منوعات
نوادر الطعام
الثلاثاء 07 مايو 2019
5
السياسة
إعداد – إسلام مصطفى: يحفل التاريخ العربي بالنوادر، التي قلما يوجد مثلها في أمم أخرى، نظرا لما يتمتع به العرب من خفة ظل، حتى أنهم سخروا الشعر في كثير من هذه المواقف فتحولت بها إلى نادرة، "السياسة" طافت عبر تاريخ العرب قديمه وحديثه وقطفت بعض هذه النوادر لتقدمها للقارئ حتى ترسم على ملامحه البسمات.حلل الله سبحانه وتعالى الطلاق، حتى أنه جعل له في القرآن سورة باسمه، ولما كان الزواج استقرارا ومودة ورحمة،أجمع العلماء على أن الطلاق أبغض الحلال عند الله عز وجل، ولكن كالعادة لم يمر الطلاق مرور الكرام عند الأعراب فلهم معه طرائف كثيرة.من هذه الطرائف ما ورد بأن الأصمعي قال للخليفة الرشيد: ان رجلًا من الأعراب طلق خمس نسوة، فاستنكر الرشيد ذلك متسائلًا: إنما يجوز ملك رجل على أربع نسوة، فكيف طلق خمسًا؟ فأجابه الأصمعي:كان لرجل سيئ الخلق أربع زوجات، وفي أحد الأيام دخل عليهن ووجدهن يتشاجرن وقد علت اصواتهن،فقال لهن: إلى متى هذا التنازع؟ وقال لإحدى زوجاته: لم يحدث ذلك قبل أن اتزوجك، اذهبي أنت طالق، فقالت صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق، لو أدبتها بغير ذلك لكنت منصفًا، فنظر إليها وعيناه تشعان غضبا، وقال لها: وأنتِ أيضًا طالق. انتفضت الثالثة وقالت: قبحك الله، فوالله لقد كانتا إليك محسنتين، وعليك مفضلتين، فصرخ بوجهها وقال لها: وأنت أيتها المعددة التي تدافع عنهما طالق أيضًا، فتوجهت إليه الرابعة رغم أنها أنانية وقالت له: ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك إلا بالطلاق؟ فقال لها: وأنت طالق أيضًا، وكان له جارة وصلها صوتهم وشهدت على ما حدث، فذهبت إليه وقالت له: والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك بالضعف إلا لما ابتلوا به منكم وما وجدوه منكم أيضًا، لم تجد إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة؟ فنظر إليها هي الأخرى بعجب، وقال لها: وأنت أيتها المؤنبة المتكلفة طالق، إن اجاز زوجك! فأجابه زوجها من داخل بيته قائلًا: قد أجزت، قد أجزت.ويحكي أيضا أن إعرابية ذهبت إلى أحد القضاة وطلبت منه أن يحكم لها سريعًا بالفراق بينها وبين زوجها، إلا أنها كانت في حرج من ذكر السبب، ولأن القضاة اعتادوا على ضرورة معرفة سبب الطلاق، أصر القاضي على معرفة السبب وسألها: لماذا تطلبين الفرقة؟ سلمت المرأة أمرها إلى الله، وقالت للقاضي: يا سيدي إنه يبول في فراشه ليلًا، وما كان من القاضي إلا أن يستدعي الزوج ليسأله عما ادعته زوجته. تفاجأ القاضي برد الزوج الذي لم ينكر قولها، وقال له: نعم يا سيدي أني أبول في الفراش ليلًا، وإنها صادقة في دعواها. فسأله القاضي مستنكرًا: ولماذا تبول في فراشك؟ ألا يمكنك ان تستفرغ بولك قبل أن تنام؟ فقال الزوج: والله أني لأفعل ذلك كل ليلة، ولكني إذا نمت أرى حلمًا هو ما يجعلني اتبول في الفراش، وبدأ الرجل يصف للقاضي الحلم: يا سيدي إني أرى في منامي كأني في جزيرة وسط بحر هائج وفوق هذه الجزيرة جبل، وفوق هذا الجبل ربوة وفوق الربوة قصر وفوق القصر مئذنة وفوقها نخلة وفوق النخلة جمل، وأنا فوق الجمل، بل إني أرى الجمل يطأطئ ليشرب من البحر، فيدب في قلبي الخوف والرعب، وأخاف أن أقع من فوق ظهر الجمل في البحر، وحينها أتبول من شدة خوفي. تصبب العرق من جبين القاضي ونظر إلى الزوجة، وقال لها: يا هذه والله لقد بلت أنا من هول حديثه، ووصفه لما يرى، فكيف بمن يرى ذلك بعينه؟ وأصدر القاضي حكمًا برفض دعواها.