نتفق كثيراً ونختلف أحياناً

تطوى صفحات الزمن وتصغر وريقات العمر، تشحب الوجوه مع الانشغال، ونعتقد أن ستائر النسيان أسدلت على ما مررنا به، ولكن في لحظة ألم وحزن تستعيد الذاكرة وسط دمع الفراق والرحيل كثير مما مضى، مواقف قاتمة ومبهجة وأيام حافلة بالعمل لم تخل من الاختلاف أحياناً والاتفاق كثيراً، وبين هذا وذاك نصائح مهنية بوجه بشوش وحرص دائم على الإنجاز بتواضع جم دون تأفف أو غضب، يتجاوز الخلاف سريعاً ويتسامح في الخطأ، لأن من يعمل يخطئ ولا أحد معصوماً.
بدأت معاناة أستاذ شوكت الحكيم، مع المرض قبل أكثر من عام، واجه المحنة بصبر شديد وأمل كبير في التغلب عليها، لم يضعف أو يستسلم، وكان كثير الشكر لله حتى في أشد لحظات المرض قسوة، تحامل على نفسه لمتابعة العمل قدر المستطاع، إلى أن أنهكه المرض في الأيام الأخيرة، وانقطع عن التواصل.
استقبلت الخبر المفجع بذهول ودموع ضاعت معهما الكلمات، ووسط مشاعر الحزن والأسى استرجعت كثيرا من الذكريات القريبة والبعيدة، خصوصا المواقف التي جمعته مع فناني لبنان عندما كان مديرا لتحرير مجلة لبنانية شهيرة.
رحل الصحافي البارع أستاذ شوكت، تاركا لنا أجمل الذكريات وطيب الأثر ونقاء السريرة، ولا نملك إلا أن نتضرع بالدعاء إلى الله أن يتغمده برحمته الواسعة.

صفاء أحمد