الشارقة ـ جمال بخيت: تضمنت فعاليات معرض الشارقة للكتاب ندوةٍ في يومه الخامس ندوة بعنوان "فن اللامبالاة: تعريفٌ جديد لأسس النجاح"، أقيمت في قاعة الاحتفالات في مركز إكسبو الشارقة، وجّه الكاتب الأميركي مارك مانسون، خلالها مجموعةً من النصائح، للآلاف من الشباب داعيا إياهم إلى الخروج بأسرع وقت من "منطقة الراحة واختيار التحديات المناسبة لهم، ليخوضوها، وسيشعروا في النهاية بأنّها تستحق المعاناة عند جني ثمارها".وأوضح مانسون أنه أراد من خلال كتابه الأكثر مبيعًا " "فن اللامبالاة... لعيش حياة تخالف المألوف"، إعادة تعريف مفاهيم مثل "المساعدة الذاتية" و"التطوير الشخصي"، لافتا إلى أن الخطر الكامن في هذه المفاهيم أنّها في الحقيقة لا تحلّ أي مشكلة، وأن أصحابها لا يفعلون شيئًا إلا بيع الناس"وهم أنّهم يحلون مشاكلهم". وأضاف بأنّ كل كتب المساعدة الذاتية، تأتي بعناوين برَّاقة، مثل "افعل هذا وستكون وسعيدًا" "اتّبع هذه الخطوات وستكون عظيمًا"، متجاهلةً حقيقة أنه إن كان لديك تعريفٌ سيئ للنجاح، ورؤية متخبّطة له، فإنه لن يكون هناك أي أهمية أو قيمة لأي خطوات ستقرأ عنها لتتّبعها وتنجح في حياتك.وكشف أنّه أدرك ذلك، منذ بدايات طريقه، حين كان يقرأ في صغره كتبًا عن المساعدة الذاتية والتطوير الشخصي، وانتبه إلى أنّها لا تقدم إلا الأوهام، محذّرًا من خطر إيذاء أنفسنا ونحن نُخبرها بأننا جيّدون وناجحون، دون أن نتّخذ أي خطوة حقيقية للوصول إلى طريق النجاح هذا.وبيّن مانسون أنه انطلاقًا من هذه الحقائق، جاءت فكرة كتابه الأوّل، في أن يكتب شيئًا ضدّ كتابات "المساعدة الذاتية" و"التطوير الشخصي"، وأن يؤلّف كتابًا في المساعدة الذاتية حول الألم والمعاناة والتحديات، لأنّها هي التي تصنع الإنسان ونجاحه، لا مجموعة نصائح لحياة سعيدة في بضعة خطوات. وأبدى المؤلف الدولي، استنكاره للذين يوجّهون للشباب نصائح تبدو وكأنّها مُسلّمات، مثل "كُن سعيدًا وطارد حلمك واتّبع شغفك" "عليك أن تُحرز درجاتٍ جيّدة للنجاح في حياتك"، مشدّدًا على أن الإنسان تجاوز هوسه بالكمال، والتركيز على المهارات التي يملكها وتطويرها، بالعمل وخوض التحديات. وتطرّق مانسون إلى مواضيع تحتل أولويةً في تفكيره وفلسفته، كالحُبّ اللامشروط، الذي أكّد أنه ليس شيئًا سهلًا، وأنّ الإنسان ليعيش حياةً تُخالف المألوف عليه أن يتخلّى عن شعور الحاجة إلى أن يُعطَى شيئًا مقابل عطائِه. وفي معرض إجابته على سؤالٍ حول دور نجاح الكاتب وشهرته في جعله قابعًا في "منطقة الراحة"، أكّد مانسون أنه يتحدّى نفسه دائمًا لكي لا يكرّرها، في سبيل الخروج بأفكارٍ جديدة، كاشفًا عن أن كثيرين من الذين أحبّوا كتابه الأول لم يحبوا الثاني، لأنّه قدم لهم شيئًا جديدًا غير الذي أحبوه واعتادوا عليه في الأول، حيث وضعوا أنفسهم بدورهم في "منطقة الراحة".
يشار إلى أن أعمال الكاتب الأميركي مارك مانسون تتصدر قائمة أعلى الكتب مبيعًا، وأهمها كتابه الأكثر شهرة "فن اللامُبالاة... لعيش حياة تخالف المألوف"، الصادر عام 2016 والذي نال بفضله شهرة واسعة، وكتابه الأحدث "خراب... كتاب عن الأمل" الصادر في 2019.في موازاة ذلك، وقعت الكاتبة دبي بالهول كتابها "أم الهيلان"، في جناح المجموعة، حيث شهد إقبالاً مميزاً من زوار المعرض الذين أسعدتهم فكرة الكتاب لأنها تحاكي ذكريات الكبار، وتدهش الصغار، وتدعوهم للتعريف بالتراث الإماراتي عبر القصة. وتمتاز القصص المستوحاة من التراث الشعبي بقدرتها على الوصول إلى كل القراء على اختلاف جنسياتهم، فهي تستدعي عوالم الطفولة المشتركة بين الشعوب والمتمثلة في حكايات الجن والشخصيات الأسطورية. ولفتت بالهول إلى أن هذه القصص نادرا ما يتم توثيقها، ولذلك ترى من الضرورة البحث عنها وتقديمها بشكل جديد، يحافظ على إرثها من جهة، وينقلها إلى جميع الأطفال العرب في العالم من جهة أخرى. وأضافت: "في كل قصة أقوم بعملية بحث في إرثنا القصصي سواء من حكايات الأجداد أو حتى الكتب التي وثقت هذه الحكايات مثل إصدارات الباحث الإماراتي الدكتور عبدالعزيز المسلم". ودبي بالهول هي كاتبة إماراتية شابة حصلت على جائزة "الشباب العربي" في دورتها الأولى عام 2016، لجهودها في مجال تمكين الشباب والارتقاء بالأدب والثقافة.

الكاتب الأميركي مارك مانسون