الأخيرة
ناصر صباح الأحمد... التنمية بالشباب أولا
السبت 15 ديسمبر 2018
5
السياسة
سطام أحمد الجاراللهلأن الكويت درة الخليج وعاصمة الثقافة العربية، يسعى الشيخ ناصر صباح الأحمد إلى ترجمة ذلك عبر سلسلة من المشاريع الكبرى حيث تدخل البلاد المستقبل الذي تستحق. على هذا الأساس كانت الرؤية إلى العودة للدور الذي أدته الكويت في السابق كمنارة تطور وتحديث على المستويات كافة في الخليج، وذلك عبر مشروع مدينة الحرير وتطوير الجزر، ليكونا اساسا لكويت المستقبل بما يتناسب مع تراثها الثقافي والاجتماعي من جهة، وما يمكن ان تؤديه من دور في حركة التنمية الاقليمية مستتقبلا، وان تخرج من الدائرة المفرغة التي فرضتها عليها احداث العقود الاربعة الماضية، بما حملته من عراقيل دفعت الى الجمود على المستويات كافة.هذه الرؤية المتناسبة مع تطورات العصر، لا يمكن ان تترجم واقعا من دون تخطيط سليم، ينسجم مع الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الوطني، لذلك كانت المهمة الشاقة في ذلك اعادة احياء المجلس الاعلى للتخطيط الذي غاب عن المشهد العام طوال سنوات، حتى اعاده الشيخ ناصر الصباح الى الواجهة مجددا، وبدأ العمل على وضع الخطط والبرامج الحديثة.ولأن النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء يدرك جيدا ان لا تنمية من دون حماية حقيقية للامن القومي للبلاد، بدأ مشروع تحديث وتطوير الجيش، منطلقا من مبدأ ان الاطمئنان النفسي للعسكري الى مصيره وحياته وعائلته هو الحصن الاول في حماية الوطن، وقد اعلن في تصريح الى «السياسة» دعمه المطلق» لتحسين اوضاع أبناء المؤسسات العسكرية باعتبارهم الدرع الحصينة للدفاع عن الوطن وحفظ أمنه واستقراره وسيادته»، فالتنمية الواقعية تنطلق من التكامل بين القطاعات كافة، وهذا لا يتحقق من دون انصاف ركن اساسي في تلك العملية.استنادا الى كل ذلك بدأ الشيخ ناصر صباح الاحمد، ومنذ كان وزيرا للديوان الاميري العمل على اعادة تفعيل الدور الثقافي للكويت من خلال سلسلة المراكز الثقافية التي نفذت تحت اشرافه، وقتذاك، اكان في دار الاوبرا ومركز جابر الأحمد الثقافي، او مركز عبدالله السالم الثقافي الذي يعمل على نقل الكويتيين الى المستقبل من خلال العلوم المعاصرة، والسعي الى تنمية مخيلة الفرد في السعي الى معرفة الفضاء، تماما كما يعرف البيئة التي يعيش فيها والتزواج بين الاثنين.على هذا الاساس ينظر اليوم الى سلسلة نشاطات النائب الاول، اكان في زيارته الى الصين، وتلك الشراكة الستراتيجية او عبر الملفات التي يعمل عليها من دون كلل، لكن كل ذلك يحتاج الى ضخ دماء جديدة في الحركة التنموية وعلى الصعد كافة، وهذا يعني الدفع بالشباب الى المشاركة في عملية البناء انطلاقا من ادراكهم طبيعة دورهم ومسوؤليتهم الوطنية، مترفعين عن كل الحزازات القبلية والمناطقية والطائفية التي سجن فيها الشباب الكويتي طوال العقود الاربعة الماضية، ما أدى الى تكاسل عن الانخراط الجدي في العمل. استنادا إلى هذه الحقيقة فإن نجاح المشروع التاريخي الذي يقوده الشيخ ناصر صباح الاحمد يحتاج الى امتزاج خبرة المخضرمين بطاقات الشباب ليكتمل العمل، وهذا هو الرهان اليوم.