السبت 21 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

نشطاء لـ"السياسة": المرأة "قوة ناعمة" جديرة بالعمل العسكري

Time
الاثنين 06 سبتمبر 2021
View
5
السياسة
* لولوة الملا: الكويتيات استبسلن في الغزو وشاركن في المقاومة وبينهن شهيدات وأسيرات
* إيمان حيات: دخولها الجيش حق من حقوقها وهي قادرة على حمل السلاح وحماية وطنها
* منال الكندري: الكويتية نجحت في "النيابة" و"القضاء" ولا شيء يمنع تفوقها العسكري
* حمدان النمشان: لا التقاليد ولا تكوينها الجسدي يسمحان بإشراكها في القتال
* جمال السالم: الحاجة للمرأة في الحروب لا تتخطى مداواة الجرحى كما يعلمنا الإسلام




تحقيق ـ ناجح بلال:


تخطت المرأة الكويتية أزمنة طويلة من الجدل حول أهليتها، بداية من محيطها الشخصي والأسرة، وصولاً إلى حقها في التعليم أو الحقول المهنية التي يحق لها العمل فيها.
ولطالما قسمت قضية المرأة المجتمع الكويتي بين ذوي الحجج الدينية، وأصحاب المواقف الاجتماعية، ومع هذا نجحت في التسرب إلى مختلف القطاعات، حتى بات وصولها إلى السلك العسكري "مسألة وقت فقط"، بعد أن كشف معاون رئيس الأركان لهيئة القوة البشرية اللواء ركن الدكتور خالد الكندري، أول من أمس، عن دراسة لدى الجيش لإلحاق العنصر النسائي للعمل في صفوفه.
وقصة التحاق المرأة الكويتية بالجيش، الذي ينظر إليه عادةً على أنه "وظيفة ذكورية"، ليست جديدة، فقد أعلن عن ترحيبه بها في 2018 النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع الراحل الشيخ ناصر الصباح، الذي قال وقتها، عقب اجتماع لجنة الشؤون الداخلية والدفاع في مجلس الأمة، إنه "لا مانع من تطوع المرأة في الخدمة الوطنية العسكرية في حال رغبت بذلك".
وتساءل مستنكراً آنذاك: "لماذا تُحرم وزارة الدفاع من خدمات المرأة الكويتية، في حين أنها أصبحت الآن عسكرية في وزارة الداخلية وحرس مجلس الأمة؟".
وفي هذا السياق، استمزجت "السياسة" آراء ناشطات في مجال حقوق المرأة وقانونيون ودعاة، بشأن تحرك ملف توظيف الكويتيات في الجيش، حيث أيدوا الفكرة وأعربوا عن دعمهم لها، مؤكدين قدرة الكويتية على النجاح في كل المجالات التي تسند إليها، بجدارة واستحقاق... التفاصيل في مايلي:
أعربت رئيسة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة الملا، عن ترحيبها بفكرة التحاق المرأة الكويتية بالجيش، مشددة على أن الكويتية "أثبتت قدرتها وتفوقها في كل المجالات التي أسندت إليها، عن جدارة واستحقاق، فضلا عن صمودها ومشاركتها بكل جرأة واستبسال في الدفاع عن الكويت إبان الغزو الغاشم، حيث شاركت في حركات المقاومة،و منهن أسيرات وشهيدات من أجل تراب الوطن". وبينت الملا أن قطاع الجيش "لايقل عن القطاعات الأخرى التي نجحت فيها المرأة الكويتية"، متمنية استكمال تنفيذ فكرة التحاق المرأة بالخدمة العسكرية في أسرع وقت، ولافتة إلى ترحيب الجمعية النسائية بالأمر ودعهما له.
بدورها، رأت رئيسة جمعية الحرية الكويتية والناشطة في مجال حقوق المرأة ايمان حيات، أن "من حق المرأة الكويتية دخول الجيش، فهي لا تقل عن الرجل في أي شيء، لاسيما أن المرأة الكويتية تقلدت العديد من المناصب وعملت في مختلف القطاعات وحققت نجاحات لا تغفلها العين، فهي الوزيرة والسفيرة والطبيبة والبرفيسور، ولذا لايجب أن نحرمها من هذا الحق بأي شكل من الأشكال".
وذكرت حيات أن المرأة الكويتية "قدوة في كل شيء، وعليه فإن دخولها الجيش لن ينقص من كفاءتها شيئا، فهي قادرة على حمل السلاح وعلى المشاركة الإيجابية في حماية وطنها".
وبينت أن الكويتية "لاتقل عن نظيرتها الأميركية التي دخلت الجيش، بل أثبتت التجارب أن الكويتية تتحدى كل الصعاب وتتمتع بطاقة هائلة ليس فقط في تربية أولادها بل أيضا في مساندة وحماية وطنها".

قوة ناعمة
من جهتها، قالت المختصة في مجال الشفافية ومكافحة الفساد منال الكندري، إن المرأة الكويتية "قادرة على اقتحام أي عمل مهما كانت صعوبته، وقد دخلت قطاع النيابة والقضاء فما المانع من دخولها الجيش؟ خصوصا أن الخدمة العسكرية ستعزز من قوتها".
وبينت الكندري أن الجيش "لم يعد يعتمد على القدرة البدنية والعنف وبذل الطاقة في المعسكرات كما كان في السابق، بعد دخول التقنيات الحديثة، ولذا فإن دخول الكويتية سيضيف الى قطاعاته، سواء لفترة خدمة موقتة أو دائمة، الكثير من التنويع اللازم، فالمرأة الكويتية تعودت على النجاح وقادرة على تخطي التحديات".
وضربت مثلا وقالت: "الكويتية ليست أقل من نظيرتها الإماراتية التي منحت هذا الحق والتحقت بجيش بلادها"، مشددة على أن "ضرورة أن تمنح المرأة الكويتية الفرصة كاملة في الجيش، حتى لايكون دخولها القطاع ديكورا، بل يجب إفساح المجال أمامها لتخرج فيه كل طاقتها الإبداعية كقوة ناعمة قادرة على الدفاع والاستبسال من أجل الوطن".

إشراكها بشروط
الى ذلك، استشهد المستشار القانوني لجمعية الصحافيين الكويتية المحامي حمدان النمشان، بأمثلة من التاريخ الإسلامي، وقال إن المرأة المسلمة لطالما أثبتت قدرتها على المساعدة الفاعلة في علاج الجرحى في المعارك والغزوات، وتقديم المؤن الغذائية كما فعلت السيدة أسماء بنت أبي بكر الملقبة بذات النطاقين، حيث كانت تمد الرسول الكريم ووالدها أبي بكر بالغذاء وقت الهجرة، وهذا يعتبر نوعا من الجهاد في سبيل الله".
وأضاف النمشان: "ادعم دخول المرأة الجيش، على ان يكون ذلك في قطاعات معينة، فمن الصعب مثلا أن تشارك في القتال وتحمل السلاح، بسبب أن تكوينها الجسدي لايسمح بذلك، كما أن العادات والتقاليد لاتسمح بذلك ايضا، وفوق ذلك فإن الله تعالى يقول { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم}.
وقال: "لا نريد تحميل المرأة الكويتية فوق مالا تطيق، وعلى هذا الأساس ندعم ونشجع اشراكها في جوانب عديدة في الجيش ليس بينها القتال الميداني".

رفيدة صاحبة أول مستشفى ميداني في الإسلام
بدوره، يقول الداعية الإسلامي الشيخ جمال السالم، إن المرأة كانت تشارك الرجال في الحروب على حسب طاقتها حيث كانت تضمد الجروح وتداوي الجرحي، والتاريخ الإسلامي لازال يذكر رفيدة الإسلامية التي كانت لها خيمة وكان الصحابة ينقلون اليها جرحي الغزوات لتداويهم، ولذا كانت تعد خيمة رفيدة الأسلمية أول مستشفى ميداني في الإسلام، كما أنها عالجت الصحابي الجليل سعد بن معاذ عندما أصيب في الحرب، ولذلك كان الرسول الكريم يعطي لرفيدة نصيبا من الغنائم في الحروب".



تيارات دينية تعتبرعمل المرأة في الجيش "تغريباً"

استحضارا لوقائع التاريخ، نستذكر أن ترحيب وزير الدفاع الراحل الشيخ ناصر الصباح بدخول المرأة الكويتية للجيش، في 2018، قوبل برد فعل غاضب من التيارات الدينية، مع تهديدات باستجوابه برلمانيا آنذاك. فعلى حسابه بموقع "تويتر"، قال وقتها النائب محمد هايف: "هويتنا خط أحمر، ولن نقبل بتغريب المجتمع، فالمرأة ليس محلها المؤسسات العسكرية". وأضاف أن المرأة "سمح لها في نطاق ضيق، مراعاة لخصوصيتها كمسلمة، بتفتيش النساء في المنافذ والسجن والأماكن التي يرتدنها، وليس تجنيدها أو فتح باب التطوع لها كعسكرية". وحذر هايف آنذاك، من أن "أي خطوة بهذا الاتجاه سيتبعها إعلان استجواب لوزير الدفاع".


تاريخ العمل العسكري للكويتيات

* نظمت أول دورة بالشرطة النسائية في الكويت في 2 نوفمبر 2008 وكان قوامها 40 منتسبة.
* باشرت أول خمس نساء (ضابطتان وثلاث ضابطات صف) من شرطيات مجلس الأمة عملهن منتصف مارس 2016.
* في 2019 احتفلت "الداخلية" باليوبيل البرونزي للشرطة النسائية بوجود 652 عنصراً نسائياً أمنياً.
آخر الأخبار