الأحد 06 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نجيب الريحاني... عانى التشرد والحرمان حتى انتصر فنياً

Time
السبت 25 مارس 2023
View
5
السياسة
مذكرات النجوم

* "الضاحك الباكي" تعرض للنصب بسبب أول قصة غرام في حياته
* عمل موظفاً بالبنك الزراعي وقاده زميله عزيز عيد إلى التمثيل
* قارئة كف أخبرته بما حدث في الماضي وما سيكون عليه مستقبلاً
* مغامرة عاطفية مع زوجة زميله أنهت وجوده في شركة السكر
* نبوءة لم تتحقق منعته من شراء سيارة وظل يركب "الحنطور"
* الجمهور أجبره على الكوميديا رغم أنه كان يفضل التراجيديا
* أغلقت الأبواب في وجهه بعد شهادة جورج أبيض السلبية في حقه


الريحاني وصديق عمره الكاتب بديع خيري


القاهرة - أحمد أمين عرفات:

استهل الفنان الكبير نجيب الريحاني، مذكراته التي غلب عليها خفة ظله وسخريته حتى في أصعب المواقف، بمقدمة يكشف فيها أنه فكر كثيرا قبل كتابتها، لا لشيء إلا لأنه - على حد قوله - خلق صريحا، لا يخشى اللوم في الحق، ولا يميل إلى المواربة والمداراة، لذلك عندما ارتضى أن يقوم بذلك، قرر قبل أن يخط حرفا واحدا أن يملي الواقع مهما حاقت به مرارته، ويسجل الحقائق مهما كان فيها من ألم لحق به، تماما كمن يقف أمام منصة القضاء فيدلي بشهادته الصحيحة، ويغادر المكان مستريح الضمير، هادئ البال.
بعد هذه المقدمة يأتي الفصل الأول، الذي خصصته دار النشر لرفيق عمره في رحلة الحياة والكفاح الكاتب والشاعر بديع خيري، وفيه كشف قصة هذه المذكرات التي كتبها نجيب الريحاني بنفسه واختص بها "دار الهلال"، وان قيامها بنشرها بعد عشر سنوات من رحيل صاحبها ما هو إلا تكريم للفن الأصيل في شخص كرس حياته لفنه، خصوصا أن الريحاني لم يكن مجرد ممثل يكسب عيشه من مهنة التمثيل، بل كان فيلسوفا وفنانا أصيلا عاش لفنه فقط، وعانى الاضطهاد والحرمان وشظف العيش في سبيل مثله العليا، مؤكدا بأنه كان يمكن أن ينشأ موظفا ناجحا، وكان أهله يعملون لهذه الغاية، لكن حب التمثيل كان يجري في دمه، وكل ما كان يكسبه من وظيفته ينفقه في إشباع هوايته، ثم دفعته هذه الهواية إلى هجر الوظيفة، ما أثار استياء أهله، ليعاني كثيرا من التشرد والجوع والحرمان، في سبيل تحقيق حلمه، حتى انتصر.
يواصل بديع خيري، كلامه عن صديق عمره قائلا: "كان نجيب يقدس فنه ويحترمه، ويكره الاتجاه الذي كان سائدا في تلك الأيام، والذي يدفع الممثل إلى تعاطي الخمر أو المخدرات قبل الصعود إلى خشبة المسرح، بزعم أن الخمر تشجع الممثل على مواجهة الجمهور وتقوي أداءه. ولم يحدث في حياة الريحاني، أن شرب كأسا من الخمر قبل التمثيل، وكان من فرط احترامه لفنه يعتكف في غرفته بالمسرح قبيل التمثيل بنصف ساعة على الأقل، ولا يسمح لإنسان - مهما كانت الظروف - أن يعكر عليه عزلته.
في العزلة تلك كان ينفرد الريحاني، بنفسه ليهيئها لمواجهة الجمهور، ويتقمص الشخصية التي سيمثلها، ويندمج في الدور الذي سيؤديه، وكنت إذا رأيته وهو يغادر غرفته الخاصة في طريقه إلى المسرح لأداء دوره، خلته من فرط الانفعال شخصا آخر، والواقع أنه يكون في تلك اللحظة شخصا آخر فعلا، يكون الشخصية التي سيؤديها في مسرحيته، وقد بلغ من حب الريحاني، لفنه أنه لم يطق اعتزال المسرح بناء على مشورة الأطباء، وكان رده عليهم "خير لي أن أقضي نحبي فوق المسرح، من أن أموت على فراشي"!.

ظروف قاسية
يمضي بديع في رسم صورة الريحاني، كما عايشها، فيشير إلى أن الجمهور أجبر نجيب، على الكوميديا لأنه كان يراه يمتلك الفكاهة ولا يتمالك الشخص نفسه فيضحك حين يشاهده، حتى لو كان وجهه عابساً غاضباً، مؤكدا أن الفكاهة كانت في دمه، إلا أنه برغم ذلك كان يميل أكثر إلى التراجيديا بسبب الظروف القاسية التي مرت به، خصوصا ما يتعلق منها بمأساة أصغر إخوته جورج الريحاني، الذي اختفى قبل موته بسنوات طويلة، وظل سبب اختفائه حتى مات نجيب الريحاني - ولا يزال - لغزا غامضا تكتنفه الشائعات، فمن قائل إنه أشهر إسلامه وانضم إلى جماعات الصوفية، ومن قائل إنه ترهب واعتكف في أحد الأديرة!
ويختتم خيري، كلامه عن نجيب الريحاني، بأنه كان وطنيا ثائرا جعل من المسرح منبرا للوطنية، وعالج قضايا السياسة بالفكاهة، وفتح عيون الجمهور إلى سوء حاله، وهاجم الإنكليز المحتلين لمصر في ذلك الوقت، وندد بأعوانهم في مسرحياته وتهكم عليهم، فلقي من عنت الاستعمار، واضطهاد السراي، الشيء الكثير، لافتا إلى أن الريحاني كان وفيا لأصدقائه وأبناء مهنته، يفر من الحفلات العامة، ولكنه لا يتردد في حضور حفل يقيمه أصدقاؤه، وكثيرا ما كان يقيم لهم الحفلات، ومبالغة في التكريم كان يطهو لهم لونا من ألوان الطعام، وإن لم يتسع له الوقت كان يصنع السلطات، مشيرا إلى أن الريحاني، كان يعتبر خادمه النوبي حسن صالح "قدم سعد"، إذ اقترن عصره الذهبي في المسرح بالتحاق حسن بخدمته.
ومن بين النساء، كانت صديقته لوسي دي فرناي، هي "تميمة" السعادة التي جلبت عشرته لها، السعادة في الحب والمال. كاشفا أن إنسانية الريحاني برزت وتجلت في أواخر أيامه، عندما حث الحكومة على إقامة ملجأ للممثلين المتقاعدين، وأنه حين شيد بيته الذي مات قبل أن يسكنه، كان يريد أن يخصصه بعد وفاته لهذا الغرض النبيل، ولولا أن المنية عاجلته، لكان قد أتم الإجراءات الرسمية، وتم له تحقيق أمنيته.

أول الطريق
بداية من الفصل الثاني وحتى الفصل الحادي عشر، يتناول الريحاني بنفسه، رحلة حياته بأسلوب يمزج فيه الفصحى بالعامية، وتطغى عليه خفة الظل ورشاقة الكلمة بصورة تجعل القارئ لا يمل أو يشعر برتابة الأحداث رغم كثرة التفاصيل والأحداث المأساوية التي كانت تلاحقه.
تحت عنوان "أول الطريق"، يبدأ نجيب الريحاني مذكراته، رافضا أن يرجع بالذاكرة إلى التاريخ الذي تلقفته في كف العالم، وفضل أن يقفز بالقراء إلى سن السادسة عشرة حين غادر مدرسة "الفرير"، مؤكدا بأن ما قبلها لا أهمية له، وإن كان قد تزود فيها بالتعليم والخبرة، ودراسة آداب اللغة العربية، والتوسع في الحصول على أكبر قسط من فنونها ولا سيما الشعر وتاريخ الشعراء، وكيف أعجب به مدرسه "الشيخ بحر"، خصوصا وهو يلقي بعض المحفوظات بصوت جهوري، ونبرات تمثيلية، بجانب مشاركته في تمثيل بعض الروايات بمسرح المدرسة، بصورة جعلت الشيخ بحر يعتبره نبوغا وعبقرية.
هجر الريحاني المدرسة ليندمج في سلك موظفي البنك الزراعي بالقاهرة، وتشاء المصادفات الغريبة أن يكون بين موظفي البنك في ذلك العهد عزيز عيد، الذي كان يمارس التمثيل بجانب عمله، ومن خلاله اشترك نجيب في أول رواية بعنوان "الملك يلهو" .

غرام وانتقام
ما إن ذكر الريحاني، أول رواية حتى عرج إلى أول غرام علق به قلبه، وكانت بطلته ممثلة رمز لها بأول حرفين من اسمها "ص.ق"، والتي عرفها من خلال الممثل علي يوسف والذي أصبح فيما بعد من كبار متعهدي الحفلات، ويوضح: كان علي يوسف يعتز بصداقة هذه الفتاة، فلما كنت أذهب لأشاركهما الحديث، كانت نظرة فابتسامة ف "مش عارف إيه، فشبكان"!!، وظلت أواصر الصداقة تنمو بيني وبينها دون أن يعلم الرجل من أمرنا شيئا!! وأخيرا لعب "الفأر في عبه" فعمل على مراقبتنا من حيث لا نشعر!! فاتفقت معها، على تمضية نهاية الأسبوع في الإسكندرية بعيدا عن علي يوسف ورقابته القاسية، وقبل موعد خروجي من البنك زارني في مكتبي الصديق علي يوسف، وألح في أن أقرضه شيئا من المال لأنه دعا بعض زملائه إلى نزهة خلوية، فأعطيته ما طلب، وفي الموعد المحدد قصدت محطة السكة الحديد فوجدت "الكتكوتة" على أحر من الجمر في انتظاري على رصيف القطار الذي امتطيناه وقلوبنا ترقص فرحا، ووصل بنا القطار إلى الإسكندرية فنزلنا، وما كدت أسير خطوات متأبطا ذراع المحبوبة، حتى برز أمامي عزرائيل! في ثياب الصديق الملعون علي يوسف!! لقد اقترض اللعين مالي، واشترى منه تذكرة السفر وجاء معنا في عربة أخرى بالقطار نفسه، وراح يستقبلنا هاشا باشا مرحبا، وهو يمد يده لي بالتحية شاكرا إياي على قيامي بدفع نفقات السفر، لحضرته ولحضرة بسلامتها الست المصونة والجوهرة المكنونة، التي استلبها مني وتركاني أعض بنان الندم، وذهب العاشقان بينما ظللت واقفا في مكاني، حتى دنت ساعة القطار العائد إلى القاهرة فامتطيته وجئت أضرب أخماسا في أسداس!!.

فضيحة اللص
في العام 1908 استقال عزيز عيد، من عمله في البنك وألف فرقته التمثيلية الأولى، التي أصبح الريحاني بحكم رابطة الزمالة عضوا فيها، حيث كانت تسند له الأدوار الثانوية الصغيرة، وتسبب انشغاله بالتمثيل في إهماله لعمله، فما كان من البنك إلا أن استغنى عنه، فأصبح متفرغا للتمثيل، حيث عمل مع فرقة سليم عطا الله واجتهد في دوره بشكل جعله ينال استحسان الناس، الذين قالوا بأنه تفوق على مدير الفرقة بطل هذا العرض، الذي ما أن بلغه ذلك حتى أصدر قرارا باستغناء الفرقة عن نجيب، ويقول الريحاني: "يا نهار زي الحبر يا أولاد!! استغنت عني!! وهل يعتبر النجاح جرما يعاقب عليه الممثل؟ وإذا كان الأمر كذلك فلم لم تصدر لي الأوامر قبل التمثيل، حتى كنت ألجأ إلى السقوط التام والفشل الزؤام؟!.
لم يكن أمام الريحاني، سوى البحث عن وظيفة تنقذه من البطالة، وبالفعل تم تعيينه موظفا في شركة السكر بنجع حمادي في صعيد مصر، واستطاع أن ينال ثقة وثناء رؤسائه، لكن ذلك لم يدم طويلا بعد أن ارتبط بعلاقة غرامية مع زوجة باشكاتب الشركة والذي كان رجلا مسنا، وتصادف أن سافر زوجها فتسلل نجيب إلى بيتها في منتصف الليل لتمسك به الخادمة معتقدة أنه لص وهي تصرخ فأستيقظ الجيران وكانت فضيحة له، أعقبها فصله من عمله، ليعود من جديد إلى قهوة الفن، خصوصا بعد أن ضاقت به والدته التي أغلقت في وجهه بابها.
يتابع نجيب: "أقسم أيها القراء الأعزاء أنني قضيت ثمان وأربعين ساعة لم أذق خلالها للأكل طعما. لا زهدا مني، ولا أسفا على شيء، ولكن لأنني لم أجد وسيلة أكتسب بها ثمن لقمة العيش، ولو كان أمري قاصرا على الجوع وحده لهان، ولكنني لم أجد كذلك مكانا آوي إليه كلما أدركني الليل، فأجوب سائرا على قدمي، حتى إذا أعياني الكد والنصب، استلقيت جانبا وتوسدت حجرا من أحجار الطريق مستريحا، إلى أن ترسل الشمس أشعتها، فأستيقظ من نومي وأعود أدراجي إلى المقر الرسمي "قهوة الفن".
بعد ذلك التحق نجيب بفرقة أحمد الشامي، التي كانت تجوب المحافظات لتعرض فيها أعمالها المسرحية، ومعها طاف أغلب المحافظات المصرية، ذاق فيها الويل، ولم ينقذه من ذلك سوى خطاب وصله من شركة السكر تطلب عودته للعمل فيها من جديد بسبب احتياجها له، وقتها أقسم بأنه لن يعود للتمثيل مرة أخرى وعاد للعمل في صعيد مصر، وقرر أن يركز في عمله ويبتعد عن طريق النساء مهما كانت المغريات، وهو ما حدث واستطاع أن يستعيد ثقة رؤسائه في العمل.

تحريض
أثناء تواجده في الصعيد، تصادف أن جاء رجل يعمل منوما مغناطيسيا مع زوجته قارئة الكف، التي قرأت لنجيب كف يده، ويشير إلى ذلك قائلا: "هل تصدقني - أيها القارئ - إذا قلت لك: إن هذه المرأة أخبرتني بأشياء حدثت لي في الماضي، كما لو كانت معي، وأنها قصت علي ظروفا خاصة اجتزتها بنفس النمط الذي ذكرته؟ حقا لقد خبلت عقلي بما ألقت إلي من تاريخ حياتي الماضية، وبعدها تنبأت بما سيكون عليه مستقبلي! وأقسم بالله غير حانث أنني ما زلت طيلة الأعوام التالية، حتى الآن أجتاز من أدوار حياتي مراحل سبق أن تنبأت لي بها هذه المرأة! كنت أيامها موظفا بسيطا في شركة السكر أتقاضى مرتبا صغيرا، ولم يكن أمامي ما يبشر بصلاح الأحوال أو تبدل الأيام، ومع ذلك قالت لي إن حياتي عبارة عن ضجة صاخبة، وأن أموالا كثيرة ستتداولها يدي، وأنني سأنتقل من فقر إلى غنى ومن غنى إلى فقر، ثم يعود الغنى، وأصارحكم يا سادتي أن هذه الأشياء وقعت بحذافيرها بعد ذلك!".
يكشف الريحاني، أحد أسراره والتي تتعلق بعدم اقتنائه سيارة رغم ما كان يتمتع به من ثراء، ويقول: "السبب أن العرافة المدهشة تنبأت بأن هناك تصادما سيحدث لسيارة أكون فيها! ومع أنها ذكرت لي، أن ربنا إن شاء ﷲ، هيجيب العواقب سليمة، إلا أنني خشيت من ذلك اليوم، فامتنعت بتاتا عن اقتناء سيارة لنفسي. كما أنني إذا دعيت لركوب إحدى سيارات الغير، أو حتى سيارة تاكسي، أتوسل إلى السائق بكل عزيز لديه أن يرحم شباب العبد لله، وأن يسير على أقل من مهله، لأني مش مستعجل أبدا!، أقولها دائما كلما ركبت سيارة، حتى ولو كان باقي على القطار الذي سأسافر فيه دقيقة واحدة، وبسبب ذلك أيضا، أفضل دائما ركوب عربات الخيل، لا رفقا بالعربجية بل حرصا على حياتي الغالية!!".
عاود الريحاني، الحنين إلى العمل بالتمثيل، خصوصا بعد فصله مرة أخرى من شركة السكر لأسباب لم يذكرها، ولكنه قال بأنها ليس فيها ما يخل بالنزاهة والأمانة، في ذلك الوقت عرض عليه جورج أبيض، أن ينضم ممثلا لفرقته، بعد أن وقف نجيب معه وأقرضه مبلغا من المال، كان في أمس الحاجة إليه لإدارة فرقته، وحتى يستطيع أن يأخذ جزءا مما أقرضه له، بالفعل عمل الريحاني، مع الفرقة التي كانت تضم روز اليوسف ومعها عدد من الفنانين، وتم اسناد دور "ملك النمسا" له في رواية "صلاح الدين الأيوبي"، لا يقول فيها سوى كلمتين فقط في موقف المبارزة الذي يجمعه بجورج أبيض، الذي يجسد دور "قلب الأسد"، ورغم ذلك حاول نجيب أن يجتهد في دوره فلجأ إلى الماكياج بغية أن يكون صورة طبق الأصل من ملك النمسا، وعندما جاء دوره وصعد المسرح، وشاهده الناس على تلك الصورة، لم يتمالكوا أنفسهم من الضحك، ليصدر جورج أبيض بعدها قرارا بالاستغناء عنه، بحجة عدم لياقته للتمثيل بتاتا، وجاء في قرار الفصل "بأنه لن يفلح في التمثيل، ولن يكون في يوم من الأيام ممثلا، حتى ولو كان ثانويا!!"، هذه الشهادة السلبية سدت في وجه نجيب، الأبواب وضاقت به السبل حتى أنه لم يجد طريقا يسلكه وقتها لكسب العيش.
لم يقف الريحاني مكتوف الأيدي، بل قام بتحريض ممثلي الفرقة وشجعهم على الانسحاب منها، وبالفعل نجح في خطته وكان على رأس العصاة عزيز عيد وروز اليوسف، فعرض عليهم تكوين فرقة جديدة، انضم إليها أيضا بعض أعضاء فرقة أمين عطا الله، وستيفان روستي وحسن فايق ليضربوا بها فرقة جورج أبيض.

بداية جديدة
اجتمع ممثلو الفرقة الجديدة بمقهى "متروبول"، ووضعوا ملامحها، فقط كانت المشكلة التي تواجههم هي رأس المال الذي يعملون به، وبعد مناقشات وتفكير كبير انتهى الأمر باقتباس نظام المساهمة الذي كانت تعمل به بعض الفرق، منها فرقة جورج أبيض نفسها، لكن من أين لهم حتى بنظام المساهمة، فهم يعانون من البطالة ولا يملكون المال، بصورة تجعلهم لا يفارقون المقهى منذ افتتاحه صباحا وحتى يغلق أبوابه ما جعل صاحب المقهي وهو خواجة يوناني يعرض عليهم أن يمنحهم المال الذي يساعدهم في إنشاء الفرقة، ويوضح الريحاني: قلت لإخواني بأنني لا أرى دافعا لتصرف الخواجة إلا أنه "طهق" من "خلقتنا"، فأراد أن يتخلص منا بأي طريقة، مهما كان فيها من تضحية مالية، وما أن حصلوا على المال حتى بدأوا في تكوين الفرقة التي أطلقوا عليها "فرقة الكوميدي العربي" وقاموا بتعيين صاحب المقهي مديرا ماليا لها.
"يتبع"

صورة زفاف نجيب وبديعة مصابني


غلاف المذكرات

آخر الأخبار