المحلية
نصف قرن من الإبداع
الثلاثاء 12 أبريل 2022
5
السياسة
انطوان بارا"السياسة" عروس الصحافة الكويتية التي صافحت العيون منذ 53 عاماً وتسيدت ساحة الفكر الحر والطرح الجسور، والمعالجة الهادئة المعتدلة حتى عرفت بكل هذه المزايا التي حولتها إلى أيقونة الصحافة العصرية في مجتمع الكويت، لم تكن رحلتها سهلة وسط تزاحم الامتيازات ومشاربها التي أفرزت حالة من التذوق الفكري يصعب إرضاؤه". "السياسة" في هذا المنظم القاسي والطويل وصلتنا الآن في حلة ولا أبهى، وشخصياً عاصرت تنوعها وصعودها منذ أن كانت مكاتبها في شارع فهد السالم إلى مقرها في الشرق ثم استقرارها في الشويخ، وسطوعها المبهر في مختلف الظروف وتقلب الأمزجة، لكنها نجحت رغم ذلك في إبراز أهل قلم جادين ومحققين ثقاة شكلوا لـ"السياسة" صيتها الطيب وأمنوا لها دروباً ممهدة إلى أذهان المجتمع بحراك متزن لم تنقطع موحياته منذ انطلاقتها الواعدة بالتفرد.فإذا ذكرنا "السياسة" لا بد لنا من الحديث عن محركها الخلاق الاستاذ العميد أحمد الجار الله الذي كان وراء صعودها الوثاب، لأن قيمة العمل بمن يمتاز من أهله، فلا نجاح يأتي من فراغ وهذا النجاح يكون على مقدار العقول التي تضبطه، وتلك العقول تقاس على مقدار الأرواح التي تتميز بالاستئثار والزعامة في أصوله وفروعه، وهي أرواح النابغين وهواة القمم العالية، وإلا ستكون نتائج سعيهم حالات غير ثابتة.في عيدها الـ 53 نهنئ رئيس تحريرها وكل العاملين فيها الذين صنعوا لها هذا النجاح، وذلك النور الذي غطته ظلمات الادعاء فألقت عليه سحابة من النسيان وتركته عصفاً مأكولا. وحدها "السياسة" خرجت من بين نيران السخف واللا معنى كطيــــر الفينيق، متجددة معطاء تزيدها متوالية السنين ألقــــــــا وإبداعاً، وإذا نهنئ العميـــــــد الأستاذ أحمدالجارالله لمحافظتـــــــــه على هذه الأيقونة الفكرية طوال فترة الخمود والانقراض التي سادت وبادت.نهنئ أنفسنا نحن مدمني طروحات "السياسة" على هذا العميد الذهبي، ومنها للأعلى إن شاء الله.