إعداد - أحمد فوزي حميدة:"عاشوا معظم سنوات حياتهم في ضلال بعيدا عن الإيمان وتمادوا في ارتكاب المعاصي واحتراف سرقة الناس وأكل حقوقهم ، وحينما أنار الله بصيرتهم وهداهم للإيمان استجابوا وتابوا وانقطعوا عن السرقة وزهدوا في الدنيا ومتاعها حتى نالوا درجة الولاية والاصطفاء والمحبة من الله عز وجل."ذكر الإمام أبو الليث السمرقندي في كتابه «تنبيه الغافلين» روى الزهري بسنده «دخل عمر بن الخطاب (رضي) على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر ؟ فقال: يا رسول الله بالباب شاب قد أحرق فؤادي، وهو يبكي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك أيها شاب؟، قال: يا رسول الله أبكتني ذنوب كثيرة وخفت من جبارٍ غضبان علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشركت بالله شيئًا يا شاب؟، قال: لا، قال: أقتلت نفسًا بغير حقٍ؟، قال: لا، قال: فإن الله يغفر ذنبك ولو كان مثل السموات السبع والأرضين السبع والجبال الرواسي، قال: يا رسول الله ذنبي أعظم من السموات السبع، والأرضين السبع، والجبال الرواسي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذنبك أعظم أم الكرسي؟، قال: ذنبي أعظم، قال: ذنبك أعظم أم العرش؟ قال: ذنبي أعظم، قال: ذنبك أعظم أم إلهك؟، قال: بل الله أعظم وأجل، قال: فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا الله العظيم، قال: أخبرني عن ذنبك، قال: فإني أستحي منك يا رسول الله.قال: أخبرني عن ذنبك، قال: يا رسول الله إني كنت رجلا نباشًا، أنبش القبور منذ سبع سنين، حتى ماتت جارية من بنات الأنصار، فنبشت قبرها فأخرجتها من كفنها فمضيت غير بعيدٍ إذ غلب الشيطان على نفسي فرجعت فجامعتها».وتابع: «فمضيت غير بعيدٍ، إذ قامت الجارية وقالت: ويلك يا شاب أما تستحي من ديان يوم الدين، يضع كرسيه للقضاء ويأخذ المظلوم من الظالم تركتني عريانةً في عسكر الموتى وأوقفتني جنبًا بين يدي الله عز وجل، فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدفع في قفاه، وهو يقول: «يا فاسق ما أحوجك إلى النار اخرج عني»، فخرج الشاب تائبًا إلى الله تعالى أربعين ليلةً فلما تم له أربعون ليلةً، رفع رأسه إلى السماء، فقال: يا إله محمدٍ وآدم وحواء إن كنت غفرت لي فأعلم محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإلا فأرسل نارًا من السماء فأحرقني بها ونجني من عذاب الآخرة»، قال: فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا محمد ربك يقرئك السلام فقال: «هو السلام ومنه السلام، وإليه يرجع السلام»، قال: يقول الله تعالى: أنت خلقت الخلق؟ قال: بل هو الذي خلقني وخلقهم.قال: يقول أنت ترزقهم؟ قال: بل الله يتوب علي وعليهم، قال يقول الله تعالى: تب على عبدي فإني تبت عليه «، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الشاب وبشره بأن الله تعالى تاب عليه. وجاء في رواية أخرى في (تفسير القمي) عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي أن الذي دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه وأن الشاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم أني كنت أنبش القبور سبع سنين أخرج الأموات، وانزع الأكفان، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار، فلما حملت إلى قبرها ودفنت، وانصرف عنها أهلها، وجن عليهم الليل، أتيت قبرها فنبشته ثم استخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها وتركتها مجردة على شفير قبرها ومضيت منصرفا».وتابع: «فأتاني الشيطان، فأقبل يزينها لي.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تنح عني يا فاسق إني أخاف أن أحترق بنارك، فما أقربك من النار، فذهب فأتى المدينة فتزود منها ثم أتى بعض جبالها فتعبد فيها وظل يناجي ربه ولم يزل طوال أربعين يوما وليلة، تبكي له السباع والوحوش، فأنزل الله تعالى على نبيه (والذين إذا فعلوا فاحشة) يعني الزنا (أو ظلموا أنفسهم) يعني بارتكاب ذنب أعظم من الزنا وهو نبش القبور وأخذ الأكفان (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) يقول خافوا الله فعجلوا التوبة (ومن يغفر الذنوب إلا الله) ثم جاءه النبي بعد أن تاب الله عليه فقال:»ابشر فأنك عتيق الله من النار ثم تلا عليه ما أنزل الله عز وجل فيه وبشره بالجنة».