الأربعاء 24 سبتمبر 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نادين لبكي: اتفاق مع أوبرا وينفري على عمل

Time
الأربعاء 24 أبريل 2019
السياسة
زين ينتمي إلى كل مكان في العالم والقصة لم تحدد جغرافيتها

كتب - فالح العنزي:

أعربت المخرجة اللبنانية نادين لبكي عن سعادتها لعرض فيلمها السينمائي العالمي "كفرناحوم" في الكويت، مؤكدة أن الجولات والدعوات التي توجه للفيلم هنا وهناك تمكنه من ايصال رسالته إلى أبعد مساحة في المعمورة، جاء ذلك في الحوار المفتوح الذي أجرته مع وسائل الإعلام بعد عرض الفيلم في "سينما 360" بتنظيم ودعوة من قبل أكاديمية لوياك للفنون الأدائية "لابا"، وأجابت لبكي فيه على جميع الأسئلة التي وجهت لها مدافعة عن فكرة الفيلم تارة وقناعاتها تارة أخرى.
قالت لبكي التي أطلت بكامل أناقتها أن فكرة الفيلم، التي يقف وراءها زوجها خالد مزنر وتصدت بنفسها لمهمة إعداد السيناريو والاخراج فيه، قامت على ركيزة أساسية، هي معاناة فئة ليست قليلة من أطفال الشوارع المضطهدين والمظلومين والمشردين والمطلوب منهم تحمل مسؤوليات في عمر يفترض فيه أن يعيشوا كباقي أقرانهم في مرحلة طفولة وشقاوة ولعب.
وأضافت أن بطل الفيلم زين الرافعي ليس ممثلا محترفا بل تعمدت أن تستعين به، لأنه طفل حقيقي وكل ما فعله وتحرك به من واقع الألم، الذي عاشه وهو في سن الحادية عشرة لكنه كان يحمل عقل ثمانيني عجوز.
ورفضت لبكي إلصاق المكان والزمان على فيلمها، مشيرة إلى أن "زين" لم يكن يمثل أقرانه اللاجئين السوريين أو أطفال لبنان المشردين، بل يرمز إلى كل طفل يعيش حالته في كل أصقاع العالم، وهم فئات موجودة نلتقيها كل يوم لكن توجد بعض الحكومات لا تستطيع أن تفعل شيئا، وهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها فرد أو حكومة فأحزمة البؤس في كل مكان وتحيط بنا من كل الجوانب... موضحة أن الشتائم والألفاظ التي وردت على لسان "زين" نتيجة البيئة والمحيط والمعاناة التي عاشها وواقع مؤلم ومعاناة حقيقية عشناها معه كفريق عمل يحضر للفيلم منذ ثلاثة أعوام وتصوير لم يقل عن ستة أشهر متواصلة.
وكشفت لبكي أن اختيارها لهذه الفكرة دون غيرها لم يكن تجاريا أو ترويحيا بل كان همها الإنسان، لذا لم يأت من فراغ اختيار الطفل "زين"، ليكون بطل قصتها بل كان الهدف اختيار شخصيات ولدت من رحم الألم وقالت: "من غير المعقول أن آتي بطفلتي وهي بمثل عمره وأطلب منها أن تعيش الحالة، مستحيل فهي لم تشهد ما شهده من معاناة وعوز وفقر ومسؤولية وقهر"، فأتمنى أن يكون الفيلم وسيلة لتتحرك جميع الأطراف لانتشال هؤلاء الأطفال من هذه المستنقعات المؤلمة وما يتعرضون له فيها من أبشع أنواع الظلم بما فيها التحرش الجنسي.
وعن اختيارها اسم " كفرناحوم"، أوضحت لبكي بأن الاسم يعود لبلدة معروفة تغوص في اعماق الجحيم، لعنها المسيح بالدمار والخراب وهي الصبغة العامة لقصة الفيلم وما فيه من خراب وتشويه وألم ومعاناة حقيقية.
وأوضحت المخرجة اللبنانية، التي نال فيلمها "كفرناحوم" جائزة لجنة تحكيم مهرجان "كان" ثم رشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، أنها حرصت على وجود دور للمرأة بالفيلم لكنها تعمدت التفريق بين اداء ومهام ومسؤولية كل أم، فالشخصيتين التي قدمتهما في الفيلم لأم عربية وأخرى إثيوبية كانتا تتشاركان في نفس الألم والمعاناة لكن والدة "زين" لم تكن أما جيدة على عكس المرأة الأخرى.
وعن نظرة الغرب لترشيح فيلم عربي لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، أكدت لبكي أن الجميع ينظر إلى القيمة الإنسانية التي يقدمها الفيلم والعناصر التي قام وارتكز عليها، هم سعداء لما يحمله من واقع حقيقي ورسالة إلى العالم بأنه يوجد بيننا أطفال يجب أن يكونوا في مكان أفضل، لا يواجهون مصيرهم البائس بهذه السن، الغرب لم ينظروا لجنسية الفيلم بل تمعنوا في القصة الموجودة في كل مكان.
واعترفت لبكي بأنها بعد كل عرض للفيلم تكتشف بأنه كان بمقدورها احداث تعديل هنا وهناك، فالرضا التام والمطلق لم يتحققا بالنسبة لها وربما يوجد مشروع جديد لاستغلال الكثير من ساعات التصوير لتقديم نسخة مطولة للفيلم بمواد فيلمية لم يسبق عرضها... مشروع قائم كفكرة وليس كواقع.
وعما ذكر عن وجود تعاون مرتقب مع الإعلامية العالمية أوبرا وينفري، أكدت لبكي بأنهما التقيتا وتبادلتا أطراف الحديث حول امكانية تقديم "شيئا ما" عن حقوق الإنسان وخصوصا الأطفال.
وكشفت المخرجة اللبنانية بأنها تتحضر لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الدولي الأيام المقبلة.


استعباد معاصر

تدور أحداث فيلم "كفرناحوم"، الذي حكت فيها لبكي عن الطفولة المعذبة والاستعباد المعاصر ومفهوم الحدود، حول طفل سوري لاجئ في لبنان، يدعى زين الرافعي يبلغ من العمر 13 عاما، وتعيش شخصية زين في الفيلم وسط عائلة فقيرة للغاية، فهو ينام في أقل من نصف متر مربع مع اخوته، ويفتقدون أساسيات الحياة، كما أن أبناء العائلة غير مدرجين في السجل الرسمي للدولة، لذلك يضطر الفتى للعمل لدى "أسعد"، الذي يملك محلا تجاريا صغيرا لبيع الدواجن في ذات الحي، ورغم أن زين يتعرض للضرب والتسرب من المدرسة بسبب والديه، لكن مأساته تتفاقم حين يجد والديه قد أقدما دون أدنى شعور بالذنب على تزويج شقيقته ابنة الحادية عشرة سنة، فقد كان إقدام "أسعد" على خطبة "سحر" وهي الشقيقة الأقرب لقلب "زين"، صادما لحد دفعه للهرب من عائلته، فتشرد "زين" حتى التقى بالمرأة الإثيوبية "رحيل"، وهي عاملة في لبنان ولديها طفل يدعى "يوناس"، يضطر "زين" إلى الاهتمام به عندما يجد نفسه وحيدا معه، فيما تسعى أمه لخوض معركة الحصول على أوراق إقامة رسمية للطفل، فتتعرض لكل أشكال السلب والاستغلال، لكن "زين" لم ينسى في هذا الوقت "سحر"، ويقرر الثأر لها، حيث يوجه نداء عبر التلفزيون فتهرع المحامية التي تؤدي دورها نادين لبكي للدفاع عنه.

لبكي وفارعة السقاف (تصوير - بسام أبوشنب)

آخر الأخبار