الجمعة 27 سبتمبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

نواب التخلف وتجار الدين

Time
الخميس 17 أغسطس 2023
View
1329
أحمد الدواس

مختصر مفيد

لما كتبت مقالة "صفعة مسلم في شارع لندن"، والموضوع عن يهودي يمشي في أحد شوارعها، ومال إليه مسلم آسيوي وصفعه، نشرت هذه المقالة يومها في "تويتر"، فجاء رد من شخص متزمت يقول: "إذا جاءكم فاسق".
يا أخي هل قرأت المقالة كاملة؟ لماذا هذا التجريح؟
لذلك تركت الكتابة في "تويتر" نهائيا، فهذا الموقع يجرح المشاعر، ولا يقيم وزنا لكرامة الناس، وكان بودي ان أقول "قذر"، لكني استحييت منكم.
صورة صفعة المسلم صورتها كاميرات الأمن، ونشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وعلى الفور حصل الخبرعلى 492 تعليقا و356 مشاركة نقل الخبر، وطبعا تضخم العدد بكثرة قراءته.
إساءة فظيعة لديننا الإسلامي، هذا الرجل ما عنده أخلاق بتاتاً، وطبعا كتب الانكليز التعليقات الجارحة ضد الإسلام، أحدهم قال: "هذا دين يستبيح الدماء، دموي".
وهرعت صحف الغرب تكتب عن هضم حق المرأة، كأن منطقة الشرق الأوسط ليس فيها سوى النساء، والحكم المستبد، بينما أعطى الإسلام حقوقا للمرأة كحقها في الإرث، بينما لدى الأجانب تُحرم منه الزوجة لصالح أحد الأبناء.
وأساء الكتاب الانجليز والأميركان لنا، فلما يصفون الحكم بدول الخليج يصفونه بـ "حكم سلطوي، أو المستبد"، ويستهزئون بالتقدم الذي تحرزه دول الخليج، ولا يدرون أننا نعيش أفضل منهم معيشة، وأخلاقا، وحكامنا أحسن من رؤسائهم أخلاقا، وبصيرة.
ترك هؤلاء الأجانب الأخلاق الفاضلة للعرب والمسلمين، وانهالوا بالسخرية والاستهزاء علينا، وساد العالم العربي صمت مطبق، إذ لا يوجد مثقفون عرب يتصدون لهذه الأخبار المسيئة، فأين أساتذة الأزهر والجامعات العربية، لماذا لايكتبون؟ وأين دور رجال الدين، لماذا لا يكتبون للعالم عن فضائل وأخلاق المسلمين والعرب؟
هناك مسلمون يخدمون في الجيش الأميركي في أوروبا، وحارب المسلمون بشجاعة في معركة وارسو عام 1656 من أجل بولندا، كما خدم المسلمون أيضاً في قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، ولما حدث هجوم على معبد يهودي في أميركا في أكتوبر 2018 ومات 11 شخصا، والقاتل أميركي، جمع بعض المسلمين هناك مبلغ 110 آلاف دولار وأعطوها لأهالي ضحايا الحادث.
هذا الموقف الإنساني النبيل من المسلمين نـُشـِر في صحف أميركا وبريطانيا، واليوم يأتي هذا المسلم، اسما، ويصفع يهوديا في شارع في مدينة لندن، ألم يقرأ قصة عمر بن الخطاب واليهودي، فعمر هو أول من جاء بفكرة التقاعد، ولم تكن أوروبا.
مر يوماً في السوق، ورأي شيخا كبيرا يسأل الناس ويتسول طالبا المساعدة، فاقترب منه الفاروق وسأله: "من أنت يا شيخ؟
قال: أنا يهودي عجوز، أسأل الناس الصدقة حتى أعطيكم الجزية، ولأنفق الباقي على عيالي".
فقال عمر متألماً: "ما أنصفناك يا شيخ أخذنا منك الجزية شابا ثم ضيعناك شيخا"، وأمسك الخليفة عمر بيد ذلك اليهودي وأخذه إلى بيته وأطعمه مما يأكل، وأرسل إلى خازن بیت المال و قال له: "أفرض لهذا وأمثاله ما يغنيه ويغني عياله، فخصص له راتبا شهريا يكفيه من بيت مال المسلمين، وأوقف عنه الجزية إلى الأبد".
وبالأمس استقل مسلم آسيوي طائرة غادرت استراليا، وفي الجو صاح بالمسافرين، وصلى بممر الطائرة فأثار كراهية الأجانب للمسلمين، فعاد الطيار بالطائرة الى استراليا، ونشرت صحيفة بريطانية الخبر، وانهالت الشتائم على المسلمين.
كذلك كثرت مواقع على الانترنت، وفيها من يطلب منك المال كفعل للخير لتدخل الجنة، وهو يتاجر بالدين ليتقاسم مع شركة الانترنت الغنائم، فيأخذ نصف المكاسب أو نسبة منها، فلقد انحطت الأخلاق وعبدة المال زاد نفاقهم وعددهم.
وفي بلدنا ابتلينا بنواب في البرلمان أفكارهم متخلفة همهم تقييد حرية الناس، لم يهتموا بإصلاح الأوضاع الداخلية، بل طالبوا برفع القيود عن رفاقهم الفارين الى تركيا، وكادت الكويت تضيع بسببهم.
$ سفير كويتي سابق

أحمد الدواس

[email protected]

آخر الأخبار