* بوعبدالله: عشوائية توزيع المناصب دون مراعاة الخبرة والكفاءة وراء التراخي في علاج الخلل* بو كاظم: بعض المسؤولين لا يهمُّهم أراوح البشر بقدر الحفاظ على الكراسي لأطول فترة ممكنة* البدر: لو حاسبت الدولة المسؤول المُتقاعس لتحرَّكت وزارة الأشغال وحلت مشكلة النفق* الحبابي: تشققات النفق تنذر بكارثة ولابد من معالجة فورية حفاظاً على الأرواح والمُمتلكات* الشلاحي: ترك النفق طوال هذه المدة مخالفٌ للدستور الذي ينصُّ على الحفاظ على أرواح البشرتحقيق ـ ناجح بلال:هبوط وتشقق أسفلت نفق دروازة العبدالرزاق يُهددان بوقوع كارثة في أي لحظة، وما يزيد من خطورة الوضع عدم المعالجة منذ نحو 7 أشهر نتيجة إهمال وتتقاعس وزارة الأشغال عن القيام بواجبها لمنع وقوع الكوارث، الأمر الذي يؤكد كذلك مدى الاستهتار بأراوح البشر، حيث إن غلق أجزاء من تقاطع دروازة العبدالرزاق مازال يهدد الباصات والسيارات التي تمر أعلى النفق. أجرت "السياسة" تحقيقاً ميدانياً في موقع الحدث الشاهد على تراخي الجهات المسؤولة، ما يكشف خللاً كبيراً وداءً عضالاً تعاني منه العديد من المواقع في الدولة نتيجة تولية المناصب القيادية في بعض الوزارات لمن تغيب عنهم الرؤية في الانجاز، ممن يكتفون بالتصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولعل ما يحدث في الدرواز مثال فاضح يكشف هذا التراخي والاهمال. وفيما يلي التفاصيل: بداية، يقول المواطن بوعبدالله: إن تقاعس الجهات المسؤولة عن إصلاح الخلل الواضح للعيان في نفق دروازة العبدالرزاق يؤكد أن المناصب توزع بالعشوائية على الكثير دون مراعاة الخبرة والكفاءة، فمثل هذا الخلل لو ظهر في طريق في الإمارات لتمت معالجته على الفور.ويلفت المواطن حسن بو كاظم، إلى أن هذا التقاعس عن الإصلاح الذي طال أمده في نفق دروازة العبدالرزاق يوضح أن هناك بعضاً من المسؤولين في جهات حكومية في الدولة لا يهمهم أراوح البشر بقدر ما يهمهم الحفاظ على الكراسي التي يجلسون عليها، فغلق منطقة منتصف ميدان الدروازة وفتح بعض الحارات الجانبية لمرور السيارات يؤدي الى حالة ازدحام مروري خانقة في وقت الذروة، فضلاً عن أن هذا الوضع يمكن أن يؤدي لإنهيار كامل للنفق بالباصات والسيارات التي تسير أعلاه.ويشير المواطن أسامة البدر إلى أن الدولة لو كانت تحاسب المسؤول الذي يتراخى عن مسؤولياته لتحركت وزارة الأشغال على الفور وبادرت بإصلاح النفق وفرش الأسفلت فوقه، مؤكدا أن الهبوط الأرضي للأسلفت وتشققه يؤكد أن هذا النفق لابد وأن يعالج بأقصى سرعة ولكن مع الأسف الكويت تعاني من البيروقراطية والتراخي واللامبالاة بأرواح البشر، لافتاً إلى أن الهيئة العامة للطرق يتفرض أن تسمى الهيئة العامة لحصاد الأرواح بسبب تراخيها عن حل هذه الإشكالية.ويقول المستشار الإداري د.علي الحبابي: إن تشقق نفق دروازة العبد الرزاق ممكن أن يؤدي فعلاً إلى كارثه ولذا لابد على الجهات الفنية المختصة أن تصدر تقاريرها وتتخذ فوراً قرارات معالجة الخلل دون تردد حفاظاً على أراوح البشر وعلى الممتلكات. من جانبه، استغرب المحامي فواز الشلاحي من عدم معالجة الخلل في نفق العبدالرزاق منذ ظهوره وحتى الآن، لافتا إلى أن وزارة الأشغال عليها أن تبادر بالإصلاح؛ لأن موت إنسان يساوي عند الله الكثير، مطالباً بضرورة إغلاق مسارات جميع الباصات والسيارات التي تمر من فوق النفق إلى حين الانتهاء من الإصلاحات كافة، كما أن غلقه لمدة اسبوع من أجل عملية الإصلاح أفضل من تركه هكذا لمدة أشهر دون التحرُّك لمعالجة الخلل، وهذا مخالف للدستور الكويتي ينص على ضرورة الحفاظ على أرواح البشر.

تشققات في قلب دوار الدروازة والحال كما هي منذ أشهر (تصوير ـ بسام أبوشنب)

هبوط في الأسفلت لم يُعالج حتى الآن

الإهمال مرَّ من هنا
لجان "الطرق"... جعجعة بلا طحينمازال الوضع على ما هو عليه رغم مرور عدة أشهر على خلل نفق دروازة العبدالرازق وقيام الهيئة العام للطرق والنقل البري منذ أشهر برفع توصياتها لاتخاذ جميع الحلول العاجلة والجذرية التي وضعتها بشأن مشكلة تشقق نفق دروازة العبد الرزاق إلى لجنة الخدمات العامة لمجلس الوزراء ومن ثم تم تكليف الهيئة من قبل مجلس الوزراء لحل مشكلة نفق الدروازة. وكعادة الجهات المسؤولة لتسويف أي حل شكلت "الطرق" فريقاً مشتركاً من الجهات المعنية ذات العلاقة وهي جامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، والبلدية، ووزارتا المالية والأشغال ومن خلال هذا الفريق تم وضع حلول عاجلة وجذرية للمشكلة ورفعها إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرارالمناسب بهدف سرعة معالجة المعوقات في نفق وتقاطع الدروازة وتنفيذ الحلول الآنية والعاجلة لإعادة الحركة المرورية لموقع الدروازة إلى وضعها الطبيعي لحل الاختناقات المرورية في المنطقة.ومنذ عدة أشهر أيضا رصد معهد الأبحاث العيوب الفنية التي شابت موقع دروازة العبدالرزاق، حيث بين تقرير المعهد وجود شروخ صغيرة عرضية في عدد من الجسور الخرسانية في النفق وتشققات صغيرة في الأسفلت (أعلى النفق) وتلف في الفواصل الإنشائية في سقف النفق، فضلاً عن آثار تسرب مياه على أسطح الحوائط الخرسانية والجسور.
مَعْلَمٌ حيويٌّتمَّ بناء نفق ميدان العبدالرزاق في منتصف ثمانينات القرن الماضي وأصبح من معالم العاصمة، حيث يقع في منطقة حيوية للغاية. وتعني كلمة الدروازة: الباب الواسع، وهي واحدة من بوابات السور الثاني للكويت.