نعم لا تتسرع… لكن انطلق

سامي العنزي

نعم ننشد الاصلاح، ومن حقنا ذلك، لكن في الوقت نفسه نطالب بعدم التسرع، ووضع القواعد الشرعية نصب العين ايها الساعي الى الاصلاح.
وهذه القواعد اوجدها لنا خير البرية (عليه الصلاة والسلام) فيما معناه: "لا تنه عن منكر وتأتي بأكبر منه"، او كما قال (صلى الله عليه وسلم).
نعم، العمل من اجل الاصلاح من امور الفلاح دنيا واخرة، لكن التسرع، وعدم وجود بعد النظر في الحركة ايضا من الامور السيئة، ان لم يكن الاسوأ بنتائجه وردود فعله.
لابد للمصلح ان يضع خطة عمل اصلاحية، مستعينا بأهل الاختصاص، وتكون في خطته هذه مساندة قانونية، والخلق الراقي والتجربة، ورضا الله تعالى اولا واخرا، وبعد النظر في نتائجها المستقبلية على العباد والبلاد والاجيال.
لا بد ايضا، من ان تكون الخطة واضحة المعالم، تحدد بداية العمل مع بيان الفترة الزمنية في بيان النتائج الايجابية، ومن ثم يبدأ اتخاذ القرار الاصلاحي، هنا او هناك، ومن غير اي تردد؛ وكما قيل: "التسرع مع الجهل وعدم الخبرة اعمى، والامور لا تتجلى وتتضح الا للرجل المتأني صاحب التجربة وبعيد النظر".
يجب على المصلح ان ينظر الى خطواته، وبعد كل خطوة يفكر ويقوّم ويقيّم ثم يبدأ بالخطوة التالية، وهكذا.
حقيقة نحن في البلاد نعاني من مشكلات كثيرة؛ بعضها اصبح جبلا بسبب تراكمات تعمل سلبا منذ زمن طويل، والجبل مهما كان فزواله مؤذ! لذلك، يجب ان يفكر من يسعى الى زوال هذا الجبل، وان يكون تفكيره دقيقا بين السيئ والاسوأ، والحسن والاحسن، ومن ثم يفكر باقل الاضرار واقل الخسائر، ولا يزيل جبلا، ومن ثم تكون الوديان الوعرة والصخور المتناثرة هنا وهناك، وجبال جديدة متناثرة سيئة بدلا من الجبل السيئ الواحد!
نعم التسرع خطر؛ والاخطر منه التسويف والتردد، فلذلك المصلح يجب ان يجيد التحرك في الوقت والشكل والآلية المناسبة، وعدم التسرع والقاء التسويف والتأجيل من تفكيره.
نعم، يجب ان تكون هناك توليفة علمية تجاربية استشارية قانونية لضمان صحة التحرك، ولا نعني بالتأني وعدم التسرع عدم اتخاذ القرار؛ بل على العكس لا بد من اخذ القرار، ومن ثم العمل المدروس، فالحياة اصلا ما هي الا مجموعة قرارات، بغض النظر عن النتائج، سلبا كانت او ايجابا.
لذلك يجب الاسراع بالتخلص من موانع اتخاذ القرار للوصول الى ما هو افضل، ان تكون القناعة راسخة داخل الذات على اخذ هذا القرار او ذاك.
ولا ينبغي ان ينتظر صاحب القرار ان يتخذ غيره هذا القرار، او يعتمد على من ينوب عنه؛ بل يجب ان يبادر هو بذلك، ومن غير اي تردد.
ان القرار الايجابي الذي تتخذه كمسؤول لا يغير حياتك انت فقط؛ بل يغير حياة مجتمع الى الافضل، ومن ثم الاثر الايجابي يكون على المجتمع، والاسر والجماعات.
نعم، المشكلات لم ولن يتم حلها الا بالمواجهة القوية الصحيحة المدروسة، وتواجه بالعلم، والتجربة، والخبرة لصناعة الحلول والبدائل! وحينها لا شك تكون النتائج افضل، والى الصلاح والفلاح اقرب.
اخيرا، شكرا لوزير البلدية، وبارك الله فيك وبجهودك، وكثر الله من امثالك.
وشكرا لمجلسي الامة والوزراء على ما تنشرونه من تفاؤل بين افراد المجتمع، من خلال تفاهمكم وعملكم الذي نعايشه كمواطنين، وايضا المقيم.
وجزيل الشكر على انجازاتكم المتفق والمتفاهم عليها بينكم، والترفع عن المصالح الخاصة والشخصية، وجزاكم الله خيرا، واسأل الله تعالى ان يتمم علينا، وعليكم الخير وعلى العباد والبلاد، في ان تتفاهموا على ايقاف نقل جلسات المجلس على الهواء مباشرة.
$ اعلامي كويتي