ندوة "التغيير المتوقع": الوظائف التقليدية ستصبح من الماضي

الرومي: ضرورة وضع آليات لتغيير نمط الوظائف وإصدار قوانين تواكب تطورات العصر


العبيدي: 180 مليون وظيفة جديدة تعتمد على التكنولوجيا سيشهدها العالم خلال الفترة المقبلة



كتب - ناجح بلال:


أكد المتحدثون في ندوة "التغيير المتوقع في الوظائف المستقبلية وتأثيره على مستقبل الكويت والوطن العربي"، ان الوظائف التقليدية في العالم ستصبح من الماضي بعد أزمة "كورونا" لاسيما وان التوقعات تشير الى ان العالم سيستغني عن 80 مليون من هذه الوظائف، وسيتم الاعتماد فقط على من يجيد التكنولوجيا المعلوماتية، لافتين في الوقت ذاته الى ان سوق العمل في الكويت سيشهد طفرة هائلة خلال السنوات المقبلة.
من جانبه، قال الوكيل السابق في ديوان الخدمة المدنية محمد الرومي أن جائحة كورونا فرضت أساليب جديدة في التعامل مع أسواق العمل خلال الفترة المقبلة، اذ سيتم تهميش الوظائف التقليدية وستصبح شيئا من الماضي، فيما ستقود الدول الوظائف التي تعتمد على التقنيات المعرفية بالدرجة الأولى، لذا بات على ديوان الخدمة المدنية وومجلس الخدمة المدنية والمجلس الأعلى للتخطيط وضع آليات لتغيير نمط الوظائف وتحولها من تقليدية الى فاعلة تتأقلم مع الثورة التكنولوجية.
وبين الرومي في الندوة الالكترونية التي أدار الحوار فيها د.ليلى شحرور المتخصصة في علم النفس الاجتماعي بمشاركة المحاورة ناهد سواس الرئيس التنفيذي لشركة جيت واي للاستشارات المالية والاقتصادية، بأن وظيفة المدرس التقليدية ستنتهي وسيكون الاعتماد على المدرس الذي يستطيع أن ينقل خبراته ومعلومات المناهج للطلاب من خلال الأجهزة التقنية بخاصة وأن معظم الدراسة في كافة المراحل التعليمية ستكون "أون لاين" وسيتم فيها استخدام الانترنت بقوة حتى في الجامعات بعد ان فرضت أزمة كورونا أن تكون المناهج الدراسية عن بعد.
واشار الى أن هناك الكثير من الوظائف الأخرى الخاصة بإنهاء معاملات المراجعين ستعتمد وبقوة على الخدمات الحاسوبية وشبكة الانترنت.
ونبه الرومي الى أهمية أن تقوم جامعة الكويت والجامعات الخاصة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بالاعتماد على الجانب التنكولوجي بالدرجة الاولى وفقا لمتطلبات سوق العمل، مشددا على أهمية العمل على دعم القطاع الخاص بخاصة في المشروعات المتوسطة والصغيرة حتى تتواكب تلك المشروعات مع احتياجات سوق العمل من خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة التي فرضت نفسها.
وذكر الرومي أن القوانين والمتطلبات القانونية لابد وان تتغير لتواكب تطورات العصر بخاصة وان وزارة العدل الكويتية استطاعت ان تتعامل مع بعض الأمور من خلال التكنولوجيا مثل تعاملها مع المخالفين اثناء الحظر، مشددا على أهمية ان يتبنى مجلس الامة اصدار قوانين جديدة تتلائم مع التغيرات التي فرضت نفسها على ارض الواقع.
من جانبه، أكد المدير العام لشركة ميم لنظم المعلومات والكمبيوتر نبيل العبيدي أن سوق العمل في الكويت سيشهد طفرة هائلة خلال السنوات المقبلة حيث سيتم الاعتماد على التكنولوجية المعلوماتية بالدرجة الأولى، وسيضع سوق العمل ضمن اولوياته من لديه الخبرة في التعامل مع الاجهزة المعلوماتية قبل الشهادة.
واوضح العبيدي بأن ايرلندا لديها الان حوالي 48 اكاديمية "اونلاين" نظرا لأن السوق العملي الواقعي لن يحتاج للوظائف التقليدية، مبينا بأن المسؤولية الأكبر ستقع على عاتق الدول العربية للتعامل مع التكنولوجيا لكونها دول تستخدم ما تبتكره دول الغرب والدول المتقدمة في الصناعة.
ولفت الى أن التوقعات تشير الى أن العالم في الفترة المقبلة سيتخلص من 75 مليون وظيفة تقليدية التي تستخدم النمط التكراري، وفي المقابل ستدخل العالم 180 مليون وظيفة جديدة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة.
وبين العبيدي بأنه لم يكن في الحسبان جائحة "كورونا" التي فرضت التعامل اللوجستي الذي هو موجود في بلادنا منذ فترة ولكن جائحة كورونا حركته بشكل أكثر، معربا عن استغرابه من التخوف من الاقبال على استخدام التكنولوجيا في كافة الاعمال بخاصة وانه اصبح بالامكان، ان تساعد في تقديم الخدمة العلاجية، مستشهدا على ذلك باستخدام الروبوت الصناعي في العناية المركزة في بعض الدول المتقدمة وغيرها من الدول الساعية الى التقدم.