نصرالله: سنستهدف الجيش الأميركي بالمنطقة... والاستشهاديون جاهزون

* الأميركيون كانوا يريدون قتل 5000 إنسان في حسينية لاستهداف سليماني لكن الله اختار له هذه الشهادة
* أضعف الإيمان بالرد على الجريمة هو إخراج القوات الأميركية من العراق وتحريره من الاحتلال الجديد

بيروت ـ"السياسة":


أكد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، أن "إيران هي التي تقرر كيفية الرد على اغتيال سليماني ومحور المقاومة هو من سيقرر كيف سيتصرف ويجب أن نذهب جميعا على امتداد أمتنا ومنطقتنا إلى القصاص العادل"، معلناً أن الرد على اغتيال سليماني، سيكون بإخراج الأميركيين من كل القواعد العسكرية في المنطقة، كاشفاً عن استهداف كل جندي أميركي في المنطقة، لكنه دعا إلى تحييد المواطنين الأميركيين المدنيين .
وقال نصرالله، خلال حفل تأبيني لسليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس: إن "اسرائيل تعتبر سليماني الرجل الأخطر عليها منذ تأسيسها ولم تتجرأ على قتله، فلجأت الى أميركا"، مشدداً على أن "لسنا امام عملية اغتيال منفصلة بل هي بداية أميركية في المنطقة وهم بدأوا حربا جديدة من نوع جديد".
وتطرق نصرالله الى عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، مؤكداً أن "يوم اغتياله هو بداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد للمنطقة كلها"، لافتاً الى أن "سليماني كان يقضي الكثير من الليالي باكيا عند التطرق للشهداء وهو حقق هدفه الشخصي وهو الشهادة ".
وأكد نصرالله أن "يوم اغتيال سليماني هو انتصار للمقاومة وسيكون نموذجا جديدا لانتصار الدم على السيف".
وكشف نصرالله أن "الخميس ليلا غادر سليماني مطار دمشق الى مطار بغداد، حيث كان الحاج أبو مهدي المهندس بانتظاره ومن ثم تعرض الموكب لقصف من الطائرات الأميركية بصواريخ متطورة"، مشيراً الى أن "الغارة الوحشية الأميركية حولت سليماني والمهندس إلى أشلاء"، مؤكداً أننا "أمام جريمة علنية وصارخة بأمر من ترامب".
وسأل: "لماذا الإقدام على تنفيذ هذه الجريمة العلنية المفضوحة؟ حصلت محاولات عديدة لاغتيال الحاج سليماني ولم تعلن، وهذا اضطرهم الى القتل العلني، إضافة الى مجموعة الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والانتخابات الأميركية المقبلة"، مشيرا الى ان "استعراض هذا المشهد يوضح أهداف الإغتيال ويحدد مسؤوليتنا جميعا لمواجهة أهدافه، لأن هذا العرض هو ليبنى عليه".
وشدد نصرالله على أن "ترامب فشل في لبنان، بالرغم من كل الأموال التي أنفقت للتحريض على المقاومة، وآخر زيارة لديفيد ساترفيلد كان يهدد المسؤولين اللبنانيين بأنه خلال 15 يومًا ستقصف منشآت حزب الله في البقاع بحال لم تفكك، وسيوضع لبنان تحت دائرة العقوبات، وكان ردنا بأنه سنقوم برد سريع ومتناسب".
وأوضح، أنه "لو قامت أميركا بقصف هدف ايراني في ايران أو شخصية ايرانية مغايرة كان الأمر يهم ايران فقط، إلا أن قاسم سليماني ليس شأنا ايرانياً بل يعني محور المقاومة ويعني الأمة وهذا لا يعفي المحور من المسؤولية".
وأضاف نصرالله، أن "قوى المقاومة في المنطقة يجب أن تذهب إلى القصاص العادل"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي شخصية في موازاة قاسم سليماني وابو مهدي المهندس وحذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب".
وشدد، على أن "القصاص العادل يعني إنهاء الوجود الأميركي في منطقتنا، والقواعد العسكرية والبوارج وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا وفي منطقتنا "، مشيرا الى أن "الجيش الأميركي هو الذي ارتكب هذه الجريمة والقصاص يكون ضد كل هذا الجيش في منطقتنا وهذا لا يعني استهداف المدنيين الأميركيين".
وقال، " هذا رأيي ممن يكون القصاص العادل وانا اتحمل مسؤولية رأيي واراه بشكله الطبيعي". واضاف، " اذا لم يكن هناك رد ومرت الأمور فهذا يعني بداية خطرة ولن نقبل أن نهان وتسرق مقدساتنا".
وأكد نصرالله، أن " اذا تحركت قوى المقاومة فهذا يعني أن أميركا ستخرج من منطقتنا ذليلة واهنة ضعيفة"، مشدداً على أن "الاستشهاديون الذين اخرجوا أميركا من منطقتنا موجودون أكثر من السابق لتحقيق ذلك والمجاهدون حاضرون لتحقيق ذلك". ولفت الى أن، "عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالعودة إلى بلادهم سيدرك ترامب أنه خسر المنطقة والانتخابات"، مشيراً الى أن "عندما يرحل الأميركيون عن منطقتنا سيصبح تحرير القدس اقرب".
وتوجه الى ترامب ومن معه "الذين لا يعرفوا ماذا فعلوا أي دم لنا سفكتم وأي كبد فريتم هذا أمر مختلف"، بالقول: "القصاص العادل من أجل قاسم سليماني هو قصاص من أجل عماد مغنية والسيد عباس والشيخ راغب ومصطفى بدر الدين وأبو مهدي المهندس وكل الشهداء".
وشدد نصرالله على أن "تحرير القدس المحتلة سيصبح أقرب من اي وقت مضى اذا خرج الأميركيون بل قد لا نحتاج إلى معركة"، مؤكدًا أن "دماء الشهداء لن تضيع وسننتصر في نهاية المطاف".
وكشف حسن نصر الله، عن مفاجأة جديدة بشأن مقتل سليماني، وقال "أن الأميركيين كانوا يريدون قتل 5000 إنسان في حسينية، ليضمنوا أنهم قتلوا الحاج قاسم سليماني، لكن الله حماه واختار له هذا النوع من الشهادة".
وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام لحزب الله الشعب العراقي إلى طرد كل الجنود الأميركيين من العراق، وقال "أيها الشعب العراقي الأبي، أضعف الإيمان بالرد على جريمة قتل قاسم سليماني هو إخراج القوات الأميركية من العراق وتحرير العراق من الاحتلال الجديد".
وبالتزامن مع كلمة الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، انتشرت عناصر من الجيش اللبناني بالضاحية الجنوبية، في محيط كل من، محطة الأيتام في محلة الجاموس، كنيسة مار مخايل والمشرفية، ودوار ميدان الشهداء، كما انتشرت عناصر الجيش على طول طرق بعلبك حتى ضهر البيدر، وطرق صيدا الى بيروت.
ومن إيران ، أعلن نائب الامين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، خلال تقديمه واجب العزاء بتكليف من أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله باغتيال قاسم سليماني في طهران، أن الولايات المتحدة الأميركية ستكتشف أنها ارتكبت حماقة وأن حساباتها لتغيير المعادلة هي حسابات خاطئة.
ونشر الإعلام الإيراني، لأول مرة مجموعة من الصور الأرشيفية التي تظهر قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مع الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله.
وفي إحدى هذه الصور، يؤدي سليماني الصلاة خلف نصر الله.
وفي السياق، احتلت صور قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني اللوحات الإعلانية على طريق مطار بيروت الدولي.