* أكتب لأحب نفسي وأقول لها كثيراً "شاطرة"* الجوائز بالنسبة لي هبة من الله وليست صدفة * أتعلم من النقد الموضوعي وأتجاهل التجريح* ينجح الكاتب عندما يكون لديه مشروع واضح * أحب حريتي جداً وليس لأحد الحق في سلبها القاهرة - رحاب أبو القاسم:تعشق الكتابة إلى أبعد الحدود، بدأت رحلتها معها بسبب خجلها من العالم، أصبحت ملاذا تلقي فيه حيرتها وعدم فهمها لهذا العالم، بينها وبين الصفحات البيضاء والحروف ألفة ومحبة، تستمد طاقتها من مكتبتها، بدأ نجمها يلمع مع روايتها الأولى "هلاوس" بحصولها على المركز الأول في الرواية لجائزة دبي الثقافية في دورتها السابعه2011، ومؤخرا فازت مجموعتها القصصية "الجالسون في الشرفة حتى تجيء زينب"، بالمركز الثاني فرع القصة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية، فرع شباب الكتاب لعام 2019.عن عالمها الأدبي ومشوارها الفني مع الكتابة أكدت نهى محمود في لقاء مع "السياسة" أن بدايتها مع الكتابة بدأت برسائل كانت تكتبها لأبيها وأمها ثم تحولت ملاذا لحيرتها لتثمر عن أول رواية لها بعنوان "كراكيب نهى"، مبينة أن "الكتابة تشير لي على ذاتي تفهمني العلامات والتشويش يرد لي العالم اللعبة ويقص لي أسراره وليس لديّ عقدة قهر اتخلص منها في الكتابة"، وفيما يلي التفاصيل:كنت أكتب بدافع خجلي من العالم، أكتب الرسائل لأمي وأبي، ثم باتت الكتابة ملاذا ألقى فيه حيرتي وعدم فهمى للعالم، غالبا ما كانت الكتابة تهديني وتلهمني بعض الإجابات، كنت أكتب منذ تعلمت الكتابة، بيني وبين الصفحات البيضاء والحروف ألفة ومحبة، صدرت أول رواية لي عام 2007، بعد عامين من التدوين في مدونتي الحبيبة "كراكيب نهى"، بدأت الرحلة وأتمنى ألا تنتهي.هل عملك كصحافية ساعدك في كتاباتك ؟كنت أحب القلم، والورق، والكاميرا منذ الصغر، وظننت أن ذلك معناه أني أحب الصحافة، للأسف بقيت الصحافة في مكانها الصغير والبائس في قلبي، لا أستطيع أن أحقق فيها ما حلمت، لكن الكتابة عوضتني عن ذلك الخلل.من رشحك لجائزة ساويرس الثقافية؟تقدمت للجائزة بعد تردد، ربما في اليوم الأخير، بإيعاز من زوجي وابنتي، إذ قدما النسخ قبل ساعات من نهاية اليوم الأخير.كيف استقبلت فوز مجموعتك "الجالسون في الشرفة حتى تجيء زينب" بالجائزة؟الجوائز هبات من الله لا علاقة لها سوى بالصدف السعيدة، جائزة "ساويرس" جائزة مصرية قد تكون وحيدة، تصنع كل عام بورصة للكتب وحراكا ثقافيا وبهجة.هل توقعت فوزها بعد انتهائك من كتابتها؟لا أحد يتوقع جوائز عندما ينتهي من الكتابة، لكنه يقيم ما الذي أراد التعبير عنه ثم ما استطاع أن ينجزه بالفعل، سعدت بكتابة المجموعة لأنها اختلفت كثيرا عن كتاباتي السابقة، بدت طيبة وواعدة، أهدتني جائزة. لماذا تم اختيار مجموعتك للفوز ؟مجرد مزاج للجنة تحكيم، الكثير من الحظ، كل المجموعات التي وصلت للقائمة القصيرة كانت ممتازة وتستحق الجائزة.الحارة المصريةعمَ تدور قصصها ؟ترصد الحارة المصرية الجديدة، حارة حديثة، الشخوص كلها في انتظار أحلام، متورطون في واقع مغموس بقلة حيلة في انتظار الفرج، حكايات من لحم ودم، ألعب معها وبها.كيف اخترت الشخصيات؟لم أختر أحدا، ظهروا من العدم، من الخيالات، من واقع غامض،من بعيد لوحوا لي، جاءوا لأمنحهم أصواتهم،حكى كل منهم حكايته، بطلاتها سيدات، اخترن الحيلة ليتغلبن على قهر الرجال والزمن، وقعن فريسة الجهل والفقر والمرض أحيانا، أما الرجال فلديهم بؤس، هم إنساني،قلة حيلة، تقابلوا جميعا في صراع بشري، صنعوا حبكاتهم وقوانينهم،انتظروا معجزات قد تجيء وقد يمر عمرهم دون أن تلوح لهم.هل عانيت معهم؟كتبت مسودات كثيرة، قصصاً كثيرة كان الأبطال يقودون عقلي نحو نهايتهم، تأثرت كثيرا من زحامهم حولي حتى انتهت الكتابة.ما رسالتك منها للقارئ؟ المتعة رسالة، رغبة الحكي هدف، بالطبع توجد أمور أريد قولها أنا وأبطالي لكن رغبتهم في الوجود كانت هدف كبير في هذا العمل، يريدون أن يقصوا الحكايات، نكره البعض،نتعاطف مع الكثيرين، نصمت في النهاية.ماذا قال النقاد عن المجموعة؟كانت محظوظة، كتب عنها الكثير من المقالات، تحدثوا عن عالمها في الحارة المصرية الجديدة،عن السخرية القاسية ومصير الأبطال.هل استفزك نقد ما؟ بدأ معظم النقد إيجابي، في أعمال أخرى أستفيد من النقد الموضوعي، أتعلم منه، أتجاهل النقد الذي يتعمد التجريج ويبدو غير موضوعي.ماذا تعني لك الجوائز؟حصلت من قبل روايتى "هلاوس"، على المركز الأول في الرواية، لجائزة دبي الثقافية في دورتها السابعه2011، والجوائز تربت على الكتف ابتسامه من القدر، كلمة تشجيع مبهجة.هل يوجد كاتب جوائز؟ ليس من المفترض أن نكتب للحصول على جائزة، الكتابة تخضع في النهاية للحظ ورأي حفنة من البشر، الكتابة لها أهداف أجمل وأسمى، يجب أن نقص الحكايات ونفهم ما نعجز عن قراءته في الحياة العادية، أن نعيد توثيق اللحظات المميزة، أن نداوي الحزن، كلها أسباب كافية لنكتب.هل تعتبرين نفسك متخصصة في الكتابة للمرأة؟أحب الكتابة لأنها تشير لي على ذاتي، تفهمني العلامات والتشويش، أنا امرأة عالمي مثل كل النساء، به خصوصية،لي تجربتي أحب أن أكتب عما أشعر، كيف أرى العالم، يرد لي العالم اللعبة ويقص لي أسراره، إنها لعبة وتواطؤ يجئ كيفما أتفق. ماذا تعني لك "المرأة الكاتبة"؟ الفكرة كيف تكون كاتبا جيدا، لديك ما تقوله، لديك طريقة خاصة لقوله، كاتب جيد وليس مجرد امرأة كاتبة، أكتب كإنسانة بوعي يخصني، لم يقهرني أحد من قبل،أنا في سن لا أسمح لأحد فيه أن يقهرني أبدًا، أحب حريتي وأدافع عن حرية كل البشر، ليس لديّ عقدة قهر اتخلص منها في الكتابة، الكاتب في الأصل إنسان حر لديه قوة وإرادة، هذا ما أحب قوله وكتابته.ما رأيك في تصنيف الأدب إلى أدب أنثوي و ذكورى؟ أكتب عن المرآة لأنني أعرفها، تشبهني بهواجسي،هرموناتي، لحظات إحباطاتي وآلامي، كتبت عن الرجل في مجموعتي " زينب"، قصص كثيرة أبطالها رجال، روايتي الأخيرة "سيرة توفيق الشهير بـ "توتو" بطلها رجل، عندما أشعر أني قادرة عن التعبير عن أي منهما أكتب بلسانه، بوجد كتاب رجال كثيرون كتبوا روايات جميلة عن المرأة، مثل، "إني راحلة " ليوسف السباعي، "ثقوب في الثوب الأسود" لإحسان عبد القدوس، "ذات" لصنع الله ابراهيم، "جيشا"، لآرثر جولدن، "شيطانات الطفلة الخبيثة"، ليوسا، وغيرها.هل تتعمدين تجاوز الخطوط الحمراء في كتاباتك في وصف أدق تفاصيل المرأة ؟بخلاف الأديان، ليس لديّ في الكتابة خطوط حمراء، لا يمكن أن أكتب وفي عقلي خطوط حمراء، الكتابة فعل شجاع، يمكنه تجاوز كل المخاوف.الشغب والجرأةيصفك النقاد بالشغب والجرأة في كتاباتك؟ أكتب ما أشعر به، الصدق هو أمنيتي الكبيرة وأنا أكتب، لا يمكنني أن أخون مشاعري وأفكاري، الكتابة بوح، لا يمكنني أن أتجاهل رغبة حكاية أن تقص، أنا سعيدة بشغبي وجرأتي إن كان ذلك حقيقيا.هل تضعين لها حدود أم تتركينها لقلمك؟لا أريد أن انساق وراء فكرة اني كاتبة جريئة، لكنني أكتب عن المسكوت عنه في مشاعري كامرأة، أفكر على الورق، ألعب،أحلم،أحب، أقع فريسة الفشل والخذلان، أقاوم بالكتابة.هل تتقبل أسرتك جرأتك في الكتابة؟ أكتب لأحب نفسي، لأعرفها عندما أنظر في المرآة، لألمح ابتسامتي لذاتي وأنظر لنفسي بزهو كامرأة برج أسد أصيل، أقول لنفسي كثيرا "شاطرة"، أنا فتاة محظوظة تتلقى الدعم والتشجيع والكثير من الحب من أهلي وأحبائي، لكن سعادتي الكبيرة عندما انضمت صغيرتي للجميع وقالت لي في جائزتي الأخيرة إنها فخورة بي.هل تتقبل المجتمعات العربية المحافظة هذه الجرأة في الكتابة؟الكتابة طريق لتحريك الجمود والثبات، لتفتيت السجون التي تقع فيها النساء، الكتابة وتد يمكنني أن اتكئ عليه وامضي أنا وكثيرات قبلي وبعدي، نحمل مشاعل ورايات تلك رسالتنا للحياة، نحن هنا، أو كنا هنا.من ساهم في تكوين شخصيتك؟أم رائعة، أب عظيم، عائلة مغموسة في الحب.من مثلك الأعلى في الكتابة للمرأة؟ أحب رضوى عاشور، عائشة أبو النور، فضيلة الفاروق، بينى وبين غيزابيل الليندي قصة غرام وحالة مراهقة وولع طفولي. ماذا عن مكتبتك الأدبية ؟معظم مكتبتي روايات، فخورة بها، كل كتاب بها له حكاية وغرام، أتحسس أرففها كثيرا لأستمد الطاقة وابتسم للكتب الغالية على قلبي، أنظر لهم بمحبة ويردون لي التحية.ما يشغل بالك حاليًا؟ابنتي "يسر" وعلاقتي بها، أنا وهي والكتابة معادلة لا تترك تفكيري تقريبا. ماذا تعني لكِ الحرية؟ أحب حريتي جدًا، أبدو قاسية تجاه كل ما قد يؤثر عليها، لا يمكنني أن أعيش بلا خصوصيتي وأسراري الصغيرة مع ذاتي، ليس لأحد الحق في سلب حقي الإنساني في الحرية، أتعامل معها بجدية وصرامة ومسؤولية كبيرة.هل الجنون في الكتابة نوع من الحرية؟الجنون في الكتابة له علاقة بطبيعة النص وشخوصه، لا يمكنني أن أنتظر من نفسي عمل جيد، لم أمنح أبطاله فرصة ليعبروا عما يريدون، لا يمكنني أن أسلب حكاياتي حريتها.هل تشعرين بالرضا عن رواياتك؟ لا يمكن لمبدع أن يرضى أو يطمئن، دائما لديّ مخاوف وتساؤلات حول الكتابة ماذا سأكتب بعد ذلك. ما طموحك الأدبي؟ آمل أن أظل أكتب حتى اللحظة الأخيرة في عمري، أن أكتب كتابة حلوة.ماذا عن عملك القادم ؟أعمل في كتاب، اتمنى أن أنهيه كما أتمنى، ألا أتحدث عنه حتى لا يغضب ويختبئ أو يتلاشى في لحظة رعونة منه.

... وخلال تسلمها جائزة" ساويروس"