بغداد، عواصم - وكالات: كشف مسؤولون أمنيون عراقيون أمس، أن الهجوم على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نفذته جماعة مسلحة واحدة على الأقل تدعمها إيران، موضحة أن طائرات من دون طيار مفخخة إيرانية الصنع استخدمت في الهجوم على منزل الكاظمي.من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء سعد معن، إن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن العملية نفذت بطائرتين مسيرتين انطلقتا من مناطق شمال شرق بغداد، وقطعتا مسافة تتراوح بين 10 و12 كيلو مترا.وأوضح المتحدث العسكري أن اللجنة المشكلة للتحقيق تحرص على التوصل إلى نتائج خلال فترة قصيرة كما أنها حريصة على إعلان النتائج أمام الرأي العام. بدورهما، أوضح مسؤولان أمنيان وثلاثة مصادر مقربة من الفصائل الموالية لإيران، أن "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" نفذتا الهجوم جنبا إلى جنب، فيما أشار مصدر بجماعة مسلحة إلى أن "كتائب حزب الله" متورطة لكنه لم يؤكد تورط العصائب.من جهته، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول أن الطائرتين المسيرتين حلقتا بارتفاع منخفض مما يمنع كشفهما عبر أجهزة الرادار، مستبعدا تورط عصابات "داعش"، قائلا إن ماجرى ليس من عمل "داعش" وهو خطير جدا ولو قدر له النجاح لكان العراق اليوم في وضع خطير وبحر من الدماء، معتبرا أن الهجوم أرسل رسائل سلبية عن الوضع العراقي وان البعثات الديبلوماسية والأجنبية وبعثات الأمم المتحدة كانت بوضع مربك. وشدد على أن جميع القوات العسكرية في حالة استعداد لمواجهة أي اعتداء، وموجودة في كل مكان وهي على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة وواجبنا أن نحمي الشعب والدستور والعراق وأن الطيران العراقي حلق، ليعكس الجاهزية للرد على أي تعرض عسكري.وكان الكاظمي أكد ليل أول من أمس خلال جلسة للحكومة، أن القوى الأمنية "تعرف مرتكبي جريمة محاولة الاغتيال وستكشفهم"، مشددا على أن استهداف منزله تم بطائرات مسيرة مفخخة وجهت إليه بشكل مباشر، فيما أكد مجلس الوزراء أن الهجوم نفذته "جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها القوات الأمنية والعسكرية ضعفاً؛ فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام".وتوعد الضالعين بكشفهم وملاحقتهم، مؤكدا أنه "يعرفهم جيدا"، متهما أطرافا لم يسمها بمحاولة العبث بأمن العراق واختطافه، ويريدها دولة عصابات ونحن نريد بناء دولة، واصفا ذلك "بالعمل الجبان الذي لا يليق بالشجعان ولا يعبر عن إرادة العراقيين".كما وعد الكاظمي بملاحقة المتورطين بقتل الضابط في المخابرات نبراس فرمان، دون أن يبين ما اذا كانت هناك علاقة بين الجهة التي استهدفته والمتورطة باغتيال هذا الضابط.وأضاف الكاظمي: "هناك من يحاول أن يعبث بأمن العراق".وأضاف: "لقد جئنا لخدمة أبناء شعبنا وهناك من يريد ان يختطف العراق لكننا لن نسمح له فالعراق أكبر من أي محاولات لتقزيمه وكذلك لن يكون عرضة لمغامرات طائشة لأنه يمتلك شعبا واعيا وإرثا حضاريا عميقا".وأشار إلى أن حكومته "منعت انزلاق العراق في حرب اقليمية وتمكنت من العبور بالبلد الى بر الأمان، كما لبت مطلب الشعب والمتظاهرين بإجراء انتخابات مبكرة ووفرت كل ما طلبته مفوضية الانتخابات".وتابع: إن نتائج الانتخابات والشكاوى والطعون ليست من اختصاص الحكومة التي يقتصر واجبها على توفير الأمور المالية والأمنية لإجراء الانتخابات.في غضون ذلك، وفي زيارة غير معلنة، وصل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد، بعد ساعات على محاولة الاغتيال الفاشل، حيث عقد قاآني بعيد وصوله فجر أمس الاثنين إلى العاصمة العراقية، بحسب ما أفادت مصادر، اجتماعاً مع قادة الفصائل، من دون ورود مزيد من التفاصيل.وحمل توقيت الزيارة في طياته الكثير من الخبايا، فقد أتت بعد ساعات على استهداف منزل الكاظمي بطائرات مسيرة، غالباً ما استعملتها الفصائل الولائية في هجماتها السابقة ضد مصالح أميركية في البلاد، أو قواعد عسكرية تضم جنوداً أميركيين.على صعيد متصل، تواصلت الإدانات الدولية والإقليمية، حيث دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فيما توجه الفريق الأمني الخاص بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد للمشاركة في التحقيقات، وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الغضب والقلق، مؤكدا ثبات الشراكة الأميركية مع العراق والكاظمي، ودان الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وإيطاليا واليونان وأوكرانيا وتونس وسورية. ميدانيا، قتل قيادي داعشي وتم تدمير ثلاثة أوكار في الأنبار، كما تم اعتقال إرهابيين اثنين بالعاصمة بغداد.

An Iraqi Army helicopter hovers over the heavily fortified Green Zone hours after the assassination attempt on the Prime Minister in Baghdad, Iraq, during sunset on Sunday, Nov. 7, 2021. Prime Minister Mustafa al-Kadhimi survived an assassination attempt with armed drones that targeted his residence early Sunday and officials said he escaped unharmed. (AP Photo/Hadi Mizban)