نار القرطاسية أحرقت جيوب أولياء الأمور والرقابة غائبة

* أم هدى: اشتريت لابني حقيبة مدرسية بـ 35 ديناراً رغم عدم جودتها
* سوق الجمعة ملاذ محدودي الدخل من جشع التجار
* الفضلي: مطلوب تدخل "التجارة" لوقف جشع تجار القرطاسية حماية للمستهلك
* جمال: اشتريت القرطاسية لأولادي بـ 170 ديناراً والتلاعب بالأسعارمقصود
* عبدالمعطي: إيجار المحلات داخل السوق 650 ديناراً ولهذا نجبر على رفع الأسعار

تحقيق ـ ناجح بلال:

أكد عدد من المواطنين والوافدين ارتفاع اسعار القرطاسية هذا الموسم بشكل مبالغ فيه مستغربين ان يتراوح سعر حقيبة المدرسة الجيدة بين 20 و 35 ديناراً كما أن كراس الـ 100 ورقة العادي الذي كان يباع في الاعوام الماضية بـ 150 فلساً بلغ سعره ربع دينار.
وقالوا في تحقيق أجرته "السياسة": إن غياب رقابة الجهات الرسمية على اسواق القرطاسية زاد من جشع تجارها في المكتبات والاسواق الاخرى ودفع الكثيرين للشراء من سوق الجمعة، مما يستلزم تكثيف الرقابة على سوق القرطاسية حماية للمستهلكين من جشع التجار.
وحذروا من رداءة جودة بعض أنواع القرطاسية خصوصاً أقلام الرصاص التي تحتوي على نسبة اشعاع مضرة بصحة الأطفال، الأمر الذي يستوجب وضع معايير أكثر تشدداً في هذا الشأن، لأن الباحثين عن الربح السريع يلجأون لاستيراد مثل هذه الأدوات المدرسية الملوثة بالرصاص المشع.
وفي ما يلي التفاصيل:
تقول ام هدى: إن اسعار القرطاسية هذا العام بلغت حدودا خيالية مستشهدة على ذلك بان ابنها طلب منها شنطة دراسية من ماركة معينة وعندما ذهبت لشرائها وجدت سعرها 35 ديناراً رغم ان خامتها ليست بالجيدة، لكن تجار القرطاسية يستغلون هذه الفترة من كل عام لرفع الاسعار.
وطالب المواطن عبدالله الفضلي بضرورة تدخل وزارة التجارة لوقف جشع تجار القرطاسية خاصة أن رفع اسعار القرطاسية يكتوي بنارها المواطن والوافد من ذوي الدخل المحدود، حيث بلغ سعر الكراس 100 ورقة من الحجم الصغير متجاوزا الربع دينار في حين كان يباع بـ 150 فلساً، اما الكراس ذو الحجم الكبير ذو الغلاف البلاستيكي فبلغ سعره 550 فلساً رغم ان سعره في السابق كان لايتعدى 350 فلساً، والمؤسف أن الشركات المستوردة للقرطاسية ترشي الكثير من المعلمين من أجل الطلب من الطلبة شراء الكراسات ذات الحجم الكبير لأن مكسبها يفوق الكراسات العادية كما أن بعض معلمات التربية الفنية يشترطن على التلاميذ شراء أغراض بعينها وكأنها تستفيد من التجار بشكل او بآخر مطالبا إدارات المدارس بضرورة تحري هذه الاوضاع لكشف اي معلم او معلمة يفرض شراء أنواع معينة من القرطاسية.
وذكر عبدالوهاب جمال أنه اشترى لأولاده اغراض القرطاسية بمايزيد عن 170 ديناراً، حيث أدى تكالب المستهلكين على شراء القرطاسية لزيادة جشع التجار، فعلبة الأدوات الهندسية التي كانت تباع بحدود 600 فلس تعدى سعرها الدينار وربع الدينار وزادت اسعار علبة أقلام الرصاص الاصلية من 600 فلس إلى 900 فلس والاقلام الجافة من 750 فلساً إلى دينار ومائة فلس ومع هذا فهناك تفاوت في الاسعار بين متجر وآخر مما يوضح أن التلاعب في الاسعار مقصودا لصالح التجار.
واشار جمعة السيد إلى أن الأسعارالعالية للقرطاسية هذا العام اجبرته على شراء الحقائب المدرسية وبقية الأدوات المدرسية من سوق حراج الجمعة حيث انها تباع بأسعار قليلة جدا عن مثيلاتها في مكتبات الجمعيات التعاونية والاسواق الأخرى التي تستغل اقتراب موسم المدارس وتشعل اسعار الادوات المدرسية دون النظر لأصحاب الدخل المحدود، ولقد اشتريت الحقيبة المدرسية لابنتي من سوق الجمعة بخمسة دنانير مع العلم انها تباع بـ 13 ديناراً في محلات القرطاسية.
ويفضل هاني عبد المعبود شراء جميع الادوات المدرسية لأولاده مع بداية كل فصل دراسي من سوق حراج الجمعة بالري نظرا لظروفه المادية الصعبة مشيرا الى انه اشترى قرطاسية لأولاده بحدود 60 ديناراً ولو اشتراها من منافذ البيع الاخرى لتضاعفت التكلفة.
ويقول محمد عبدالمعطي مسؤول بيع القرطاسية في أحد الأسواق: إن ارتفاع قيمة ايجار المحلات داخل الأسواق يجبرهم على رفع الاسعار حيث إن أقل ايجار لمحل ما داخل السوق 650 ديناراً فضلا عن وجود العمال ولهذا يلجأ صاحب المكتبة لرفع اسعار القرطاسية، بالإضافة إلى ان الشركات المستوردة للقرطاسية هى الأخرى رفعت الاسعار هذا العام 10% عن العام السابق خاصة وأن الكويت لاتصنع الادوات المكتبية مما يؤدي لتلاعب تجار الجملة بالاسعار ويضطر بائع التجزئة لرفع السعر رغماً عنه.
ويحذر محمود عبد الهادي من خطورة بعض أدوات القرطاسية على صحة الطلبة خصوصاً أقلام الرصاص رديئة الخامات التي تحتوي على رصاص مشع يتسبب في الإصابة ببعض أنواع السرطان من أبرزها سرطان اللثة لأن معظم الطلبة يضعون تلك الأقلام في أفواههم.
ولفت حامد حجاج بائع ادوات مدرسية في سوق حراج الري إلى أن رخص اسعار القرطاسية في سوق الجمعة لأن الأدوات المدرسية التي نقوم ببيعها في السوق مرتجعة من مخازن المكتبات الكبرى ولذا تباع بنصف قيمتها عن المكتبات الكبرى مفيدا أن الكثير من زبائن سوق الجمعة من ذوي الدخل المحدود و لايهمهم سوء التخزين أو بعض العيوب البسيطة جدا
وبين أن الكثير من أصحاب البقالات يشترون القرطاسية من سوق الجمعة لرخص سعرها خاصة الكراسات 40 و60 و100 ورقة فضلا عن الالوان الخشبية وبرايات الأقلام.