الأحد 06 أكتوبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نجيب الريحاني... تزوج بديعة و"البلياردو" وراء انفصالهما

Time
الاثنين 27 مارس 2023
View
5
السياسة
مذكرات النجوم

* اكتشف في سورية سرقة "كشكش بك" فعاد يجر أذيال الخيبة
* ماتت أمه واختفى شقيقه الأصغر وفارقته لوسي... فعاش تعيساً
* الدائنون استولوا على إيرادات مسرحه وتركوا له مصروفاً يومياً
* الفشل لاحق أفلامه الأولى... و"سلامة في خير" بداية النجاح
* استثمر في البورصة والعملات الأجنبية فهبطت أسعارها جميعاً


نجوم فيلم "غزل البنات"


القاهرة - أحمد أمين عرفات:

أبدت والدة الفنان الكبير نجيب الريحاني، فخرها الشديد بنجاحه، بعدما تبرأت من عمله كممثل في بدايته، كما ساهمت شخصية "كشكش بك"، التي ابتكرها في إطلاق شهرته وجلبت له الأموال الطائلة ما جعل له حساد وأعداء كثيرين، إلى حد اطلاق دعوة من الجامع الأزهر لقتله، لأنه عميل للإنكليز ويسخر مسرحياته من أجل خدمة الاحتلال.
يواصل الريحاني، مذكراته قائلا: لم تكن تمر ليلة في المسرح إلا ويقف أثناء التمثيل أو خلال الاستراحة، خطيب ينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور، ويهتف بسقوط الريحاني (داعية الإنكليز وربيب نعمتهم). كل ذلك وهم يعرفون تماما أن الريحاني كان هدفا لنقمة الإنكليز وسلطتهم العسكرية في مصر، وكثيرا ما كان يقف بين المتفرجين بعض العقلاء والمتنورين، فيردون على سفاسف أولئك الخطباء ويسفهون آراءهم. ولكنني مع ذلك أعترف بأن دعاة السوء قد استطاعوا التأثير في بعض السذج بهذه الدعاية.
سعى الريحاني، للخروج من هذه الورطة فقام بدعوة مرقس حنا، أحد البارزين من أعضاء حزب الوفد المصري الذين يعتقد الشعب بآرائهم، وطلب إليه أن يتفضل بمشاهدة الرواية، ثم يحكم بعدها من الناحية الوطنية لها أو عليها. وما إن شاهد الرجل المسرحية، حتى قام بنشر رأيه في الصحف مثنياً عليها ونافياً عنها كل شائعات المغرضين.
عاني الريحاني، بعد ذلك من تدهور أحواله المالية لأسباب عدة، منها أنه اشترى قدرا هائلا من الفرنكات والليرات والأسهم والماركات العالمية، فهبطت أسعارها جميعا، ما أثر على حالته النفسية فأهمل إدارة فرقته، وكان قبلها حدث خلاف بينه وبين صديقته لوسي، انتهى بفراق لا رجعة فيه، وهو كان يعتقد بأنها "تميمة" حظه، وبدونها أصبح عرضة لنكبات الدهر، وهذه الفتاة تحدث عنها الريحاني، في أكثر من موضع في مذكراته وكشف أن لوسي دي فرناي، فرنسية عشقها واتخذها صديقة له، وقد تعرف إليها من خلال عملها كممثلة في إحدى الفرق الأجنبية، وعاش معها فترة ليست بالقصيرة، وقد اعتبرها تميمة الحظ بالنسبة إليه حتى دب الخلاف بينهما فافترقا إلى غير عودة، وهو يقول عن هذا الفراق: "ويقيني أن هذا الفراق كان أول النكبات التي صبها القدر فوق رأسي وساقها إلي حلقات متتالية يأخذ بعضها برقاب بعض، حتى اقتنعت تماما أن هذه الفتاة كانت هي مصدر الأرزاق، وأنها إنما حملت في جعبتها بسمات الدهر وحظ حياتي".

صدمة العمر
في محاول للتخلص مما ألم به ماديا ونفسيا ولتجديد نشاطه، سافر نجيب، مع فرقته إلى بيروت لعرض رواياته، لكن الفشل والإخفاق كانا في انتظارهما، وعن علة ذلك قال: إن أمين عطا ﷲ كان ممثلا بفرقتي قبل ذلك بسنوات، واستطاع أن ينسخ جميع رواياتي وألف فرقة من مواطنيه في سوريا، وعرض بضاعتنا كلها، ولم ينس أن يغتصب كذلك اسم "كشكش بك"، وأحب أن أنصفه فأقول إنه لم يأخذ الاسم على علاته، بل تصرف فيه من حيث الشكل فضم "الكافين" في بيروت وفتحهما في دمشق، في حين أنهما مكسورتان في مصر!، هذا هو كل التصرف الذي أدخله أمين عطا ﷲ، على عمدة كفر البلاص!، المهم ان الناس هناك اعتبروني مقلدا لكشكش بك الأصلي، الذي هو أمين عطاﷲ، وزاد الطين بلة أن هذا الكشكش بك كان سوريا، وقد مكنه ذلك من معرفة عادات مواطنيه، والوقوف على ما يرضيهم وما لا يرضيهم، فكان يؤدي لهم ما يرغبون.
لم تنجح الرحلة من الوجهة الفنية والمادية، الشيء الوحيد الذي خرج به الريحاني منها أنه تعرف على بديعة مصابني، التي أصبحت شريكة نجاحه فيما بعد وزوجته، وأشهر الأسماء التي عرفها الفن كمدرسة تخرج فيها أغلب نجوم الغناء ونجمات الرقص الشرقي، وعن قصة لقائهما يقول: في عرضنا الأول هناك لفت نظري في المقصورة الأولى سيدة "بتلعلع" وقد ارتدت أفخم ملبس وتحلت بأبهى زينة. لم أعرفها حقا، ولكنني تنبهت لوجودها وفي فترة الاستراحة بين الفصول، أدهشني أن وجدتها بذاتها تحضر لتحيتي وتهنئتي في غرفتي بالمسرح. ويظهر أنها لاحظت ما أنا فيه من ارتباك، فدفعها ذكاؤها إلى أن تعرفني بنفسها فقالت: "إلا أنت مش فاكرني ولا إيه؟ أنا بديعة مصابني اللي قابلتك في مصر وكتبت وياك كنتراتو ولا اشتغلت"، وبعد أداء ما قضى به الواجب من أهلا وسهلا، وإزاي الصحة وسلامات، عرفت منها أن دافعها لهجر مصر، بعد أن اتفقت على العمل في فرقتي، أنها استرجعت للشام على عجل لأمور قضائية تتصل بعملها الفني هناك، وقد عرفت إذ ذاك أنها تعمل بنجاح تام كراقصة وأن اسمها ذاع في أنحاء سورية ولبنان. كما أنها اشتركت في فرقة أمين عطا ﷲ، وحفظت الكثير من مقطوعاتنا الغنائية التي ورثها عنا أمين ونحن على قيد الحياة. ثم سألتني بديعة:"هل إذا التحقت بفرقتك يكون لي نصيب من النجاح في التمثيل؟. "فأجبتها: "إنك لا تنجحين على المسرح فقط، بل إنني أتنبأ لك بمستقبل تصلين فيه إلى مراتب النجوم من أقرب طريق وفي أسرع وقت". وفي تلك الليلة جددنا عقد الاتفاق على العمل، وانضمت بديعة إلى الفرقة، وكان أول اشتراك فعلي لها معنا في بيروت، حيث ظهرت في أدوار غنائية، فنالت ما كنت أوقن به من نجاح، واستطاعت في فترة قصيرة أن تحفظ أدوارا في رواياتي القديمة، كما أن لهجتها السورية بدأت تنقلب إلى المصرية.

"الليالي الملاح"
وبعد ثلاثة أشهر قضاها نجيب، وفرقته في بيروت عاد ومعهم بديعة مصابني إلى مصر، ليواجه صدمات أخرى تمثلت في موت والدته، ثم اختفاء شقيقه جورج، ويقول "وكأن قسوة القدر لم تكتف بهذه الكارثة، ففجعتني بأشد منها! ذلك أن أصغر إخوتي وأقربهم إلي وأعزهم على نفسي، بل قل إنه كان التعزية الوحيدة لي، والأمل الباسم في حياتي، هذا الشقيق المحبوب، اختفى في ذلك العام المنحوس- ومازال إلى هذه اللحظة التي أسطر فيها مذكراتي، دامع العين، مفتت الكبد جريح الفؤاد، أقول ما يزال شقيقي هذا مجهول المصير مني ومن محبيه وأصدقائه، ولم تكن منزلته لديهم لتقل كثيرا عنها لدي، فاللهم صبرا جميلا".
وفي محاولة لكسر هذه الحالة سافر إلى سورية لعرض رواياته هناك، لكن لم تكن ناجحة كسابقتها في بيروت، وأثناء تواجده في سوريا عرف أن يوسف وهبي وعزيز عيد عادا من دراستهما الفنية في إيطاليا ويشرعان في تأسيس فرقة "رمسيس" المسرحية، فكان ذلك باعثا على إشعال جذوة النشاط في نفسه، فعقد العزم على العودة والعمل مهما كانت الأحوال والظروف، خصوصا بعد اكتشافه أن بديع خيري ليس مجرد زجال فحسب، ولكنه أيضا يمتلك موهبة التأليف الدرامي، فاشترك معه في إعداد رواية ليقابل بها منافسيه يوسف وهبي وعزيز عيد، وحملت الرواية التي شاركته بطولتها بديعة مصابني، اسم "الليالي الملاح" والتي حققت نجاحا كان الريحاني في أمس الحاجة إليه، ومن بعدها أصبح بديع خيري ملازما له في كل الروايات التي يقدمها.
تحسنت الأحوال، وتوالت أعمالهما الجديدة مثل "الشاطر حسن، أيام العز"، وبسبب النجاح المتواصل كانت بديعة تطالب بتقديم المزيد من الروايات بصورة جعلتها تتهم الريحاني بالكسل، فجاءت رواية "ريا وسكينة" التي تم تأليفها بعد انتشار حوادثهما والقبض عليهما.

فرقة هواة
هنا يعود الريحاني ليذكر القراء بالعرافة التي تنبأت له بسنوات يغرق أثنائها في الفلوس، وأن هذه السنوات ستتبعها أخرى عجاف، وهكذا دواليك، مشيرا إلى انقضاء سنوات القحط والنحس وأنه كان ينتظر أن يغرق في الفلوس مرة أخرى، لكن الأمور عادت إلى أسوأ ما كانت عليه، بسبب نكران الأصدقاء له وتوحش خصومه عليه، فما كان منه إلا أن اصطحب بديعة زوجته وابنتها جوجو وصديقين لهما وسافروا في رحلة استجمام إلى أميركا الجنوبية، ذاقوا فيها كل أنواع الخوف بسبب السفينة المتهالكة، التي أقلتهم واجتازت بهم مضيق جبل طارق، وظلت تسير بهم في المحيط الأطلنطي مثل الريشة في مهب الريح وجعلتهم عرضة لأسماك المحيط الجائعة، حتى تنفسوا الصعداء بعد خمسة وعشرين يوما بوصولهم إلى مدينة "سانتوس" التي كان فيها جالية كبيرة من السوريين الذين ما ان عرفوا أنهم في الأصل فرقة فنية، حتى اقترحوا عليهم تقديم فقرات فنية، ولكن الأمر لم يكن سهلا لحاجتهم إلى ممثلين معهم، فكان الحل هو الاستعانة بالهواة من المقيمين العرب هناك.
تكونت الفرقة هناك وقام الريحاني بتدريبهم وتقديم العروض، التي حققت نجاحا دفعه للسفر بها وتقديم عروضها في مدن أخرى مثل سان باولو وريو دي جانيرو وكتبت عنه الصحف البرازيلية.
كما جابت الفرقة التي كانت تتكون من الريحاني وبديعة وستة آخرين، أرجاء أميركا الجنوبية بعروضها، واستمر النجاح حليفهما هناك على مدار عام كامل، ثم كان قرار العودة إلى مصر.
عاد الريحاني إلى مصر، ليواصل رحلته المسرحية، فقدم العديد من الروايات التي شاركه في تأليفها بديع خيرى وقاسمته بطولتها بديعة مصابني، وفي ذلك الوقت حدث خلاف كبير بينه وبين بديعة، التي كانت غير راضية عنه لاستهلاك وقته في لعبة "البلياردو"، التي تعلمها في أميركا الجنوبية جنبا إلى جنب تدخين السجائر بشراهة، واتهمته بالإهمال ثم تركته لتعمل مع فرقة أمين صدقي.

مسرح يحمل اسمه
بعيدا عن بديعة، بدأ الريحاني يؤسس لفرقة جديدة ضم إليها، روزاليوسف، عزيزة أمير، زينب صدقي، حسين رياض، حسن فايق، أحمد علام، وغيرهم، كما قام بتأسيس مسرح وضع اسمه عليه، لكنه وبعد أن أنفق الكثير على المسرح وعلى البروفات فوجئ بأغلب أعضاء الفرقة ينسحبون لينضموا إلى فرقة "رمسيس" وصاحبها يوسف وهبي، فشعر بعزيمته تخور، خصوصا أنه استدان مبلغا كبيرا حتى ينتهي من تأسيس مسرح "الريحاني"، ورغم ذلك واصل العمل، لكن الدائنين اتفقوا على تعيين أمرأة منهم تقوم بدور الوصي على الريحاني، وتأخذ كل ما يدخل من إيراد للمسرح لتوزعه على الدائنين ولا تعطي الريحاني سوى مصروفه اليومي، حتى أنه وصف حالته حينها: "سدت السبل في وجهي من كل ناحية، فلا أجد إنصافا من الناس، ولا عرفانا بالجميل ممن كانوا حولي".
وبينما هو على تلك الحالة زاره أحد الدائنين ونصحه بأن يعيد للناس شخصية "كشكش بك"، ففكر في الأمر وتساءل بينه وبين نفسه "لماذا لا أجرب؟"، فاستعان بصديقه القديم بديع خيري واستأنفا العمل على الشخصية مجدداً، فقدما من خلالها عدة روايات حققت نجاحا كبيرا.
في ذلك الوقت أنشأت بديعة صالتها في شارع عماد الدين، وأصبحت ذائعة الصيت، تدخل البعض وتم الصلح بينها وبين الريحاني، فعادت من جديد لفرقته لتقوم ببطولة عدة روايات، ثم تجدد الخلاف بينهما ولم يفلح سعي الوسطاء للإصلاح.

"ياقوت"
سدد الريحاني كل ديونه، وبينما هو يعيش في حالة رضا بعد انتهاء كابوس الدائنين، جاءه ستيفان روستي ومعه المصور السينمائي المعروف كياريني، وعرضا عليه الاشتراك معهما في إخراج فيلم صامت، إلا أنه اعتذر لأن أعماله المسرحية من الكثرة بحيث تحول بينه وبين العمل في السينما، ثم وافق مع إصرارهما، وبالفعل أخرج وقام ببطولة فيلم "صاحب السعادة كشكش بك"، وعن أول تجاربه في السينما قال: "قد كان غريبا أن نبدأ العمل فيه دون أن نضع له فكرة معينة، أو نكتب له سيناريو محدد المناظر والوقائع، وكل ما هنالك أننا كنا نخرج في السادسة صباحا دون أن ندري ما سنفعل، حتى إذا جلست لتركيب لحية كشكش، بدأت أفكر في المناظر التي نصورها وفي الحوادث التي نمثلها، فإذا انتهيت من تركيب اللحية أكون قد انتهيت من تفكيري فنبدأ التصوير".
الغريب أن الفيلم وجد إقبالا جماهيرياً، ورغم عودته لمواصلة تقديم رواياته المسرحية، لكنه عاد إلى السينما مرة أخرى من خلال فيلم "ياقوت" الذي صوره في فرنسا، وهو غير راض عن السيناريو والحوار وغير مقتنع بمخرجه الأجنبي، علاوة على الاستعجال في تصويره الذي لم يستغرق سوى ستة أيام فقط، واضطر له الريحاني، خوفا من الشماتة فيه إذا عاد إلى مصر دون العمل في الفيلم الذي كتبت عنه الصحف، بعد هذه التجربة شارك في فيلم "سلامته عاوز يتجوز" ولم ينل رضاه أيضا، وقال عنه: "أصارحك أيها القارئ العزيز بأنني حين رأيت نفسي على الشاشة لم أكن أتصور أنني بمثل هذه الفظاعة المؤلمة"

"حكم قراقوش"
لم يكن الريحاني، راضيا عن تجاربه في السينما، خصوصا أنه عاد للتألق على خشبة المسرح، ويقول: في هذا الوقت كان حظي في المسرح "ضارب نار"، وكأنني كنت أنتقم من خذلاني في السينما، فقد شفيت غليلي ومعي زميلي بديع خيري، ووضعنا كل همنا في إخراج رواية كاملة المعاني، وكان التوفيق رائدنا بعون واحد أحد، فأتممنا تأليف رواية "حكم قراقوش"، وجاءت هذه الرواية بدعة من حيث الوضع والتنسيق، ومن ناحية وجود الفكاهة العذبة والتسلية اللذيذة، في سرد حوادثها وفي رسم شخصياتها، فلما رأيت نجاحها، حمدت ﷲ الذي عوضني عن السينما بهذا النجاح المسرحي الهائل، ولهذا عقدت نيتي من ذلك الحين على أن أهجر شاشة السينما بتاتا، وفي خشبة المسرح متسع لي، وإطفاء لشهوتي الفنية وغذاء لروحي المتلهفة على الوصول إلى الكمال قدر الإمكان، ومن ثم رفضت جميع العروض السينمائية التي تقدم إليّ بها كثيرون من الماليين ومن رجال الفن العديدين".
لم يدم ابتعاد الريحاني عن السينما طويلا، حيث عرض عليه أحمد سالم مدير "ستديو مصر"، بطولة فيلم "سلامة في خير"، فأراد الاعتذار عنه بحجة انشغاله بالمسرح، لكن سالم استطاع اقناعه بأن عودته للسينما ضرورية، خصوصا أن الناس يقولون عنه فاشل فيها وعليه أن يثبت عكس ذلك، ووعده بأن "ستديو مصر"، سيفعل ما في وسعه من أجل تقديم فيلم ناجح، اقتنع الريحاني واشترك هو وبديع خيري في وضع السيناريو والحوار، أما الإخراج فكان من نصيب نيازي مصطفى، وما ان انتهى الفيلم وتم عرضه حتى قوبل بنجاح جماهيري كبير شجع الريحاني، على الاستمرار في السينما بأفلام ناجحة بجانب المسرح.
وهنا يختتم الريحاني: "الآن يا قارئي العزيز، أقف لحظة قبل أن أضع القلم في مكمنه وقبل أن أدفع هذه الخاتمة إلى المطبعة، أقف لأتذاكر وإياك في حديث لابد منه، وهو أنني قصرت ما نشرت على حياتي العملية وحدها ولم أمس الحياة الشخصية إلا مسا خفيفا كانت تقتضيه ظروف السرد والشرح، وكم كانت ذكريات الحوادث تمثل أمام ناظري حين كتابتها وكأنها كانت من حوادث اليوم، الذي أكتب فيه مع أنه مضى على وقوعها سنوات. والآن، بعد أن تذوقت من الحياة حلوها ومرها، وبعد أن جرعتني كأسها حتى الثمالة - كما يقولون - بعد ذلك كله، أقر وأعترف أنا الواضع اسمي بخطي أدناه نجيب الريحاني، أنني خرجت من جميع التجارب التي مرت بي، خرجت منها بصديق واحد، صديق هو كل شيء، وهو المحب المغرم الذي أتبادل وإياه الوفاء الشديد والإخلاص الأكيد، ذلك الصديق هو عملي!!".


آخر أفلامه مع ليلى مراد وأنور وجدي


نجيب في أحد أفلامه

آخر الأخبار