"نايا" الأردنية عطرت "صيفي ثقافي" بعبق التراث

كتب - مفرح حجاب:

قدمت فرقة "نايا" النسائية الأردنية حفلا غنائيا مميزا ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان "صيفي ثقافي" على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، وسط حضور جاهيري كبير، تقدمه قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ونخبة من اعضاء السلك الدبلوماسي في الكويت وابناء الجالية الأردنية، حيث امتلأ المسرح عن بكرة أبيه قبل ان يبدأ الحفل، نظرا لما تقدمه هذه الفرقة اعمال تنتمي الى التراث العربي والفلكلور الأردني.
بدأ الحفل بتكريم للفرقة المكونة من رئيسة الفرقة عازفة القانون د.رولا جرادات، ندين قبعين عازفة الإيقاع، آلاء تكروري عازفة الفلوت، ديمة سويدان عازفة العود، مروة السيد عازفة العود، مي حجارة عازفة كونترباص، زينب السامرائي عازفة كمان، لينا صالح صولو، ودنيا الهيلات صولو، بعدها حلقت الفرقة، لتسحر الحضور بما تقدمه من فنون اصيلة وموسيقى أعادت الى الوجدان جماليات التراث العربي والغناء، الذي يحمل قيم رائعة.
من تابع فرقة "نايا" النسائية في تاريخها ومشوارها الفني سيجد انها اتخذت نهجا مختلفا في تكوينها إذ اكتفت بوجود العنصر النسائي فيها لتثبت أن المرأة بشكل عام في العالم وفي العالم العربي تحديدا، هي عنوان البهجة والفرح والسعادة، وانها جزء أصيل من الفنون عبر التاريخ القديم والحديث وانها منفتحة على العالم وتزيد الجمال جمالا، وتساهم دائما في المجتمع بكل ما تملك ليس فقط في الفنون والغناء ولكن في كافة المجالات، ولعل الجميل في الفرقة النسائية برغم انها أول فرقة نسائية في المملكة الأردنية الهاشمية، الا انها وضعت لنفسها مكانة مميزة في قلوب كل أبناء العالم العربي، نظرا لانفتاحها على التراث والموسيقى العربية، التي تحمل في مجملها قيمة وعبقا فنيا أصيلا، ونقلته بحرفية الى الجمهور في كل مكان تذهب اليه.
استهلت الفرقة الحفل في مسرح عبدالحسين عبدالرضا مساء أول من أمس بعزف "سماعي شت عربان"، لتشكل من خلال ادائها حكاية جميلة في الموسيقى بالتخت الشرقي، الذي يضم القانون والعود والكمان والفلوت والايقاع ويرسم صورة مميزة من مزيج مدهش تزينه أصوات مطربات الفرقة بأغنيات عربية رائعة تعيدنا الى أيام الزمن الجميل، التي تجلى فيها عمالقة الفن العربي، ثم انطلقت الفرقة مجددا مع الغناء من خلال أغنية "يا جارحة قلبي" وهي من التراث السوري أدتها دنيا الهيلات، قبل ان تتقدم لينا صالح لتشدو "قتالة عيون الهوى" للفنان اللبناني نصري شمس الدين، لكن مع زحمة الحفل والتشجيع والتصفيق عادت الفرقة لتقدم روائع التراث الموسيقي العربية من خلال موشح "لما بدى يتثنى" لتعيد بها التوازن الى جنبات المسرح وتجعل الحضور يعيد الذكريات مع الآهات.
وواصلت الفرقة برنامجها بعد هذا الموشح وقدمت الفنانة لينا صالح "مرسول الحب" وهي واحدة من أبرز أغنيات الفنان المغربي الكبير عبدالوهاب الدوكالي، ثم تعود دنيا الهيلات للإطلالة مجددا بأغنية "حلوين من يومنا والله" للموسيقار المصري سيد مكاوي، ومن مصر تعود الى الكويت لتشدو بأغنية الفنان الراحل عبدالحليم حافظ "يا هلي" التي رددها الجمهور وحركت كل المتواجدين في المسرح لما لهذه الأغنية من مكان وحضور في قلوب عشاق الكويت والعندليب الأسمر، لكن لم يتوقف الطرب والغناء، حيث كان هناك حضور للتراث العراقي قدمته الفنانة دنيا الهيلات من خلال أغنية " هالليلة حلوة"، بعدها قدمت لينا صالح أغنية كارم محمود "عنابي" واختتمت د.رولا جرادات الحفل بفقرة غنائية تراثية من المملكة الأردنية الهاشمية.