نصف شهداء غزة… أطفال!

غارات مكثفة على القطاع والاحتلال يرتكب 24 مجزرة في يوم واحد والمئات تحت الأنقاض

غزة، عواصم - وكالات: بانتظار العملية الإسرائيلية البرية المرتقبة للقطاع، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل عنيف غاراته على غزة مستهدفة المناطق كافة جنوباً وشمالاً وفي الوسط، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بقصف طال منازل سكنية في رفح جنوب القطاع، فيما ارتفع عدد الشهداء الإجمالي إلى 4651 فلسطينياً، 40 في المئة منهم أطفال، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
واشار القدرة في مؤتمر صحافي إلى أن الاحتلال ارتكب 24 مجزرة خلال الساعات الـ 24 الماضية راح ضحيتها 266 شهيدا منهم 117 طفلا غالبيتهم من جنوب القطاع، مشيرا إلى ان المجازر التي ارتكبها الاحتلال ضد العائلات بلغت 574 مجزرة راح ضحيتها 3600 شهيد، فيما لا يزال أضعاف ذلك تحت الأنقاض، موضحا أن إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الجاري بلغ 4651 شهيدا منهم 1873 طفلا و1023 سيدة و187 مسنا، إضافة الى إصابة 14245 مواطنا، قائلا "تلقينا 1450 بلاغا عن مفقودين لا زالوا تحت الأنقاض منهم 800 طفل".
بالموازاة، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، إن 70 في المئة من سكان غزة بواقع مليون ونصف المليون مواطن باتوا نازحين جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، موضحا أن هؤلاء النازحين يتواجدون في مراكز إيواء يصل عددها لنحو 220 مركزا وتجمعات مستضيفة في مختلف المحافظات، مشيرا إلى أن 50 في المئة من الوحدات السكنية بقطاع غزة تضررت بشكل كلي أو جزئي جراء شدة القصف واستهداف أحياء سكنية بالكامل بآلاف أطنان القنابل شديدة الانفجار، مشيراً إلى أنه تم حصر أضرار متفاوتة في نحو 165 ألف وحدة سكنية، فيما هدمت قرابة 20 ألف وحدة سكنية كليا أو باتت غير صالحة للسكن.
واتهم المسؤول الفلسطيني إسرائيل بتعمد إلحاق أكبر قدر من الخسائر والأضرار في المباني السكنية والمنشآت العامة والمرافق الخدماتية، محملا المجتمع الدولي الصامت بدوله ومؤسساته المعنية المسؤولية عن استمرار هذه النكبة الإنسانية التي فاقت في إجرامها كل ما سجلته النازية من فظائع، وزادت أعداد ضحاياها عما تسببت به داعش.
وفيما اشار معروف إلى ان مستشفيات القطاع تستقبل كل ساعة نحو 50 شخصا بين شهيد وجريح، أغلبهم نساء وأطفال، أعلنت وزارة الداخلية في القطاع سقوط 11 شهيدا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة أبو القمصان" بمخيم جباليا، في حين أفاد مصدر طبي بسقوط 15 شهيدا وعشرات المصابين في غارات إسرائيلية استهدفت ثلاثة منازل في رفح جنوبي القطاع.
في غضون ذلك، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن 120 مولوداً جديداً موضوعين في حاضنات معرضون للخطر بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات، وقال المتحدث باسم المنظمة: "إذا وُضع الرضع في حاضنات ورُبطوا بأجهزة التنفس الاصطناعي وفق ما هو متعارف عليه، فإن انقطاع الكهرباء يجعلنا نشعر بالقلق على حياتهم".
من جانبها، ذكرت الأمم المتحدة أن حالات الإصابة بالجديري المائي والجرب والإسهال تتزايد في ظل الظروف الصحية السيئة التي يعيشها قطاع غزة، وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن أحد أسباب ارتفاع حالات الإصابة هو أن الأشخاص اضطروا إلى الاعتماد على المياه القذرة بسبب نقص مياه الشرب، محذرا من أن عدد الحالات سيرتفع إذا لم تتم إعادة تزويد مرافق المياه والصرف الصحي بسرعة بالكهرباء أو الوقود لاستئناف عملياتها.