نمير قيردار

فقدت الأسرة الاقتصادية في العالم واحداً من أبرز رموزها، الراحل نمير قيردار المصرفي المحنك وسليل الاسرة العريقة التي تزعمت محافظة كركوك.
خرج "نمير" من أسرة لها ابعاد سياسية واقتصادية، فجده كان نائباً في مجلس المبعوثين، ووالده كان منتخباً في البرلمان العراقي، كما شغل شقيقه مقعداً في البرلمان المنتخب عن كركوك.
وقد اضطرت الظروف السياسية في العراق ابان خمسينات القرن الماضي "نمير" الى التحول من السياسة الى القطاع المصرفي حيث تولى وظائف في مصرف نيويورك وفي "تشيس مانهاتن" كمسؤول عن عمليات البنك في منطقة الخليج والتي رأي فيها "نمير" فرصة للتوسط بين الشركات الغربية وبين المستثمر العربي الباحث عن منافذ استثمارية جيدة في اسواق آمنة.
كان أول لقاء لي بالراحل نمير قيردار في البحرين حيث طلب منا آنذاك انا والصديق يوسف المزيني أن نساعده في تأسيس بنك "انفستكورب" ليكون وسيطاً في العمليات الاستثمارية، هذه الفكرة التي احدثت تحولاً في تاريخ الاستثمار الخاص في منطقة الخليج.
قمنا وقتها باستئجار اربعة غرف في فندق هوليداي ان شَغَلَ كل واحد منا غرفة من الثلاثة، والغرفة الرابعة كانت لموظف من الجنسية الهندية يقوم بطباعة استمارات دعوة المساهمين، قبل ان يتم توزيع الاسهم على دول مجلس التعاون.
وأتذكر هنا قيامي شخصياً بزيارة الاخ عبدالرحمن العتيقي حيث طلبت منه أن يترأس مجلس ادارة الشركة.
ذكريات طويلة ومتشبعة تلك التي امتدت بيني وبين الراحل نمير قيردار تكللت بنجاحات عملية عدة، مثل شراء متجر"تيفاني" في الجادة الخامسة بنيويورك، ونجاحات على المستوى الشخصي حين تطورت العلاقة مع الراحل لتصبح صداقة، لخصها نمير في رسالة شخصية عام 2012 يخبرني فيها عن عمق تلك الصداقة.
محطات كثيرة واجهها الراحل نمير قيردار بصلابة فولاذية وحنكة اقتصادية متميزة.
فمن أزمة المناخ في الكويت إلى الحرب العراقية الايرانية، وتدهور أسعار النفط، إلى الغزو العراقي للكويت، لكنه بقي صامداً بقراراته التي مكنت "انفستكورب" من المضي بصلابة وقوة ومصداقية.
رحمك الله اخي نمير وخالص عزائي لاسرتك الكريمة، وللأسرة الاقتصادية في العالم العربي.
وسيبقى الجميع يتذكرك بصفاتك الراقية، وتعاملاتك المهذبة، وحنكتك الاقتصادية والعملية.
$ رجل أعمال