الخميس 26 ديسمبر 2024
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نحن لا نملك قوة نووية إنما قوة ناعمة
play icon
كل الآراء

نحن لا نملك قوة نووية إنما قوة ناعمة

Time
الأحد 19 نوفمبر 2023
View
131
sulieman

باتت الاسلحة الذرية، احدى الهواجس المخيفة التي نخشاها، وتحسب حسابات الخوف من ان تكون دولنا احدى الاهداف الجنونية للدول المتغطرسة، بلا حسابات الخير والانسانية والاقتصاد والامراض التي تخلفها تلك القوة الجائرة.
واذا كانت منذ الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة، التي ارتكبت اكبر جريمة انسانية حين القت قنبلتيها على مدينتي هيروشيما ونكازاكي في اليابان، ولا تزال معاناة المدينتين من بشر وحجر شاهدة على جريمة للانسان من الانسان؛ لانه عدو نفسه، حتى اصبحت الحيوانات ارقى نبلاً منه، فالحيوانات لا تعتدي على حيوانات من نفس جنسها، انما تتغذى على انواع من الحيوانات التي ليست تشبهها.
اسرائيل في معركتها من اجل البقاء، اخوف ما تخاف منه في العصر الحالي هو ايران، واكبر هاجس للدولة اللقيطة ان تصنع طهران القنبلة الموعودة، ورغم انها، اي ايران، قالت ان محطتها النووية سلمية، وانها لا تفكر في صنع القنبلة، تطبيقاً لفتوى الامام الخميني الذي حرم اسلحة نووية صنعاً واستخداماً، لكن تبقى اسرائيل في رعب وقلق حتى زوال ايران، او زوال نظامها.
فالحقد الصهيوني لا يطول القنبلة انما الانسان والارض، لكن ليست المعضلة هنا، فالخوف يمتد الى دول المنطقة، التي لا تملك قنبلة نووية، ولا في وارد ذهنها ذلك، واعني هنا البلدان الصغيرة، الكويت مثلاً.
بل لعل ليس ثمة متسع لمثل هذه الاسلحة المجرمة عالمياً، فالبحث عن السلام ليس بالقنبلة النووية، انما بالرسالة الناعمة لكل العالم، فهناك دول تخزن في ترسانتها النووية من القنابل المحرمة ما تستطيع ان تدمر الكرة الارضية بما فيها وما عليها من بشر وحيوان وزرع، وهؤلاء حمقى ومجرمون ومتغطرسون، ويرون ان قنابلهم تبقيهم وتفني الاخرين.
ان الاسلحة الذرية ينبغي التخلص منها من اجل بقاء الانسان، ومن اجل حماية الارض والبحار من التلوث والفناء، والحديث عن القنابل النووية والاسلحة التدميرية طويل، لكن بلا جدوى، فكل دولة تحاول ان تحصن نفسها باحدث الاسلحة التدميرية، فان كنت تشعر بأمان، فان هذا الشعور قد يتضاءل، او ربما يتلاشى، اذا شعرت في داخلك انك مهدد بوجودك وارضك و وطنك، وكل ما يوجد عندك، فماذا انت فاعل، هل تستسلم لقدرك فتضع كفاً على كف، وتجلس على دكة منزلك، او تفعل شيئاً لعل الله ناصرك؟
في الكويت نحن (اقرب الظن) لا ولن نفكر في القنبلة الذرية، لا صنعاً ولا شراءً، ولا لبلادنا متسع لمثل هذه الانواع من الاسلحة المجنونة، لذا علينا ان نتجه لصنع قنبلة عنوانها السلام والمحبة لكل انسان الى الارض، لا ننبذ ديناً ولا قومية ولغة، ولا ثقافة، فالناس يتشابهون في الخلق ويختلفون في الثقافة.
إن رسالة الحب والتعايش مع الناس تلك هي القنبلة الناعمة التي ينبغي ان ننشرها الى العالم، فالكويت قادرة، بل تملك من الادوات الناجحة التي تستطيع جدب الناس اليها، فمنذ القديم كانت مبرزة ومركزاً للفنون والثقافة والفكر.
هذه الاسلحة كنا نملكها وكنا نبهر العالم القريب والبعيد بها، للاسف مع صحوة التخلف، وزحف الغبار الاصفر، كل ذلك بات ممنوعاً ومحرماً.
إن الانسان الكويتي ينبغي ان ينتفض على الفكر الظلامي الذي بات مثل السرطان ينتشر في اجسادنا، فهؤلاء الدعاة لن يدخلونا الجنة، ولا هم مؤهلون لدخول الجنة، فلا مكان في الجنة لدعاة الفتنة والكذابين وأكلي السحت، وجامعي الاموال تحت اعمال الخير، فيما يغتنمها لنفسه.
الدين في الكويت صار تجارة، وان الرويبضة ومن لا اصل لهم يتصدرون المجالس ويفتون في الدين.
لقد حان ان نعيد للكويت وجهها المشرق على العالم، فنحن اهل فن و ثقافة ورأي مستنير، فيما دعاة الدين والدجالون هم القنبلة الخطرة والمخيفة والقاتلة للكويت، فهل بلغنا الرسالة، اللهم فاشهد.

صحافي كويتي

[email protected]

حسن علي كرم

آخر الأخبار