الأحد 14 ديسمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نموذج الصين ونظام الجدارة السياسية... إلهام الإصلاح الديمقراطي

Time
السبت 04 سبتمبر 2021
السياسة
صدر العدد الجديد من سلسلة "عالم المعرفة"، احدى سلاسل النشر في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كتاب "نموذج الصين: الجدارة السياسية وحدود الديمقراطية"، لمؤلفه دانييل بيل، ترجمة عماد عواد. وفيه، يجادل الأكاديمي الكندي بأن المصطلحات والمفاهيم الشائعة في وصف النظام السياسي الصيني، لا سيما في الغرب، مثل الشيوعية والسلطوية، لا تقدّم فهما عميقا لطبيعة هذا النظام وآليات عمله.
يستخدم بيل في كتابه هذا توصيف "نظام الجدارة السياسية" في وصف النظام الصيني الحالي، ويسعى إلى الوقوف على حقيقة ذلك النظام وماهيته من خلال تقديمه تحليلات مختلفة لأداء مؤسساته، السياسية والاقتصادية، التي تخلص جميعها إلى انتزاعه من قائمة الأنظمة الديكتاتورية، بل وإخراجه من دائرة الأنظمة الشيوعية، على اعتبار أن هذه الأيديولوجيا لم تعد مؤثرة في صنع القرار، والنمو الاقتصادي، وحتى السياسات الخارجية أيضًا.
ويرى عميد كلية العلوم السياسية في "جامعة شاندونغ" أن "النظام القائم اليوم لا يرتبط، رغم إدارته من قبل حزبٍ شيوعي، بأصول ومبادئ الأيديولوجيا الشيوعية، الماركسية أو اللنينية، كما هي الحال في بدايات تأسيسه، الأمر الذي سيدفع قادته إلى التخلي عن استخدام صفة "الشيوعية" في تقديمه إلى العالم في المستقبل القريب، لا سيما في ظل التناقض القائم بين سياساته الاقتصادية المنفتحة، ونهجه السياسي القمعي".
ويستخدم المؤلف توصيف "نظام الجدارة السياسية"، ويَعتبر أنه نموذج سياسي قائم بذاته يتفوق، في أماكن معينة، على النماذج الأخرى التي تتبنى النمط الديمقراطي الليبرالي القائم على مبدأ "صوت واحد لشخص واحد".
لافتًا إلى أن هذا النموذج، قد يكون مصدر إلهامٍ لإصلاحات سياسية في الديمقراطيات الانتخابية التي تواجه أزماتٍ مختلفة. ويؤكد دانييل بيل أن" المصطلحات والمفاهيم الشائعة في وصف النظام الصيني، مثل الشيوعية والسلطوية، لا تقدّم فهمًا عميقًا له في هذا السياق، ولهذا فهو يفرد فصلًا كاملًا لتوضيح مفهوم "نظام الجدارة السياسية"، الذي يرتبط بالمبادئ الكونفوشية القائمة على فكرة الجدارة والمهارات الاجتماعية والفضيلة، والذي يشترط وصول الأشخاص ذوي الكفاءة والجدارة إلى مواقع السلطة، أو على الأقل إحاطتهم، في أسوأ الأحوال، بنخبة مميزة من الخبراء في جميع المجالات. ولا يُغفل بيل هنا الإضاءة على سلبيات هذا النظام، وصعوبة تطبيقه أيضًا، خصوصا أنه، وعلى عكس الديمقراطيات الانتخابية، يستبعد الأغلبية من السلطة. "نموذج الصين: الجدارة السياسية وحدود الديموقراطية" هو، وفق كلمة الناشر، نواة لتيار فكري معيّن قد يؤدي في مرحلة لاحقة إلى "بروز نماذج لنظم سياسية هجينة، قد تكون إحدى صورها الجمع بين نظام الديمقراطية الانتخابية بقاعدتها الشهيرة "صوت واحد لشخص واحد"، والنظام القائم على الجدارة والكفاءة في اختيار القيادة العليا للبلاد".
آخر الأخبار