ندوة "الشائعات": "كورونا" وضعت العالم في حالة خوف جماعي

برباري: الدوافع وراء الشائعات لدى كل شخص مختلفة والحياة لا تسير دون الأمان المادي

المسفر: الأزمة رافقتها حالة إعلامية خلقت جواً مشحوناً من الرعب لدى البسطاء

سواس: مرَّرنا بمراحل منها حرب لبنان وغزو الكويت
ولم تنتج التغيير الذي نتمناه



كتب - فارس العبدان:


أكد المتحدثون في ندوة "الشائعات... مخاطرها وكيفية بثها وأساليب صدها" التي نظمت على "اليوتيوب"، أن لدى كل شخص دوافع وراء الشائعات، حيث إن ما حدث خلال أزمة كورونا يشير إلى أن هناك حالة خوف جماعي نظراً لكمية المعلومات المتداولة والطبية منها ولا احد يعلم مدى دقتها.وقالوا: إن ماحدث للعالم من صدمة الكورونا يؤكد أنه إذا لم نغير انفسنا من الداخل حتماً ستكون هناك تغييرات اجبارية، حيث إن التغييراختياري واخر اضطراري والعاقل الحصيف هو الذي يسلك المسلك الاول وعلى هذا الاساس العالم مر بازمة كورونا.
وأضافوا، أن الشائعات صناعة والمشكلة الكبرى في عملية ترويجها وصدها ومن يتضرر منها قد لا تستطيع ارجاع رأي الناس بك كالسابق، حيث إن تعقب مروجي الشائعات وهم لصوص محترفين ومن الحيل الموجودة ولا يتركون اثاراً كي لا تتعقبهم الاجهزة الامنية ويقعوا تحت طائلة المساءلة.
ومن جهته اكد استاذ الطب المساعد، رئيس جمعية الشرق المتوسط لزراعة الاعضاء الدكتورانطوان برباري، أن الدوافع وراء الاشاعات لدى كل شخص مختلفة، مشيراً إلى أن كورونا الكائن الميت الذي حجمه اصغر من رأس الابرة الف مرة ركع البشرية على رجليها وأدى الى انهيار النظام العالمي المادي وليس الروحاني.
وقال: إننا نعيش بعلم مرتكز على الاحتمالات والماديات حيث تعرض ذلك للتغيير، وتركيز الانسان والحياة لا تسير دون وجود الامان المادي وهذا حصل في كورونا والناس خافت ليس فقط من الموت، كما روجت معلومات بعضها مغلوطة طبياً دون وجود تدقيق.
وأشار إلى أن مايحصل بالعالم هو حالة خوف جماعي وهنا الصعوبة ومن خلال التوعية يجب الخروج من الخوف، حيث إن هناك مشاكل في منظمة الصحة العالمية وكل يوم هناك معلومات وتنشر في وسائل التواصل الاجتماعي ولا نعلم صحتها.
ومن جهته أكد الكاتب الصحافي عبدالرحمن المسفر، أن ما حدث للعالم من صدمة كورونا يؤكد أننا إذا لم نغير انفسنا من الداخل حتماً ستكون هناك تغييرات اجبارية، والتغيير اختياري واخر اضطراري والعاقل الحصيف هو الذي يسلك المسلك الاول وعلى هذا الاساس العالم مر بازمة كورونا.
وأوضح أن الأزمة رافقها حالة اعلامية خلقت جواً مشحوناً من الرعب لدى البسطاء وحتى العقلاء، حيث إن السلوك البشري مختلف والمستويات الثقافية والبنية النفسية تختلف من شخص إلى آخر.
وقال: إن الشائعات انتقلت مع تطور التقنيات وبوابات التواصل واصبحت لحظية وتقفز من "تويتر" الى "الواتساب" وتشكل موقفاً مرعباً لدى الافراد والقياديين وقد تهدد دولاً، كما انتشرت حالة من يتصدى للشائعات التي انطلقت خلال ازمة كورونا متمنياً وجود خلية لإعلام الأزمات تواجه الكم الهائل المتدفق الذي تختلط فيه الحقيقة بالباطل للرد عليه.
ولفت إلى أن الشائعات صناعة والمشكلة الكبرى في عملية ترويجها وصدها ومن يتضرر منها قد لا يستطيع ارجاع رأي الناس فيه كالسابق، كما أن تعقب مروجي الشائعات صعب وهم لصوص محترفون لا يتركون اثاراً كي لا تتعبقهم الاجهزة الامنية ويقعوا تحت طائلة المساءلة.
وأكد أن أفضل حل هو المواجهة السريعة لتشكل عملية تكافؤ مع من روج هذه الشائعات والحسابات الوهمية مشكلة ما أن تراسل إدارة "تويتر" ويغلقونه حتى يعيد فتحه.
وبدوره اكد استاذ الاعلام الرقمي وحوسبة اللغة في الجامعة اللبنانية د. غسان مراد، أن الاخبار الزائفة والشائعات والذكاء الاصطناعي والبحث الآلي عن الاخبار الزائفة على وسائل التواصل يرتبط بمجال اللغة وعلم النفس والاجتماع لانه في العلم الاكاديمي لا يوجد معالجة من زاوية واحدة.
وقال: هل نحن فعلاً في حتمية التغيير هذه اشكالية فلسفية لانني لست مع مقولة ماقبل ومابعد لان العلم تراكمي ويسير في مسار ولا انقطاع في العلوم.
واضاف، يجب معرفة الاسباب التي تؤدي للشائعات وكيفية معالجتها فإذا لم نفهم الاسباب لا يمكن معالجة الامور، حيث إننا في مرحلة بناء افكار جديدة تتناسب مع هذا التغيير اذا كان هناك تغيير بالفعل.
ومن جانبها قالت الرئيس التنفيذي لشركة "جيت واي" للاستشارات المالية والاقتصادية ناهد سواس: إننا مررنا بمراحل عدة ولم يتم التغييرومنها حرب لبنان وغزو الكويت ولم تنتج التغيير الذي نتمناه انسانياً وهي نوع من الدافع للطلب من الناس من أجل التغيير.