الاثنين 18 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نسأل الله السلامة يا بن خلدون
play icon
كل الآراء

نسأل الله السلامة يا بن خلدون

Time
السبت 17 فبراير 2024
sulieman

"عندي سؤال لك يا خبيرنا عمال يضرب حلل دماغي"؟ "صحيح وقتي من ذهب وياقوت ومرجان، لكن انا مجبر ارد على استفساراتكم يا حاج، بصفتي خبير على سن ومطوه! ودي ساعتك التاريخية فعليك ان تتكلم لان انت حر ابن احرار، تكلم يابن الشعب انت في صرح العدالة والديمقراطية، تكلم بلا خوف بنلتقي"!
الشايب: "هل كيف، وصحيح تنبأ شارع ابن خلدون بسقوط الدول قبل النفط"؟
الخبير: "نفط وشارع ايه اللي بتتكلم عليه ده، كان قبل حوالي 800 سنه والكلام ده اورده ابن خلدون بمقدمته الشهيرة اللي قال فيها "عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والشحاذون والمنافقون والمدعون والكتبة، والقوالون والمغنون النشازون، والشعراء النظامون، والمتصعلكون وضاربوا المندل!
وقارعوا الطبول والدفوف، والمتفقهون، وقارؤوا الكف والطالع والنازل(وحبه فوق وحبه تحت) والمتسيسون، والمداحون، والهجائون، وعابروا "سبيل القارات"، والانتهازيون!
وتتكشف الأقنعة، ويختلط (الميك اب بالعرق) ما لا يختلط ويضيع التقدير، ويسوء التدبير، وتختلط المعاني والكلام، ويختلط الصدق بالكذب (تكثر شهادات الزور)، والجهاد بالقتل!
وتتفتق الفرائض، ويسود الرعب، ويدلهم الأفق، وتطول المناظرات بالتواصل الاجتماعي، ويلوذ الناس بالطوائف، وتظهر العجائب، وتعم الإشاعة (اكونتات قبل لا تيجي الطوبة بالمعطوبة)!
ويتحول الصديق الى عدو، والعدو الى صديق، ويعلو صوت نفرات الباطل،، ويخفق صوت الحق، وتظهر على السطح وجوه مريبة! وتختفي وجوه مؤنسة، وتشح الأحلام، ويموت الأمل (بغلاء المعيشة)، وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه، ويصبح الإنتماء الى القبيلة والطائفة، والفوقية بالانتخابات اشد التصاقا، والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان!
ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء (ماركة اديني) ويسود الهرج في الأسواق والمزايدات على الانتماء، ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة، وأصول الدين، ويتقاذف أهل البيت الواحد بطوب التهم بالعمالة والخيانة!
وتسري الإشاعات عن هروب كبير للمسؤولين والمواطنين، وتحاك الدسائس والمؤامرات، وتكثر النصائح من القاصي والداني، والدستوري والساقط واللاقط!
وتطرح المبادرات من القريب والبعيد، ويتدبر المقتدر أمر رحيله، والغني أمر ثروته، ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار لساعة الزيرو!
ويتحول الوضع مشروعات سياحية للمهاجرين، ويتحول الوطن محطة سفر! والمراتع التي نعيش فيها الى حقائب، والبيوت الى ذكريات، والذكريات حكايات، زمان ده احنا كنا وكنا، وسلامتك يا ام حسن من الرمش اللي حسد، جر ايه يا ام حسن لميها واخجلي لبخور، ولا زار بينفع"!
الرجل: "يا سبحان الله جنه عايش بينا، نسأل الله السلامة! اختصرها لكم يالربع حنا، للأسف شعب لا يقرأ، وان قراء لا يفهم، وان فهم ما يطبق، وان طبق كشري يكون من غير ذمة"!
المتمولس: "هل تعلمون ان أفضل عمر لتفاهم الزوجين من وجهة نظري المتواضعة هو التسعين ونيف، لان هو ما يقدر يتكلم، وهي ما تسمع"!
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.

كاتب كويتي‏

[email protected]

محمد خلف الشمري

آخر الأخبار