الاثنين 15 ديسمبر 2025
16°C

تحقيق- ناجح بلال:فيما انطلقت مشاورات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، لاختيار عناصر حكومته الجديدة، التي عهد سمو أمير البلاد إليه تشكيلها، طالب سياسيون وحقوقيون وإعلاميون وقياديو جمعيات أهلية، بضرورة الاعتماد على وزراء تكنوقراط والابتعاد كليا عما سموه "نظام الترضيات السياسية للأحزاب والقبلية والفئوية".وقال هؤلاء في تحقيق لـ"السياسة"، إن البلد غني بالكفاءات من الجنسين في جميع المجالات، ممن أثبتوا قدرتهم خلال تقلدهم عديد المناصب والمهام، مشددين على أهمية اختيار الوزراء على درجة من الكفاءة والتأهيل، لحلحلة القضايا الشائكة والملفات العصية، في هذا المنعطف المهم الذي تسير فيه الدولة. وبينوا أن مسيرة الكويت التنموية والثقافية والعلمية، لم تشهد أي تطور في ظل اختيار الوزراء وفق آلية المحاصصة السياسية، التي كانت من بين الأسباب الرئيسية لتراجع الكويت عن ريادتها السابقة في المجالات كافة.التفاصيل في ما يلي: يرى المستشار الحقوقي الدولي أنور الرشيد، أن إصلاح وضح الحكومة يستلزم أولا تغيير نهجها الحالي الذي يتم بمقتضاه اختيار الوزراء بناء على الترضيات القبلية والفئوية والطائفية، لافتا إلى أن الدولة سارت على هذا النهج الخاطئ على مدى 60 عاما، مما أدى الى تراجع مسيرة الدولة في الجوانب كافة. وذكر الرشيد أنه "لو قُدّر للحكومة استوزار اينشتاين نفسه، فلن يستطع تقديم أي إنجاز مع أي حكومة، ما دامت تعتمد على الترضيات السياسية، وتبعد أهل الكفاءة والتخصص، وعلى هذا الاساس فإن الأمر بحاجة الى تعديل النهج السائد في اختيار وزراء الحكومات"، مشددا على أهمية السعى نحو إشهار الأحزاب السياسية الديمقراطية فقط البعيدة عن الفئوية والطائفية، ذلك أن وجود الأحزاب سيدفع مسيرة الحكومة للأفضل. التعاطي مع البرلمان من جانبه، يرى المستشار الإعلامي والكاتب الصحافي عبدالرحمن المسفر، ضرورة الاعتماد على أهل الكفاءة والنزاهة والخبرة في التشكيل الحكومي، موضحا أن الكفاءة التي يقصدها أن يكون لدى الشخص الذي سيقع عليه الاختيار القدرة السياسية التي يستطيع من خلالها التعاطي مع البرلمان والإعلام، فضلا عن أهمية تمتعه بالكفاءة الإدارية والمهنية، وأن تكون له تجارب ثرية في تحمل المسؤوليات، ويتمتع بقدرات تعينه على تحقيق الإنجازات.وأضاف المسفر أنه يعني بالنزاهة أن يختار الشخص المعروف بسمعته النظيفة غير الملطخة بالشبهات. وقال ان تشكيل الحكومات إذا كان مبنيا على نظام المحاصصة والمحسوبيات والترضيات السياسية والاستقطابات، فإن مسيرة البلاد ستظل في تراجع مستمر، مشددا على أهمية اختيار "وزراء المرحلة" ممن لديهم القدرة الفعلية على تحمل الأمانة وإعادة الكويت لريادتها السابقة في الجوانب الاقليمية والإسلامية والعربية، وهو ما لن يتحقق إلا بنسف الثقافة المتراكمة في اختيار الوزراء. واستطرد قائلا: لايمنع أن يتم اختيار وزراء يجمعون مابين التكنوقراط والخبرات السياسية والإعلامية، مؤكدا أن لدى الكويت كفاءات من الجنسين في كل المجالات، ولذا يجب الاعتماد عليهم بالدرجة الأولى.