ندوة تطالب بتجميد صندوق المشروعات وتُحذِّر من تآكل رأسماله

المستقبل سيشهد ثورة في عالم التطبيقات والاستثمار في التقنية أداة أساسية للتقدم الاقتصادي والاجتماعي

الدولة مطالبة بالابتعاد عن الشق التنفيذي لأي تشريع يتعلق بدعم الشباب وإعطاء القطاع الخاص دوراً أكبر في التمويل

جعفر: تكريس قاعدة "من لا يُنتج في القطاع الحكومي لا يحصل على راتب" والأجدى إدارة مؤسسات الدولة بعقلية "الخاص"

المطوع: السوق بحاجة لتضافر جهود الشباب الكويتيين وإعادة النظر في النهوض بقطاع التكنولوجيا


كتب – بلال بدر:


فيما أكد رواد أعمال شباب وأصحاب مشاريع، أهمية استثمار البلاد في قطاع التكنولوجيا باعتباره محوراً وأداة أساسية في تعزيز الاقتصاد الوطني لما له من قيمة مضافة للاقتصاد وقدرته على مزاحمة مشاريع ستراتيجية كبيرة فضلا عن توفيره فرص عمل جديدة للشباب الكويتيين، وجه مؤسس ومدير موقع "بوتيكات" عبدالوهاب العيسى، بأن 99 % من المشاريع التكنولوجية الأصل فيها الخسارة وأن الربح هو الاستثناء. ووجه العيسى، خلال مشاركته في ندوة متخصصة عقدتها الجمعية الاقتصادية مساء أول من أمس تحت عنوان "مشاريع التكنولوجية في الكويت - تحديات وفرص"، انتقادات للجهاز الحكومي وتدخل الدولة في كل كبيرة وصغيرة في شأن عمل القطاع الخاص بوضع مزيد من القيود والإجراءات المعرقلة لأي عمل تجاري واقتصادي، حتى وإن كانت نوايا الحكومة حسنة فإنها دائما ثبت العكس من خلال التشريعات والقوانين المعرقلة.
ودعا العيسى إلى ضرورة تجميد عمل الصندوق الوطني لرعاية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير المليارات من المال العام، محذراً من تآكل رأسمال الصندوق الذي سيصل إلى "صفر".
وقال: "لا يجب أن يستمر عمله بهذه العقلية وهذا الفكر، فلا يمكن أن يحقق أي تقدم للشاب الكويتي الذي يملك أفكاراً ورؤى مبدعة، بهذه الطريقة، مطالباً بضرورة إبعاد الدولة عن الشق التنفيذي لأي تشريع أو قانون يتعلق بدعم الشباب، مع ضرورة أن يكون للقطاع الخاص دور أكبر في تمويل تلك المشاريع.
وذكر أن أي صندوق في العالم مخصص للاستثمار في المشاريع الصغيرة والتكنولوجية يكون دائماً عُرضة للخطأ، إذ ان هناك قاعدة متعارف عليها وهي أن 99 % من المشاريع التكنولوجية الأصل فيها الخسارة والربح هو الاستثناء، وبالتالي رأس مال الصندوق البالغ ملياري دينار متجهاً نحو الإفلاس، وعند فشل المشاريع لن يكون هناك خيارات سوى توقيف الشباب بحسب قوله. ويرى أن تمويل مشاريع الشباب يتعين إسنادها إلى القطاع الخاص والمستثمرين ذوي الملاءة المالية، فهي التي يجب أن تقوم بدور الممول للمشاريع الصغيرة. وفي رده على سؤال عن مشاركة المستثمرين ورواد الأعمال في إعداد مقترحات القوانين الخاصة بدعم مشاريع الشاب خصوصاً المتعلقة بالتجارة الإلكترونية، رفض العيسى، سن أي قوانين تتعلق بمشاريع الشباب والمشاريع الإلكترونية، ودعا الحكومة إلى ترك مشاريع الشباب دون مزيد من القيود، موضحا أن الدعم يكون عبر فتح المجال أمام الشباب وليس بإعداد قوانين لتقييدهم وخلق مزيد من الإجراءات المعرقلة للحركة. وقال: إن الشاب الكويتي مؤثر في المجتمع وأصبح أكثر تأثيرا في البلاد خصوصا بعد ظهور ثورة عالم التكنولوجيا والاتصالات، مؤكدا قدرته على النهوض بالمجتمع على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ولفت العيسى إلى أهمية تضافر الجهود في الدولة لتسهيل أعمال المستثمرين الأجانب فضلا عن التصدي لكل المعوقات التي تقف أمام المستثمرين الكويتيين من فئة الشباب عبر مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة ومنحهم الدعم الكافي للتوسع التجاري.

الاستثمار بالتكنولوجيا
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لشركة "فيث كابيتال" القابضة محمد جعفر أهمية الاستثمار بقطاع التكنولوجيا باعتباره أداة أساسية للتقدم الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي في دول العالم المتقدمة فضلا عن دوره في نشر ثقافة المعلومات في المجتمع.
وقال جعفر: إن المستقبل القريب سيشهد ثورة في عالم التطبيقات التكنولوجية في الكويت والخليج العربي ما سيساهم في جعل أسواق العمل اكثر ابتكارا وشمولية علاوة على تحقيقه فرص عمل بطرق جديدة وأكثر مرونة. وتطرق جعفر، إلى ضرورة تغيير النمطية السائدة في أوساط العاملين الكويتيين في الجهاز الحكومي، على أن يتم النظر بعين الاعتبار في أن غير المُنتج لا يحصل على راتب، وان تُدار مؤسسات الدولة والجهاز الحكومي بعقلية القطاع الخاص في العملية الإنتاجية. وتشهد تطوراً مطرداً في قطاع تكنولوجيا المعلومات من شأنه توفير فرص عمل جديدة لمقدمي خدمة البيانات للاستفادة منها في حين بادرت الحكومة الكويتية بتقديم عدد من المشاريع التنفيذية والإنشائية المعنية بقطاع التكنولوجيا لتحقيق أهدافها الستراتيجية والعمل على تطبيق رؤيتها "كويت جديدة 2035"
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة شركة "كاريدج" اللوجستية للتجارة العامة عبدالله المطوع: إن نجاح أي مشروع تكنولوجي أو تجاري ينبغي أن يكون له هدف يستطيع من خلال إفادة المجتمع من خلاله بشكل أساسي حتى يصل للنتيجة المرجوة منه اقتصاديا. وأفاد بأن السوق يحتاج إلى تضافر جهود الشباب الكويتيين وإعادة النظر في النهوض بقطاع التكنولوجيا .