مُتلازِمة القَرادَة

حوارات

يشير مصطلح "القَرادَة" الى كلمة كويتية، ومأثور لغوي خليجي شعبي شائع، يصف سوء الحظ أو تعاسته.
وهي كلمة توجز حياة الانسان "المقرود" الذي يميل في كلامه وتصرفاته الى سوء الاختيار لأسباب سلوكية ذاتية تبدو وكأنها مجموعة مترابطة من الاختلالات، الفكرية والنفسية (متلازمة)، نذكر منها التالي:

• أحادية التفكير وضيق الأفق والعناد: يتصف المقرود بتمركزه النرجسي حول ذاته، واعتقاده أن العالم يدور حوله فقط، ورأيه صواب وآراء الآخرين باطلة، وضعف ملاحظ في الوعي الظرفي، ومحدودية التفكير، والانغلاق الفكري، وعناد للعناد فقط.
• سوء الطبع الشخصي: الخُلُق الأساسي للإنسان "المقرود" سيئ، حتى لو تخيّل هو، أو من يعرفونه، عكس ذلك، بسبب اختلال نفسيته من الداخل، وإتيانه بتصرّفات تتناقض مع المنطق الأخلاقي المتعارف عليه بين العقلاء، وإذا فسد الداخل فسد الخارج غالب الوقت.
  -رفض الاعتراف بالأخطاء، وعدم تحمّل المسؤولية الأخلاقية عنها: يصرّ "المقرود" على رفض الاعتراف بأخطائه الذاتية، ويقوم بلوم ما هو خارج نفسه عنها.
  ويرفض تحمّل عواقب هذه المسؤولية الأخلاقية الشخصية تجاه هذه الأخطاء، وتتصف أخطاؤه السلوكية بكونها أحيانًا كثيرة كارثية في حقّ نفسه وأهله، وفي حقّ الآخرين.
  -عدم التعلّم من الأخطاء: لا يتعلّم "المقرود" من أخطائه بسبب رفضه تحمّل عواقبها، وربما بسبب ضعف وعيه بذاته، وبما يحدث حوله في العالم الخارجي، وبسبب جهله بالآثار السلبية على حياة الآخرين، والتي تتسبب بها أخطاؤه السلوكية الكارثية، وربما بسبب عتاهته الوراثية أو المكتسبة، وهو بالطبع أحمق ظاهرًا وباطنًا.
  -الجهل بالنفس: يؤدي ضعف الوعي بالذات لدى "المقرود" الى عدم معرفته بنفسه، ونقاط ضعفه، وربما جهله بإمكانياته الشخصية المحتملة، التي لو بدأ يستعملها بشكل إيجابي ربما أصبح إنسانًا أكثر عقلانية واتزانًا، مما هو عليه من انغلاق نفسي وفكري.
  -الانغماس المفرط في التخيلات غير الواقعية: يؤلِّف المقرود قصصًا حياتية خيالية عن نفسه، ويرى في نفسه ما لا يجده، ولا يراه العقلاء فيه، فيظن أنه حكيم، وهو في الحقيقة أخرق، أحمق، أرعن، ويعتقد أنه ذو مكانة عند الناس، بينما يستهزئون به من وراء ظهره!

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi