الاثنين 05 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نبيلة عبيد... "كومبارس" غامرت فأصبحت نجمة مصر الأولى

Time
الاثنين 04 مايو 2020
View
10
السياسة
نجمات الشباك (10 من 14)


* اعتذار فاتن حمامة منحها البطولة المطلقة في "رابعة العدوية"
* ارتبطت في سن المراهقة... وزيجاتها غير المعلنة أثارت الجدل
* إصرارها على التمثيل سبب انفصالها عن المخرج عاطف سالم
* تزوجت أسامة الباز سراً... وحبه لإعلامية شهيرة أدى إلى طلاقهما
* رفضت الأمومة حتى تحافظ على قوامها وتركز في مشوارها المهني


القاهرة - آية ياسر:

حلمت منذ نعومة أظفارها بالنجومية، إذ أحبت الفن والتمثيل، كانت تجد لذة لا يضاهيها شيء كلما ذهبت برفقة أسرتها إلى السينما القريبة من منزلها لمشاهدة الأفلام الجديدة، لكنها لم تكن تعلم أنها بعد سنوات ستصبح "نجمة مصر الأولى"، ليس ذلك فقط؛ بل فنانة مثيرة للجدل سواء خلال مشوارها الفني أو في حياتها الشخصية... أنها الفنانة نبيلة عبيد. في عامها الأول بالمرحلة الثانوية، جمعتها الأقدار مصادفة مع المخرج السينمائي عاطف سالم، الذي أعجب بجمالها؛ فمنحها دور "كومبارس صامت" في فيلم "مفيش تفاهم"، بطولة سعاد حسني وحسن يوسف.
كانت فرحة المراهقة الجميلة لا توصف، وهي تنتظر على أحر من الجمر اليوم الذي ستقف فيه أمام كاميرا السينما للمرة الأولى، وتحقق الحلم الذي راودها منذ طفولتها.


ذهبت تلميذة الثانوية إلى مكتب شركة الإنتاج دون علم والدتها، ثم أخذها طاقم العمل إلى موقع التصوير، وهناك صورت المشهد دون تنبس ببنت شفة. أحس المخرج عاطف سالم، بما يجيش في صدرها لأداء دور أكبر تفصح فيه عن موهبتها؛ فقال لها إن هذا الدور سيلفت النظر إليها، وسيتساءل الناس لماذا لم تتكلم خلال المشهد.
لم تتوقع نبيلة أن يبتسم لها الحظ أسرع مما تخيلت؛ فقبل عرض "مفيش تفاهم"، حصلت على عرض لتقوم بأول بطولة مطلقة لها في فيلم "رابعة العدوية" للمخرج نيازي مصطفى، بعدما اعتذرت عنه الفنانة فاتن حمامة، معتبرة إياه مغامرة كبيرة؛ حيث ستمثل شخصية ستؤدي أغنيات "كوكب الشرق" أم كلثوم عن طريق تعبيرات الوجه والحركة، فكرت الشركة المنتجة باختيار وجه جديد، ليكون الدور أكثر إقناعًا، فوقع اختيار المنتج حلمي رفلة، على الممثلة الشابة نبيلة عبيد، التي قبلت العرض السخي، ووقعت العقد وهي تكاد تطير فرحًا؛ لأن اختيارها لاقى استحسان أم كلثوم نفسها، كما أبهرت منتج الفيلم بأدائها المتميز، وجعلته بدموعها المنهمرة يصدّق تقمصها لشخصية "رابعة العدوية".
هكذا بدأت أولى خطواتها على درب النجومية والشهرة باسم نبيلة، لتنال إعجاب الجمهور في "رابعة العدوية".
في العام نفسه كان القدر يخبئ لها مصيرًا آخر؛ حين طلب المخرج عاطف سالم، يدها للزواج، فرحت نبيلة، ابنة السادسة عشرة التي لا تزال طالبة بكلية البنات، رغم فرق العمر نحو 40 عامًا؛ وشجّع أحد أقربائها والدتها على قبول تزويجها منه، بحجة أن الرجل سيكون حارسًا أمينًا عليها. وهو ما تم وبعد الزفاف انتقلت العروس من منزل أسرتها في شبرا إلى بيتها بحي الزمالك، لكن بعد وقت قصير لم يتجاوز الثلاث سنوات، بدأت أحلام نبيلة في التبخر، بعدما اكتشفت أن زوجها لا يساعدها في تحقيق أحلامها الفنية؛ بل على النقيض وقف حجر عثرة في طريقها.
خلال العام الأول من زواجها نالت نبيلة عبيد دور "سامية" في فيلم "زوجة من باريس" مع فؤاد المهندس ورشدي أباظة، وفي العام الثاني أدت دور "مشيرة" في فيلم "خطيب ماما"، إخراج فطين عبدالوهاب، مع أحمد مظهر ومديحة يسري، كما جسدت شخصية "قمر" في فيلم "المماليك" العام 1965، مع عمر الشريف وعماد حمدي. أما العام الثالث لزواجها فقد كان الأفضل حظًا؛ وشاركت في مسرحية "الطرطور" وثلاثة أفلام هي "كنوز" و"الأصدقاء الثلاثة" و"3 لصوص" وكذلك مسلسل "العبقري".
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فما كادت تشارك في مسرحية "روبابيكا"، حتى طلب منها زوجها ترك التمثيل والتفرغ له، فوجدت نفسها مرغمة على الابتعاد عن الأضواء عامًا كاملاً. وفي العام الرابع لزواجهما جاءتها فرصة لا تعوض أثناء سفر زوجها، عندما قدم لها المنتج حلمي رفلة، عرضًا لتوقيع عقود خمسة أفلام، فوقعت العقد ووضعت زوجها أمام الأمر الواقع، فغضب كثيرًا واختار كلاهما إنهاء رحلتهما معًا.

"سارق الملايين"
بعد الطلاق أرادت أن يكون لها اسم فني، فاختارت نبيلة عبيد، وتوالت الأدوار في عددٍ من الأفلام، فجسدت شخصيات مختلفة في أفلام "السيرك"، "دنيا"، "أبطال ونساء"، "سارق الملايين" ومسلسل "مفتش المباحث" وفيلم "النصابين الثلاثة"، لتصبح بعدها نبيلة عبيد نجمة يلاحقها إعجاب الجمهور وعروض المنتجين والمخرجين السينمائيين.
في العام 1969 شاركت كضيفة شرف بدور "كوثر" في فيلم "زوجةٌ غيورةٌ جدًا" للمخرج حلمي رفلة، ثم مسلسل "أبدًا لن أموت" بدور الصحافية عفاف.
في السبعينات قدّمت نبيلة بطولة أعمال خالدة، جعلتها تنتزع لقب "نجمة مصر الأولى"، بعدما تميزت بأدائها لأدوارٍ متنوعةٍ أثبتت من خلالها موهبتها الكبيرة وقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات ببراعة، فقد ازدادت نجوميتها بريقًا، ولعبت دور البطولة في مجموعة من الأفلام الرائعة، أبرزها "رحلة شهر عسل"، "ابن أفريقيا"، "الساعات الأخيرة"، "هارباتٌ من الحب"، "الكذابين الثلاثة"، "واحد في المليون"، "آدم والنساء"، "لست مستهترة"، "حياة خطرة"، إضافة إلى مشاركتها بمسلسل "العصابة".
واصلت "نجمة مصر الأولى" رحلتها كنجمة شباك طيلة السبعينات، وتمتعت بغزارة أعمالها في تلك الفترة، إضافة إلى تنوع أدوارها؛ فلعبت بطولة فيلم "صور ممنوعة: القصة الأولى (ممنوع)" وفي "صور ممنوعة: القصة الثانية (كان)"، "شباب في محنة"، "الخاطفين"، "لعبة كل يوم"، "ليلة حبٍّ أخيرة" "جنون المراهقات"، كما شاركت في مسلسل "أشياءٌ لا تنسى".
في الواقع كانت نبيلة عبيد غارقة في الفن والشهرة على حساب حياتها الشخصية، وقدمت أدوارا مختلفة مثل دور الأم، العابدة الزاهدة، الابنة، المدرسة، الزوجة، سيدة الأعمال، الشرطية، الخادمة، المدمنة، الراقصة، القاتلة، اللصة، المجندة من قبل المخابرات، فتاة السيرك، سيدة سوق السمك، المُعلمة، الأرستقراطية، فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، السياسية. كما شاركت بشخصيتين في فيلم "ذكرى ليلة حب" ولعبت دور "عبلة" في "مسك وعنبر" وشاركت في "شلة المحتالين"، ثم جسدت شخصية "أرواح" في "رحلة العجائب"، و"ليلى" في "وكان الحب".
تفرغت نبيلة لفنها وأعمالها، وكانت تهتم بكل شيء، فباتت تواصل الليل بالنهار وهي تعمل وتدرس أدوارها جيدًا دون أن تنام، وتجتمع مع صنّاع العمل وصولا إلى أفضل نتيجة لسيناريو وشكل الفيلم النهائي.
في منتصف السبعينات شاركت نبيلة في أفلام "بديعة مصابني"، "مجانين بالوراثة"، "حبي الأول والأخير"، "الكروان له شفايف"، والمسلسل الإذاعي "برديس".
مرحلة أخرى من حياتها شهدت تغييرا جذريا عندما التقت بالأديب الكبير إحسان عبدالقدوس والكاتبين مصطفى محرم ووحيد حامد والمخرجين حسين كمال وصلاح أبوسيف، الذين ساعدوها على تثبيت أقدامها. ففي وقت لاحق على تعاملها معهم كانت صورتها تتصدر بوسترات أفلامٍ شهيرة مثل "سري جدًا"، "وسقطت في بحر العسل"، "حرامي الحب"، وكذلك "الاعتراف الأخير"، "كيف تخسر مليون جنيه"، "رحلة داخل امرأة"، "المرأة الأخرى"، "العمر لحظة"، كما شاركت في مسلسل "صاحب الجلالة". وبذكاء شديد كانت نبيلة تدير كل شيء وتختار الأفضل ولا تخاف من المغامرة، فأحبت تقديم جميع الألوان وتعاملت مع أكبر المؤلفين والمخرجين مهما كانت الأدوار صعبة، فبطبيعتها كانت تحب التحدي والمغامرة، وساعدها تواجد كبار صناع السينما بجوارها.

"الشيطان يعظ"
في نهاية السبعينات طرق الحب بابها بينما كانت تؤدي دور "زينب" في فيلم "ولا يزال التحقيق مستمرًا"؛ فاستجابت وتزوجت سرًّا من المخرج أشرف فهمي أثناء التصوير، ولكن سرعان ما انتهت زيجتهما، وخاب أملها حين انفصلا عقب انتهاء الفيلم، بعدما نشر إعلامي خبراً عن الزواج السري. ولحسن الحظ أن الفيلم حقق نجاحًا باهرًا، ونالت نبيلة جائزة أفضل ممثلة عن دورها فيه العام 1979، في ذلك الوقت كانت تجمعها صداقة قوية بالنجمة الراحلة هند رستم، التي قدمت لها النصائح خلال مسيرتها.
في مطلع الثمانينات اتخذت أدوار "نجمة مصر الأولى"، أبعادًا أكثر عمقًا، تعاونت مع كبار الكتاب والمخرجين، كالكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، والروائي العالمي نجيب محفوظ، وقدمت أفلامًا مقتبسة عن عدد من أعمالهم الروائية، مثل "وسقطت في بحر العسل"، "ولا يزال التحقيق مستمرًا"، "أيام في الحلال"، ونالت عنها جوائز مهمة. كما حملت أفلامها عمقًا ورسالة؛ فكانت نصيرًا للكثير من القضايا الإنسانية وقضايا المرأة وكاشفة لفساد المجتمع. كذلك شاركت نجمة الشباك في بطولة أفلام "الشريدة"، "دائرة الشك"، "سنوات الانتقام"، إضافةً إلى أربعة أفلامٍ في العام 1981، هي "الشيطان يعظ"، "اللعبة القذرة"، "الجبابرة"، و"قهوة المواردي"، وأدَّت دورًا لا ينسى لشخصية الأم "دولت" في فيلم "العذراء والشعر الأبيض" العام 1983. وتوالت أعمالها فقدمت المسلسل الإذاعي "الصبر في الملاحات"، وأفلام "التخشيبة"، "الراقصة والطبَّال"، "أرجوك أعطني هذا الدواء"، ثمَّ أدَّت شخصية "سميحة" في "أيام في الحلال" العام 1985.
تعتبر فترة أواسط الثمانينات وحتى مطلع التسعينات أهم فترات نجاح نبيلة، لكنها شهدت صراعًا على القمة ومنافسة بينها وبين زميلتها نادية الجندي، وقدمت خلالها أفلاماً مهمة، مثل "انتحار صاحب الشقة"، "الصبر في الملاحات"، "الحناكيش" ، "شادر السمك"، "موعدٌ مع القدر"، "أبناء وقتلة"، "الوحل"، كما أدت دور المُدرّسة هدى في "اغتيال مدرسة"، وفيلمي "التحدي" و"حارة برجوان".
رغم النجاح الكبير للنجمة نبيلة؛ إلا أن قلبها كان خاويًا، حتى عرفت العشق بعد 4 زيجات فاشلة، حين جمعها القدر بالدكتور أسامة الباز، مستشار الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، ووجدت نبيلة نفسها مغرمة به ومعجبة بثقافته الرفيعة وحبه للفنون والقراءة، وتواضعه الجم وبساطته، كما وقع الباز في حب نبيلة، فتزوجا سرا ليكون خامس أزواجها بعد زيجتين من الوسط الفني وأخرتين سريتين طواهما الكتمان.
ورغم أن الباز لم يكن قادرًا على الإقامة معها؛ إلاّ أنه كان يزورها يوميا طيلة 9 سنوات، حتى صارا موضوعًا للنميمة في الوسطين الفني والسياسي. ووصلت أنباء الزواج إلى الرئيس مبارك، الذي اتصل بمساعده الدكتور مصطفى الفقي، ليتحقق من صحة الموضوع.
وفي النصف الأول من التسعينات كان لـ "نجمة مصر الأولى" عددًا من الأفلام المميزة، ضمت "درب الرهبة"، "قضية سميحة بدران"، "الراقصة والسياسي"، "ديك البرابر"، "سمارة الأمير" العام 1992، "توت توت"، "الغرقانة" 1993، "كشف المستور"، "هدى ومعالي الوزير" 1994، "عتبة الستات" 1995، "المرأة والساطور" 1996، و"الآخر" 1996.
وكأي أمٍ، حلمت والدة نبيلة، أن ترزق بحفيدة، وألحت على ابنتها أن تفكر في إنجاب طفل يكون لها سندًا ومؤنسًا، لكن نبيلة كانت تخشى على قوامها الممشوق من التشوه والترهل، وخافت أن تفقدها الأمومة موقعها كنجمة شباك، فلم تقدم يومًا على تجربة الأمومة.
لكن من جديد جاءت الريح بما لا تشتهي السفن، فلم تكن نبيلة، تتمنى أن تنتهي قصة حبها الحقيقية الوحيدة وأن يكتب الختام لزواجها السري من السياسي الكبير، لكنها على أي حال وجدت نفسها مكرهة على الطلاق، بعدما تأكدت أن قلبه صار ملكاً لامرأة أخرى، فذات ليلة من ليال رمضان كان الدكتور أسامة الباز حاضرًا في صالون ثقافي بوسط البلد، حين تعرّف بالإعلامية أميمة تمام، التي كانت تعمل في برنامج "صباح الخير يا مصر"، وبعد الصالون أرادت تسجيل لقاءً تلفزيونيًا معه، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في أميركا، وكان خالها صديقًا له، فسهل لها الاتصال به ولقاءه بوزارة الخارجية، وكانت تلك بداية علاقتهما؛ وبعدها بشهور قابلته مرة ثانية وتوطدت العلاقة بينهما، حتى وصلت إلى الزواج الرسمي، والانفصال عن الفنانة نبيلة عبيد.
في وقت كانت حياتها الشخصية تحيطها الفشل، كانت رحلتها الفنية مصحوبة بالنجاح، ففي العام 1998 نالت نبيلة جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي، لكنها بعد ذلك توارت قليلاً عن الأنظار، ثم سرعان ما واصلت نجاحاتها خلال الألفية الجديدة، وقدمت عددًا من الأعمال الفنية، أبرزها "امرأة تحت المراقبة" العام 2000، المسلسل الإذاعي "سجن الزوجية"2001، فيلم "قصاقيص العشاق"، مسلسل "العمة نور" 2003، فيلم "مفيش إلا كده" 2006، مسلسل "البوابة الثانية" 2009، "كيد النسا 2" العام 2012، "لهفة" 2015، المسلسل الإذاعي "أوراق رسمية" 2016، وكان لها مشاركة ببرنامج المسابقات "نجمة العرب" العام 2015.

العودة للأضواء
كانت دموع الفرح تنهمر من عينيها وهي تسمع كلمات الإطراء حين كرمها مهرجان الإسكندرية السينمائي في العام 2019، الذي أهدى دورته الأخيرة لها واحتفى بها بإطلاق اسمها على نسخته الخامسة والثلاثين.
أخيرا عادت نبيلة عبيد، إلى الأضواء مجددًا، بعد أن تعمدت الابتعاد عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية، حين سرت بين رواد "السوشيال ميديا" شائعة تزعم زواجها من المطرب الشعبي عبدالباسط حمودة، بعد نشر صورة لهما في بيروت من كواليس تصوير مسلسل "نساء من ذهب" الذي تغير اسمه إلى "سكر زيادة" ويجمع نبيلة عبيد بمنافسة شبابها على نجومية الشباك نادية الجندي للمرة الأولى، وتشاركهما البطولة الفنانتين الكبيرتين هالة فاخر، وسميحة أيوب.
ورغم تقدمها في السن؛ إلاّ أنها ما زالت تمتلك العطاء الفني وستظل علامة فارقة وموهبة نادرة في تاريخ السينما، كنجمة شباك لها أدوار متنوعة لا تنسى.


أجادت الرقص في أفلامها


نبيلة عبيد ونور الشريف
آخر الأخبار