نتانياهو للولايات المتحدة: إسرائيل غير ملزمة بأي تسوية مع إيران

طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موقف دولة الاحتلال الثابت، بأن أي اتفاق نووي لن يوقف البرنامج النووي الإيراني لن يلزم بلاده بعدم العمل ضد إيران، مؤكدا في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن تل أبيب لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي على ضوء تهديدات طهران بمحو إسرائيل من الوجود.
وذكر بيان صادر عن مكتب نتانياهو أن الاتصال الذي جاء على خلفية تقارير مختلفة تفيد بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية جددت المحادثات مع إيران بشأن أنشطتها النووية، تطرقت إلى قضايا عدة، بينها التعاون العسكري والإستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل الذي وصل إلى أعلى مستوياته، واتفقا على تطوير التعاون بين البلدين بشأن الذكاء الإصطناعي، وناقشا التحديات والفرص في المنطقة، وأعرب نتانياهو عن تقديره للمحادثات الصريحة التي جرت مؤخرا في واشنطن بين طواقم البلدين للتنسيق الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة.
في غضون ذلك، وفيما ألمح النائب في البرلمان الإيراني مجتبى توانغر إلى إجراء محادثات سرية بين طهران وواشنطن في نيويورك، قائلا إن الولايات المتحدة تحاول الحصول على تنازلات نووية من إيران مقابل الإفراج عن الأموال المجمدة، كشفت ثلاثة مصادر مطلعة أن مسؤولين أميركيين وإيرانيين أجروا محادثات غير مباشرة في عُمان الشهر الماضي.
وقالت المصادر إن وفداً إيرانياً وصل إلى عُمان في نفس وقت وصول وفد أميركي، وأوضح أحد المصادر أن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كان ضمن الوفد، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس"، وسافر منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى عُمان سراً في 8 مايو الماضي، لإجراء محادثات مع المسؤولين العُمانيين حول التواصل الديبلوماسي المحتمل مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، لكنه لم يلتق المسؤولين الإيرانيين، بحسب المصادر، وكان الجانبان في موقعين منفصلين حيث كان المسؤولون العُمانيون يتنقلون بينهم ويمررون الرسائل، فيما ركزت إحدى الرسائل الرئيسية من الولايات المتحدة على الردع.
وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة أوضحت أن إيران ستدفع ثمناً باهظاً إذا مضت قدماً في تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي، وقالت إن الهدف من التبادل غير المباشر للرسائل بين إدارة بايدن وإيران التوصل إلى تفاهم حول سبل تهدئة البرنامج النووي الإيراني وسلوك إيران في المنطقة وتورطها في الحرب في أوكرانيا.
من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن سياسة إدارة بايدن بشأن إيران لم تتغير، ولازالت تركز على تقييد سلوك إيران المزعزع للاستقرار من خلال الضغط والتنسيق الوثيق مع حلفائنا وخفض التصعيد في المنطقة، مضيفا أن هذا يشمل ضمان عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا، لذلك نحن بالطبع نراقب عن كثب أنشطة التخصيب الإيرانية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تفضل الديبلوماسية، لكنها مستعدة لاتخاذ إجراءات بالتنسيق الكامل مع شركائنا وحلفائنا لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي.
بدوره، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لممارسة دوره كمنسق في المحادثات النووية مع إيران، نافيا في الوقت ذاته تقارير إعلامية تفيد بإحياء المحادثات بشأن الاتفاق النووي، وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية بيتر ستانو "لا نعلق على التكهنات ولا يوجد جديد للاعلان عنه ونحن مستعدون لممارسة دورنا كمنسق بأفضل صورة ممكنة"، معتبرا أن أفضل أنواع التحرك حاليا في هذه المرحلة يعتمد على مدى القدرة على الاتفاق على الصفقة النهائية التي عرضت منذ أشهر.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية العراقية أن وزير الخارجية فؤاد حسين حقق نتائج متقدمة بشأن المستحقات المالية بين العراق وإيران، وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف إن وزير الخارجيّة قاد حواراً هادفاً مع نظيره الأميركي خلال المؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب الذي عقد في الرياض، أفضى إلى ترتيبات جوهرية بشأن المستحقات المالية بين العراق وإيران، مضيفا أن وزير الخارجية أجرى تنسيقاً عالي المستوى وبحوارات متواصلة مع نظيره الأميركي.