طلال السعيديقول الامام الشافعي رحمه الله:"نعيب زماننا والعيب فينا،وما لزماننا عيب سوانا" ولو بدلنا كلمة واحدة في هذا البيت من تلك القصيدة المشهورة لانطبق على واقعنا فنحن نلوم بلادنا والعيب فينا وما لبلادنا عيب سوانا!!
نعم فنحن الذين نختار أعضاء مجلس الأمة بإرادة يفترض انها حرة وبانتخاب حر مباشر فنوّكل من نريد لتمثيلنا في المجلس، ثم مانلبث ان ننقلب رأسا على عقب، ونطالب بحل المجلس بعد ان يخيب املنا بسبب سوء الاختيار، فنقول في الأعضاء مالم يقله مالك في الخمر، متناسين ان العيب فينا وليس فيهم، فهذه هي اختياراتنا، ولكننا لانملك الجرأة بأن نواجه أنفسنا بهذه الحقيقة الموجعة. وكم مرة بعد مرة يحل فيها المجلس، ثم مانلبث ان نعيد الوجوه نفسها، او من على شاكلتها، ونختار الخيارات نفسها التي كنّا بالامس نشكو منها او من سوء أدائها، وهذا دليل واضح على سوء الاختيار، فقضية فوائد التأمينات، وتجديد الثقة بالوزير المسؤول خير دليل على سوء الاختيار، فلم يرجع عضو من الاعضاء سواء من كان مع او ضد لقاعدته الشعبية لتبني رأيها، في الوقت نفسه لم يطرح اعضاء الحياد او الاعضاء المحايدين حلا بديلا يمتص الغضب الشعبي، ويرضي الجميع، أما الحكومة فكان هدفها تجديد الثقة بوزيرها، وهذا حق مطلق لها، فالواجب عليها حماية وزيرها حتى ولو شكل عبئا عليها، فإقالة أي وزير يجب ان تكون بيدها لابيد الاعضاء!!في السابق لم يكن احد من الاعضاء يجرؤ على الوقوف ضد قضية شعبية حتى لو كانت عكس قناعاته، او لم يكن مؤمنا بها، فالعضو يحسب حساب ضغط الشارع او المحاسبة الشعبية، اما الان فلا حساب ولاعتاب ولاعقاب طالما هناك من يبيع صوته، والآخر يصوّت للطائفة، وذاك يصوّت للقبيلة، والحزب يحرك اتباعه "بالريموت"، فهل العيب في الوطن ام فينا نحن؟ فنحن" نهجو بلادنا من غير ذنب.. ولو نطق الوطن بنا هجانا"... زين.