الأربعاء 02 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

نستحق الأفضل

Time
السبت 15 يوليو 2023
View
8
السياسة
طلال السعيد

حين كانت الثقافة والفن والادب والشعر والمسرح عندنا في الكويت بأوج عظمتها كان الناس يجدون بها ضالتهم، ويشغلون وقت فراغهم، وينشغلون بمتابعة تلك الانشطة التي صنعت جيلا مثقفا، يعرف ماذا يريد.
بل يجدون من يعبر عن وجهة نظرهم، شعرا او مسرحا، او فنا، او ادبا، فيكتفون ويتركون عنهم السياسة لاهلها، ولا ينشغلون او يضيعون وقتهم بها، فلكل مواطن همه الذي ينشغل به.
كذلك كانت فرص الاستثمار متوافرة، وأقلها بيع وشراء شهادات الميلاد في ذلك الوقت للمساهمة في الشركات الجديدة، التي تؤسس بشكل شبه يومي، فيساهم بها الناس، او يساهم عنهم من يشتري بطاقاتهم، والكل يعتبر رابحا، مما يشجع الفرد على البحث عن فرص استثمارية تغير مجرى حياته!
حاليا كل هذا ذهب مع الرياح التي هبت علينا فقتلت الثقافة، ولم تعد هناك فرص للاستثمار، وجمد كل شيء في مكانه، حتى التنمية تحت رعاية حكومية، مع شديد الاسف.
فلم يعد امام المواطنين الا الاشتغال والانشغال بالسياسة، بين متابع، وناقد، وناشط، ومحلل حتى دخل ساحة السياسة من ليس من اهلها، فانحرف المسار انحرافا كاملا، وتقسم مجتمعنا الى شعوب وقبائل، ودخلت الاحزاب، وبرفقتها الطائفية على الخط، وحلت الولاءات الجانبية او الفرعية محل الولاء الوطني، وضعف الانتماء، وضاع الصوت الوطني، وزاد صمت الاغلبية الصامتة، واختفى اهل الحل والعقد، وحلت بطانة السوء محلهم، وضاعت البوصلة الى درجة اننا لم نعد نعرف من نحن، وماذا نريد؟
يا حكومة انتبهي جيدا لما نقول، وادعمي الثقافة والادب والشعر والفن، وحرري المسرح من قيوده، واعيدي الى الكويت ريادتها حين كانت درة "تاج الخليج".
اعيدي لها نهضتها الحقيقية التي يتحدث عنها العالم كله، فليست النهضة بتلك الغابات الاسمنتية التي سميتموها ابراجا، وهي خاوية لا تجد من يسكنها، بينما الثقافة لها مريدوها.
يا حكومة، انسفي وزارة الاعلام رأسا على عقب، وابحثي عن جابر العلي الجديد بين جموع الكويتيين، وستجدونه، واطلبي منه ان يعيد الكويت الى توجهها السابق، واطلقوا يده، اما هؤلاء الموظفون الذين يديرون الاعلام الرسمي، فهم لا يعرفون كيف تورد الابل، انما يجيدون نعم سيدي يا طويل العمر، اسمح لنا فالكويت تستحق الافضل...زين.
آخر الأخبار