نهج الفوضى يدمر البلد

مختصر مفيد

نشر مواطن كويتي قصة في إحدى الصحف المحلية سنة 2007 قال فيها: ذهبت مع رئيس وزراء إرلندا حين دعاني لعرس ابنته في إحدى قرى إرلندا، وعندما رجعنا معاً في الطريق تجاوزت سيارته الإشارة الحمراء، فمنعه رجال الشرطة من قيادة السيارة، وهو رئيس وزراء، فتقدمت لهم وأخبرتهم بأن لدي رخصة قيادة.
فعلاً توليت قيادة السيارة بدلاً منه، وفي اليوم التالي دخلنا إلى قاضي المرور الذي حكم عليه بالسجن ستة أشهر وغرامة، وتم سحب رخصة القيادة منه سنة كاملة، فاندهشت لقرار القاضي بسجن رئيس الحكومة وتغريمه.
وبالفعل تمت إحالته الى إدارة السجون الى جانب القصر الجمهوري، مع ان باستطاعته أن يُجند كل طريقة حتى يخرج، فتعجبت وسألته: كيف تستطيع وأنت داخل السجن إدارة دولة، فقد عرفت من ضابط السجن أنك تأتي الى السجن من المغرب وحتى الصباح، ثم تزاول عملك في صباح اليوم التالي، فإذا انتهى دوامك تعود مرة ثانية إلى السجن وسألته من أين لكم هذا القانون؟
أجاب: منكم انتم العرب، إذ وجدناه في القانون الفرنسي.
في بريطانيا حررت الشرطة مخالفة سير بمبلغ 80 جنيها إسترلينيا ضد سيارة الأمير أندرو، نجل ملكة بريطانيا، لوقوف سيارته في منطقة ممنوعة في أحد شوارع العاصمة لندن، وفرضت حكومة بريطانيا غرامة على مواطن وجاره بمبلغ 3800 جنيه إسترليني لأنهما قطعا فرع شجرة أمام منزليهما، أي أن مجرد قطع فرع شجرة يُعتبر خرقا للقانون البريطاني.
وتعرض بريطاني آخر لغرامة مليون ونصف المليون جنية إسترليني، أو السجن تسع سنوات، لأنه قسَم منزله أقساماً أجرها لأفراد.
في أميركا تحدث رئيس تحرير صحيفة "ألاباما" غودلو سوتون بشكل عنصري فكشف عن تأييده لتفوق البيض، فاُقيل وأُستبدل بامرأة أميركية من أصل أفريقي.
في الأرجنتين جمدت الحكومة حسابات رئيسة الدولة السابقة كريستينا فرنانديز، كذلك في المالديف سُجن زعيم المعارضة لمدة 12 سنة لدوره في المشاركة باحتجاجات سنة 2016، وفي فرنسا أُحيل رئيس فرنسا السابق نيكولاي ساركوزي للتحقيق بتهمة إساءة استعمال السلطة.
اما في ألمانيا فقد تعرض رئيس ألمانيا السابق كريستيان فولف للمحاكمة بتهمة استغلال النفوذ، وحكمت محكمة إسبانية ضد أخت الملك الإسباني لأنها تهربت من دفع الضريبة، وأعدمت فيتنام مسؤولين بتهمة الاختلاس، وفي اليابان قوانين صارمة تُشعر المرء بهيبة الدولة، وتكاد تخلو من الجرائم، فالشرطة في كل مكان.
قال أستاذ التاريخ في جامعة "ستانفورد" الأميركية فيكتور ديفيد هانسن: "إذا لم تعاقب الدولة الشخص الذي يخرق القانون فإن هذا الشخص سيُضيء نوراً أخضر لمئات الأشخاص أمثاله، وعندئذٍ ستضعف كل أشكال القوانين، وسيرسل رسالة لآخرين تحرضهم على خرق القوانين" (انتهى الاقتباس).
في بلدنا يسرق وافدون مناهيل الصرف الصحي لبيعها كحديد، أو يسرقون أسلاك الكهرباء، وبعضهم يسرق الرمل، بل وينصب شبكة في الشارع ليصيد فيها طيور الحمام، وباكستانيون حولوا مخفر الشويخ القديم كراجا، وهاجمت عمالة سائبة فريق البلدية بالسواطير والسكاكين، ووافد سرق بنكا نهارا في حولي.
كما ان الوافدين هم تجار المخدرات بنسبة 90 في المئة، وحاول إيراني تهريب ملابس عسكرية كويتية من ميناء الشويخ الى خارج البلاد، قبل القبض عليه، بل بلغ الأمر بوافدين يزوران البيوت على أنهما يتبعان جمعية الصم والبكم، وهما في الحقيقة مغتصبي أطفال وسارقي بيوت.
إن تطبيق القانون بشكل صارم يجعل المواطنين والمقيمين يطيعونه مخافة العقوبة والقبض عليهم ودفع الغرامات، أو السجن، وفي إطاعتهم للقانون حفظ للأرواح ولحقوق الناس.
سفير كويتي سابق

أحمد الدواس

[email protected]