هذه المقالة الى تمكّن الانسان من الاستعمال الأمثل لقدراته، الفكريّة والنفسيّة، ببراعة لمناقشة، أو معالجة قضية مقلقة بالنسبة له، في حياته الخاصة، أو أثناء مساهمته في اقتراح حلول لمشكلات اجتماعية معيّنة.
وتتمثّل هذه المهارة المميّزة بقدرة المرء الحذق من إصابة المكان الحسّاس في الموضوع المطروح للنقاش، أو للنقد، وتصويبه بالتركيز على جوهره.
ومن بعض القدرات الشخصية الخاصّة التي ترتبط باكتساب مهارة الضرب على الوتر الحسّاس، نذكر ما يلي:
-التركيز على كشف الدوافع النفسيّة الخفيّة، لان يوجد وراء كل مشكلة سلوكية دافع نفسيّ أساسي ومحدّد يشكّل ويقود كلام وتصرّفات المتسبب فيها، ويدور هذا الدافع النفسيّ غالبًا حول أمنيّات ورغبات نرجسيّة واضحة تمامًا بالنسبة للإنسان المتبصّر على الدوام في الدوافع النفسيّة البشرية.
-كشف نقاط ضعف الشخصية: كل استِقراءٍ مركّز ومكثّف لشخصية الآخر سيُفضي عادة الى كشف نقاط ضعفه، ويتمكن الماهر من الضرب على الوتر الحسّاس عبر معرفة خواص ضعف الشخصية عند الآخر، وكشف ما تؤدي اليه من تصرّفات زائغة.
-التركيز على أماكن الخلل: يهتم الناقد المتبصّر بشؤون الحياة الإنسانية بمعرفة أماكن الخلل في البيئة المحيطة به، ويحاول التعرّف بدقّة على أسبابها وجوانبها المختلفة، ولا يضيّع وقته في التركيز على ما هو ثانويّ أو جانبيّ.
- فحص تعارض الأقوال مع الأفعال، اذ ان كل تعارض مُتَكَرِّر بين قول الإنسان وبين ما يفعله على أرض الواقع يكشف الستار عن اضطرابات فكريّة، أو نفسيّة، أو أخلاقيّة تبيّن زيف أو كذب المعتقدات والأفكار الشخصية، وحيث يدلّ تناقض لغة الجسد مع ما ينطق به اللسان على نوايا مشكوك فيها.
- إِظْهار تَضَارُبَ الْمصَالِح: أسرع طريقة والأكثر فعالية في كشف فساد المصالح الشخصية تتمثل في التركيز على معرفة ما إذا كان يوجد تضارب بينها وبين المسؤوليات الوظيفية، وهي الوتر الحسّاس جدًا بالنسبة للفاسدين.
-إمعان النظر في قلب الموضوع: يسخِّر الأريب اللبيب جهوده الذهنية لمعرفة قلب وجوهر ولبّ الموضوع، بدلاً من قشوره، أو تشعباته المحتملة والمتوقعة منطقيًّا.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
د. خالد عايد الجنفاوي