شرم الشيخ، عواصم - وكالات: كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت عمل في القمة التي جمعته أول من أمس، مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، على تطوير اتفاق لحلف إقليمي على غرار "الناتو"، مهمته مواجهة إيران وتهديد الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى. وأشارت إلى أن ولي عهد أبوظبي أطلع السيسي وبينيت على انطباعاته عن اللقاء الذي جمعه برئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي استضافه في العاصمة الإماراتية في زيارة هي الأولى لبلد عربي منذ العام 2011.وذكرت إنه للمرة الأولى منذ 20 عاماً، يبيت رئيس وزراء إسرائيلي في مصر، حيث قضى بينيت ليلته في شرم الشيخ وسط حماية مشددة، وهو ما يشير إلى أن اللقاءات تحمل في طياتها الكثير، وسط توترات دولية على خلفية أحداث أوكرانيا، إضافة إلى الأهم المتمثل بملف بإيران والحديث عن قرب توقيع الاتفاق النووي بين طهران والدول الغربية.وعلى ما يبدو فإن اللقاء الثلاثي في منتجع شرم الشيخ هدف إلى محاولة إنشاء تحالف ضد إيران، تشارك فيه إسرائيل ومصر والأردن ودول خليجية، إضافة إلى محاولة إسرائيلية لتبديد التوتر الحاصل أخيرا بين الولايات المتحدة والإمارات، كما لم يغب ملف الطاقة عن القمة. وتباينت الأنباء حول ما شملته القمة من ملفات لم تعلن رسمياً، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مصريين قولهما إن الزعماء الثلاثة عقدوا مناقشات شملت تداعيات حرب أوكرانيا. من جانبها، قالت قناة "كان" العبرية إن القمة الثلاثية الأولى من نوعها، جاءت على وقع التقدم الحاصل في المحادثات النووية مع إيران في فيينا، وقرب توقيع اتفاق بين الغرب وطهران، وكذلك المساعي الأميركية لشطب "الحرس الثوري" الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، وهي الخطوة التي قوبلت برفض جارف من قبل إسرائيل والخليج على حد سواء. وقالت القناة: "تم تنسيق الاجتماع مسبقاً، في وقت تذهب فيه التقديرات في إسرائيل إلى أن قرار توقيع الاتفاق النووي تم اتخاذه بالفعل، وأنه مرهون الآن بالإيرانيين فقط"، مشيرة إلى أن قمة السيسي - بن زايد - بينيت "تتعلق بتعزيز جبهة إسرائيل والإمارات ضد إيران، وأيضاً رسالة إلى الإدارة الأميركية، حيث تتزايد الانتقادات الموجهة إلى إدارة بايدن في الخليج وإسرائيل".
ونقلت القناة عن مصادر سياسية أن إسرائيل أيضاً "تقوم بدور الوسيط بين الإمارات والولايات المتحدة لتهدئة التوترات بين الطرفين"، لافتة إلى أن "واشنطن غاضبة من زيارة بشار الأسد للإمارات، ووصفتها بأنها استفزازية؛ لكون الأميركيين يقاطعون الرئيس السوري"، مضيفة أنه "من ناحية أخرى فإن الإمارات غاضبة، لأنها تشعر أن هناك عجزاً في الدعم الأميركي في قضية هجمات المتمردين الحوثيين".من جانبه، ربط الكاتب المصري والباحث في الشأن السياسي ياسر عبدالعزيز بين سرعة اللقاء الذي قال إنه جاء بشكلٍ مفاجئ، وبين الزيارة التي قام بها بشار الأسد إلى الإمارات، وزيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى الضفة خلال الأيام المقبلة، موضحا أن إسرائيل تعمل على أن تكون "بديلاً للولايات المتحدة لطرح تطمينات للمنطقة ضد عدوين موجودين (الإسلام السياسي، والتمدد الفارسي الإيراني في لبنان أو سورية واليمن)، في محاولة لظهور الكيان الصهيوني".ورأى أن المنطقة أمام حدث كبير، وقمة شرم الشيخ مقدمة لذلك، ويدرس كل تفاصيل هذا الحدث الذي قد يتمثل بـ "ضربات لإيران، سواء على أذرعها في اليمن أو لبنان، أو ضربات سيبرانية، والتي سبق أن تعرضت لها طهران قبل أيام، وكان مصدرها من تل أبيب". لكنه يستبعد حدوث ضربة مباشرة داخل إيران من قبل إسرائيل وحلفائها، خصوصاً فيما يتعلق بالنووي الإيراني، مشيراً إلى وجود مخاوف إسرائيلية بذهاب إيران لإنتاج سلاح بالتخصيب، والذي بدأ يزيد بشكل رهيب جداً.