الاثنين 22 سبتمبر 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نوادر الحمقى

Time
الأربعاء 08 مايو 2019
السياسة
إعداد – إسلام مصطفى:


يحفل التاريخ العربي بالنوادر، التي قلما يوجد مثلها في أمم أخرى، نظرا لما يتمتع به العرب من خفة ظل، حتى أنهم سخروا الشعر في كثير من هذه المواقف فتحولت بها إلى نادرة، "السياسة" طافت
عبر تاريخ العرب قديمه وحديثه وقطفت بعض هذه النوادر لتقدمها للقارئ حتى ترسم على ملامحه البسمات.



يُحكى أن أحد الحمقى من الأعراب ذهب إلى البقال وأعطاه قطعة واحدة من العملة المتداولة في زمنه ليشتري بها زيتا، وأعطاه الأحمق وعاء كان به بعض أرغفة من الخبز، ليضع فيه الزيت، فتعجب البقال ولكنه فعل حسبما طلب الأحمق، ولكن الوعاء لم يكف، فسأله البقال: لقد بقي لك مقدار من الزيت ففي أي شيء ستأخذه ؟ نظر إليه الأحمق وتلبسته الحيرة ونظر إلى ظهر الإناء وأشار إلى البقال على ظهر الإناء، هنا ضحك البقال من بلاهة الأحمق، ولكنه نثر له باقي الزيت على ظهر الإناء، وذهب الأحمق من دون أن يفهم السبب وراء ضحك البقال، وهو في طريقه إلى داره قابله أحد أصدقائه، وسأله بكم اشتريت هذا؟ فأجابه:بقطعة واحدة، استغرب الرجل وقال متسائلًا: كل هذا الخبز والزيت بقطعة واحدة ؟ وبسعادة بالغة واعتزاز بالنفس قلب الأحمق الإناء وأشار إلى الزيت الذي على ظهر الإناء، وقال لصديقه: وهذا أيضًا.
وذات مرة ذهب أحمق إلى أحد الرجال وكان له عند أربعة دراهم، ولما طرق بابه وسأله عن دراهمه، أجابه الرجل بأنه سوف يعطيه إياها غدًا، فتسمر الأحمق في مكانه وقال للرجل:لن أذهب إلا بعد أن تحلف لي أن تعطيني أموالي غدًا، فحلف الرجل وقال: لن تذهب إلا وهي معك. فلما جاءه في اليوم الثاني وسأله عن دراهمه، قال له: ما عندي شيء، فرد عليه الأحمق:لقد حلفت لي بالأمس أني لن اذهب الا وهي معي. نظر إليه الرجل نظرة استخفاف به، وقال:لقد كنت أقصد لحيتك، فتركه الأحمق وهو في حيرة من أمره إلا أن أحد العقلاء هداه تفكيره إلى أن يجعله يحلق لحيته، وبالفعل عاد إلى الرجل حالقًا لحيته، وقال له: لا توجد لدي لحية وأريد نقودي، ولم يبرح بابه إلا ودراهمه معه.
ومما يحكي أيضا من نوادر الحمقى أن أحمق مرض فجاء الطبيب إليه لكي يفحصه، فلم يستطع تشخيص ما به، فطلب منه أن يحتفظ بمقدار من البول لكي ينظره في اليوم التالي حتى يستطيع أن يحدد ما الذي أصابه، غادر الطبيب ليظل الأحمق في بيته لا يبول إلى الغد منتظرا قدوم الطبيب، إلا أنه تأخر عن موعده، وعندما جاء قال له: أين البول؟ فرد الأحمق وهو يكاد يصرخ من الألم: يا عبدالله أن مثانتي تكاد تنفجر من إحباسي البول، فلماذا تأخرت؟ هنا نظر إليه الطبيب ولم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك، وقال له: أمرتك أن تحفظ البول في إناء، فتركه الطبيب على أن يأتي في ا«لغد مرة أخرى، بعد تأكيده على المريض أن يحفظ البول في إناء، فلما جاء وجد البول محفوظا في إناء أخضر، فقال الطبيب للأحمق: لقد أخطأت، ألم يكن هناك إناء زجاجي؟ وغادره للمرة الثالثة بعد أن نصحه أن يحفظ البول في قدح أو قارورة وسيمر عليه ليراه في الغد، فلما جاء في الغد وجده حفظ البول في قدح خشبي، وظهرت على وجه الطبيب ملامح الاستنكار، فنظر إليه الأحمق وقال له: انظر إلى الماء وقل لي ما بي هل تخاف علي من العلة؟ فنظر إليه الطبيب وقال له:ما دمت حلفتني فلا بد أن أقول بأني خائف ان تموت من هذا العقل لا من هذه العلة.
آخر الأخبار