نظارة المرور!

طلال السعيد

أن يتوفى إنسان في نظارة المرور، أو في نظارة مخفر، أو في الشارع، أو حتى على فراشه، فالأمر طبيعي جدا فمن حان رحيله رحل!
والسؤال الذي يجب ان يوجه وتتم المحاسبة بموجب الاجابة: هل ارتكب هذا المرحوم جرما يستحق دخوله النظارة قبل وفاته، واذا كان الجواب نعم، فقدر الله وماشاء فعل، واذا كان الجواب: لا، فلا بد من التحقيق، واتخاذ الإجراءات الرادعة، أما ان ترتخي يد المرور بسبب هذه الحادثة، وتخلي نظارة المرور من المخالفين المستحقين، فهذا مرفوض فنحن في بلد فيها مليون وافد لديهم رخص قيادة، معظمهم كان لا يجيد قيادة عربة يجرها حمار في بلده، وأصبح سائقا مستهترا عندنا يعرض سلامته وسلامة الاخرين للخطر، ولابد من ردعه!
العين الحمراء مطلوبة للسيطرة على هذا الكم الهائل من السيارات التي في الشارع، والتي بلغ بقائديها الاستهتار حدا لا يطاق، حتى أصبح مطلوبا من مستخدم الطريق العاقل ان يقود نيابة عن نفسه وعن الاخرين الذين يتعمدون كسر قوانين المرور من دون خوف، ولا حياء، ويتسببون بالحوادث، لذلك لا بد من الحزم والقوة في تطبيق القانون، وهذا لا يعني اننا مع التعسف في استخدام، أو الظلم نهائيا، لكن في الوقت نفسه كلنا نشاهد ما الذي يحدث في الشوارع من عدم التزام بقوانين المرور، والتجاوزات التي تدمي قلب المواطن المخلص الذي يرى تطاول الوافدين على قوانين البلاد، فمن يتعدى على قانون المرور يتعدى على القوانين الاخرى، فهيبة القانون واحدة، سواء في المرور أو في غير المرور، وهناك مليون وافد تقريبا يستخدمون الطريق، قليل جدا منهم من يحترم قانون المرور، اما تجاوز الإشارات والصعود على الرصيف والسير عكس السير، والوقوف عند الإشارة صفا ثالثا، فحدث عن ذلك ولاحرج.
في الوقت نفسه تجد المواطن ملتزما التزاما تاما بقانون المرور، ويسير بالحارة المخصصة له، وبسيارة مطابقة لشروط الأمان، وتجد في الشارع المقابل زحمة شديدة والسبب توقف سيارة ليست مطابقة لشروط الأمان والمتانة المطلوبة، فتتوقف في منتصف الطريق وتعطل حركة السير، ولا أحد يسأل كيف تم الترخيص لها او كيف تم تجديد الدفتر!
المهم اننا نعيش عصر فقدان هيبة القانون من قبل الوافدين، ولابد من الشدة والحزم وليس مسموحا التراخي بسبب حادثة نظارة المرور، بل يجب ان تكون هذه الحادثة ادعى لتكبير نظارة المرور فهناك مساحات كبيرة فاضية مقابل مبنى المخالفات، يمكن بناء سجن كامل للمرور فيها، وليس نظارة فقط خلال فترة بسيطة المهم ان نترك الامور فالتة خوفا من ان يتوفى مخالف آخر في نظارة المرور...زين.