كتب - مفرح حجاب:أوضح المخرج والمؤلف نجف جمال، انه لم يبتعد عن الساحة الفنية، لكنه يراقب ما يحدث فيها من متغيرات جعلت الفنون والثقافة في الكويت تتراجع الى درجة لم يتوقعها أحد، وقال في حديثه إلى "السياسة": ان الكويت هي رائد الفنون والثقافة في هذه المنطقة المهمة من العالم العربي، والمسرح الكويتي ذهب إلى بلدان كثيرة حول العالم، وكل من تعرف عليه أشاد به وكان مثار فخر ليس لأبناء الكويت فحسب وانما للخليج والعالم العربي، فضلا عن المطبوعات المهمة التي أصدرتها الكويت وأغنت بها الثقافة العربية، مثل مجلة العربي وسلسلة عالم المعرفة وابداعات عالمية وغيرها، مشيرا إلى أن الدولة تراجعت عن دعم الفنون والثقافة بشكل ملموس رغم أنهما يمثلان وجها حضاريا مهما للغاية، فضلا عن انهما قوة ناعمة.واعتبر الفنان جمال، ان الإنتاج الدرامي والمسرحي في الكويت دخل منعطفا صعبا للغاية، فمن يتابع المنتج المنفذ من قبل التلفزيون سيجد ان هناك من يراهن على عزوف المبدعين عن العمل بسبب قلة الدعم والبيروقراطية التي أنهكت الدراما، أما المسرح فيشهد حالة فوضى غير مسبوقة، من قبل شباب وتجار يعبثون في الساحة المسرحية بحجة تقديم مسرح، فلا رسالة لهم ولا هم سوى الحصول على أكبر قدر من المال في الأعياد والعطلات، فالحوارات في المسرحيات تحولت إلى نكات و"إفيهات" ما أنزل الله بها من سلطان، لافتا إلى أن الفنان الحقيقي وجد نفسه خارج الساحة بطريقة أو بأخرى وأصبح يطلق عليه البعض "دقة قديمة"، رغم ان هؤلاء الشباب تعلموا منه وعندما يتقابلون معه يحترمونه لكن وجوده لم يعد مرغوبا فيه.واضاف الفنان الكبير: تعلمنا في المسرح ان هناك هدفا ورسالة في كل عمل، فعندما قدمنا مسرحية "انتخبوا أم علي" كنا نتحدث عن حقوق المرأة وتحققت، وعندما قدمنا "الكرة مدورة" كنا نناقش الطبقية والقبلية وتقسيم المجتمع إلى فئات من أجل أن يعود الحب بين الجميع كما هو مجتمع الكويت وغيرها من الأعمال، مشددا على أن القائمين على المسرح في الدولة لم يدعموا "أبو الفنون"، والآن الناس تقوم بتأجير النوادي وصالات الأفراح لتقدم عليها عروضا مسرحية، لعدم وجود رؤية بضرورة بناء مسارح تواكب ما يحدث في العالم.
واعتبر الفنان نجف، أن المسارح التي تم بناؤها لا تتوافق مع كل أبناء الشعب الكويتي، فمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي لا يذهب إليه الشعب كله، كما ان مسرح عبدالحسين عبدالرضا لا يتناسب مع أدوات المسرح ووقوف الممثلين عليه، مشيرا الى ان هذا الخلل ناتج عن عدم استشارة أهل المهنة والاختصاص من الفنانين.ورأى الفنان جمال: ان الفنان الحقيقي في الكويت يشعر بعدم تقدير وعدم تشجيع رغم ايمانه بكل ما يقدمه من أجل الناس، فلقد ترأست لجنة اجازة النصوص في المسرح، وقمت والفريق الذي عمل معي بإجازة 200 نص مسرحي ولم نحصل على أجر نهائيا حتى الآن، ثم قدمت في سنة من السنوات نصا مسرحيا لجائزة الدولة التشجيعية وعندما شاهده الراحل فؤاد الشطي أشاد به كثيرا وبعدها تفاجأت انه تم تمديد تقديم الطلبات لمدة 3 أيام وفي النهاية فاز من جاء متأخرا، الأمر الآخر هل يعقل ان فنانة بحجم هيفاء عادل وتاريخها الفني لا تحصل على جائزة الدولة التقديرية رغم ان معظم أبناء جيلها حصلوا عليها، منوها إلى انها قد عادت إلى المسرح بعد سنوات طويلة من خلال مسرحية "موجب" ومازالت مستمرة في عروضها، وهذا يؤكد انها فنانة من طراز رفيع، فضلا عن أن الجميع شاهدها في آخر أعمالها الدرامية المتميزة. واختتم جمال عن جديده: لدي الكثير من الأعمال سأبدأ في تنفيذها خلال الفترة المقبلة من بينها مسرحية "فوق النخل" وهناك عمل استعراضي سيقدم على مسرح الأوبرا يحمل اسم "هراق" بالإضافة إلى مجموعة أجزاء للعمل الدرامي "نسيمة"، متمنيا أن تزدهر الساحة الفنية كما كانت.

مشهد من مسرحية "زمن الفن الجميل"