الاثنين 30 سبتمبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نساء القبائل يُشهرن سيف القطيعة لمظاهر البذخ في الأعراس
play icon
عدد من بيانات نساء القبائل
المحلية

نساء القبائل يُشهرن سيف القطيعة لمظاهر البذخ في الأعراس

Time
الثلاثاء 15 أغسطس 2023
View
743
السياسة

فزعن ببيانات لإلغاء حفلات "الدزة والملكة والاستقبال والتخرج وتقديم الورود والكيك" ومراعاة الله في المهر

  • أصحاب المحلات وصلوا إلى مرحلة الابتزاز المقيت للناس من دون حسيب ولا رقيب
  • كارثة الدزات دخيلة علينا لما يحصل فيها من تكلُّف يعادل قيمة زواج كامل يرهق أهل العروسين
  • قيمة بناتنا ليست في ورود وأخشاب وكيك تدفع فيها آلاف الدنانير ثم تلقى في القمامة وسيسألنا الله عنها
  • مظاهر البذخ في المناسبات أفقدت الفرح زهوته وأصبحت عبئا ثقيلا على السيدات والعوائل
  • طريقة تقديم المهر والتبذير المبالغ فيه يمحقان بركة الزواج وزادت معه نسبة الطلاق في المجتمع
  • حفلات التخرج من الثانوية فيها الكثير من إهدار المال وإحراج الناس بتصوير الهدايا نوع من التسول

رجال دين ومهتمون: صحوة نسائية تحمل في مضمونها رسائل عدة لتغيير العادات الدخيلة على المجتمع





  • النجدي: تقضي على المباهاة والمُخالفات الشائعة مِنْ أجل ليلة فرح
  • الحجرف: خطوة ممتازة من بعض نساء القبائل يجب على الجميع تأييدها
  • الشمري: ترضي الرب الغافر وتسر الخاطر وتخزي كل باطرة وباطر
  • العنزي: المظاهر التي طالب البيان بمقاطعتها من الصفات المذمومة في الشريعة

عبدالناصر الأسلمي

في فزعة مجتمعية غير مسبوقة لوقف مظاهر البذخ والإسراف التي تشهدها الأعراس والمناسبات المختلفة في الكويت، أعلنت نساء القبائل في بيانات لها الغاء حفلات "الدزة والملكة والاستقبال والاكتفاء بيوم الزفاف وعدم التبذير في طريقة تقديم المهر، إضافة الى منع حفلات التخرج من الثانوية العامة ووقف تقديم الورود والكيك اعتبارا من مطلع سبتمبر المقبل، لافتة الى أن "هذه الأمور غير مقبولة شرعا ولا عقلا ولا تمت للدين ولا للمنطق بأي صلة.
وإذ صدرت نساء القبائل في الكويت بيانها بقوله تعالى "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" وقوله تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) في إشارة الى أن هذه المظاهر نوع من الجحود والكفر بنعمة الله، أكدت مظاهر البذخ والاسراف والتبذير في هذه المناسبات" أفقدت الفرح زهوته وفرحته من كثرتها وكميتها وأصبحت عبئا ثقيلا على جميع السيدات والعوائل. أضافت: "لا يستفيد من الاسراف والبذخ في الاعراس والمناسبات سوى أصحاب المحلات الذين وصلوا مرحلة من الابتزاز المقيت للناس من دون حسيب ولا رقيب، مستغلين تفاهة بعض العقول وعدم شكر النعمة الذي ابتلينا به من بعض النساء".

مراعاة الله
وشدد غير واحد من البيانات التي أصدرتها نساء القبائل على وقف "ما يسمى بكارثة الدزات الدخيلة علينا لما يحصل فيها من تكلف يعادل قيمة زواج كامل يرهق أهل المعرس وأهل العروس على حد سواء"، داعية في الوقت نفسه الى "مراعاة الله في طريقة تقديم المهر والبعد عن التبذير المبالغ فيه الذي يمحق بركة الزواج وزادت معه نسبة الطلاق". وقالت نساء القبائل في بياناتهن ان" قيمة بناتنا ليست في ورود وأخشاب تدفع فيها آلاف الدنانير، ومن ثم تلقى في القمامة، مضيفة إن حفلات التخرج من الثانوية فيها الكثير من إهدار المال وإحراج الناس بتصوير الهدايا الذي يعتبر نوعا من أنواع التسول غير اللائق كما أن تقديم الورود والكيك في المناسبات كافة لا فائدة ولا منفعة منه بل سيسألنا الله عنه".
وناشدت البيانات "العاقلات صاحبات الرأي السديد بمساندة نساء القبائل في مسعاهن لمواجهة ضغط المجتمع ومنع الانجراف وراء هذه الأمور الخطأ التي لا فائدة منها ولا منفعة، مطالبة بأخذ العبرة من وباء "كورونا ومحذرة في الوقت نفسه من ابتلاء أشد.

صحوة نسائية
على خط مواز، اعتبر كثير من متابعي البيانات التي توالت بين ليلة وضحاها وانتشرت في جميع محافظات البلاد أن هذه الخطوة بمثابة صحوة نسائية من نساء قبائل "شمر - المطران- العجمان - عنزة - الظفير - العوازم - عتيبة - الهواجر – السهول" تحمل في مضمونها رسائل عديدة من أجل تغيير العادات الدخيلة على المجتمع.
ولاقت الفكرة قبولا واسعا لدى المهتمين بالشأن العام وعدد من الدعاة ورجال الدين، إذ بارك الشيخ د. محمد النجدي بيانات نساء القبائل مؤكدا أنها " تهدف إلى القضاء على مظاهر السرف والتبذير والمباهاة والمُخالفات الشائعة مِنْ أجل ليلة فَرحٍ واحدة" مبينا في الوقت نفسه أن الله عز وجل نهَى عباده المؤمنين عن الإسراف والتبذير فقال جل وعلا: (ولَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ)، وقال: (ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ‏ وكانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).

إرهاق مادي
من جهته، قال الداعية بدر الحجرف إن هذه البيانات خطوة ممتازة من بعض نساء القبائل لإلغاء المظاهر المرهقة للناس ماديا واجتماعيا مشددا على أهمية "تأييد مثل هذه البيانات التي تحقق البركة واليمن في حياة الأزواج بإذن الله" .
واعتبر الداعية د.فرحان عبيد الشمري ‏بيانات نساء القبائل " مما يرضي الرب الغافر ويسر الخاطر ويخزي كل باطرة وباطر، موجها تحية إعزاز وإجلال لما قرّرْن أن يتخذنه جراء هذا الإسراف والبطر الذي استشرى في المجتمع بسبب التقليد الأعمى متمنيا سرعة تنفيذه مع سير جميع القبائل والعوائل عليه ما استطاعوا.
إلى ذلك، أشاد الشيخ حسين العنزي بالبيان، مؤكدا أن المظاهر التي طالب البيان بمقاطعتها "لا شك من الصفات المذمومة التي نهى عنها الشارع الحكيم، كونها من مظاهر الإسراف والتبذير، والإسراف يَتناوَل المالَ وغيرَه؛ وقال تعالى محذراً عباده من الإسراف: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).
أضاف: "فرق العلماء بين التبذير والإسراف الذي جاء النهي عنه في قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) فقالوا: إن التبذير صرف في غير حقه؛ إما في المعاصي، وإما في غير فائدة؛ لعباً وتساهلا بالأموال، أما الإسراف: فهو الزيادة في الطعام والشراب واللباس، في غير حاجة، وقد قال تعالى مادحاً عباده المقتصدين: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)
ودعا العنزي جميع النساء أن يقتدين بأخواتهن في إنكار هذه المظاهر الدخيلة على مجتمعاتنا، ومحاربتها حتى تضمحل وينقطع ذكرها إلى غير رجعة.

750 مليون دولار سنوياً

قالت مصادر مطلعة لـ"السياسة" إن دراسة أجرتها جامعة الكويت أظهرت أن كلفة حفلات الزواج تصل إلى 750 مليون دولار، استناداً إلى تكاليف زواج العائلات الثرية، وعدد المتزوجين سنوياً. أضافت "هذا رقم مذهل بالنسبة إلى دولة صغيرة مثل الكويت، ومؤشر خطر على مدى الإنفاق الاستهلاكي الكبير في المجتمع الكويتي".

تجاوز سقف المعقول

أجمع مواطنون ومتعهدو حفلات على أن حفلات الزفاف والتفوق وأعياد الميلاد والإنجاب وغيرها من المناسبات الاجتماعية مليئة بمظاهر البذخ والمغالاة والإسراف وأصبحت ظاهرة تجاوزت سقف المعقول.
وأكدوا لـ"السياسة" أن "هذه الحفلات باتت تشكل اضطرابا اجتماعيا يلقي بظلاله على أكثر شرائح المجتمع ويكبد المقبلين على الزواج أعباء كبيرة".
وذكروا أن معظم حفلات الزواج بات يتم على أساس التفاخر والتباهي بالمظاهر "وهذا أمر لا نستطيع أن ننكره أما في الماضي فكان أساسها البساطة والتواضع وعدم المبالغة".

آخر الأخبار