نشب المشط باللحية

طلال السعيد

كل أعضاء مجلس الأمة تقريبا اصبحوا الان ابطالا بالتصريحات بعد أن امتلأت الكويت بالوافدين، الذين يُشك في إصابتهم بـ "كورونا" وانتشروا بيننا بشكل تصعب معه السيطرة على المرض في حال ثبوت اصابتهم، فهم في كل مناطق الكويت ويختلطون بالناس، وكأن شيئا لم يكن مع العلم أن بلدهم موبوءة، وسبق أن أعلنت عن إصابة نحو خمسين حالة، ثم أعلنت شفاء تلك الحالات خلال ثلاثة أيام، مع العلم أن الفترة الرسمية للشفاء من المرض هي من أسبوعين الى ثلاثة.
على العموم، هذا شأنهم هم، ولكن السؤال: أين مراجل السادة اعضاء مجلس الأمة قبل الجسر الجوي الذي نقل الآلاف الى الكويت، ولم يحرك احدهم ساكنا، ثم بعد أن "نشب المشط باللحية" ومعنى المثل، "انتهى الامر"عادت إلينا العنتريات من جديد حتى تكاد تصريحاتهم تزلزل الأرض.
مسكين الشعب الكويتي، مغلوب على أمره، كتب عليه أن يكون شريكا في كل مصيبة تحصل خارج حدوده بسبب رقم الوافدين المرتفع، والخلل بالتركيبة السكانية، والمؤسف أن من اختارهم لتمثيله لا يتحركون الا بعد فوات الأوان.
الذي يجب أن يعرفه اعضاء مجلس الأمة الآن هو أن المرض يكاد ينتشر بيننا، ويجب أن تنصب جهودهم لتخفيف اثار السماح لهذا الكم الهائل من الوافدين الذين دخلوا البلاد ولم تظهر نتائج تحاليلهم حتى الان، وما الذي يجب عمله للحفاظ على سلامة المواطنين أما التصريحات النارية والتهديد والوعيد، فهي لا تجدي نفعا بعد أن "نشب المشط باللحية" أو "شربت مروقها"، وهذا مثل شعبي اخر مناسب يتناسب مع الوضع!
الآن عليكم التعاون مع الحكومة للحيلولة دون انتشار الوباء بين المواطنين الذين لم يغادروا الكويت، ولم يذهبوا الى بلدان انتشر فيها الوباء لكن الوباء هو الذي جاءهم مع وافدين نقلوه بطريقة سريعة الى الكويت، ولم يلتزم واحد منهم بشروط العزل المنزلي، ونوابنا لا يزالون يصرحون تصريحات نارية عن ضرورة محاسبة من ادخلهم الى الكويت مع العلم أن المهمة الأساسية الان هي تخليص اللحية من المشط الذي نشب فيها، بعد ذلك نتفرغ للمحاسبة، ونقول لأصحاب التصريحات النارية كونوا اكثر واقعية...زين