السبت 14 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

نوادر قراقوش

Time
الثلاثاء 21 مايو 2019
View
20
السياسة
إعداد – إسلام مصطفى:


يحفل التاريخ العربي بالنوادر، التي قلما يوجد مثلها في أمم أخرى، نظرا لما يتمتع به العرب من خفة ظل، حتى أنهم سخروا الشعر في كثير من هذه المواقف فتحولت بها إلى نادرة، "السياسة" طافت
عبر تاريخ العرب قديمه وحديثه وقطفت بعض هذه النوادر لتقدمها للقارئ حتى ترسم على ملامحه البسمات.

"حكم قراقوش" جملة قصيرة ارتبطت في أذهان البعض بالطغيان والظلم، فالتراث الشعبي لم يترك صغيرة ولا كبيرة عن بهاء الدين قراقوش نائب صلاح الدين الأيوبي عن ولايته عن مصر وأولاده من بعده، وكان عهد بهاء الدين حافلًا بالنوادر والطرائف، فقد ذكرت كتب التراث الشعبي بالكثير، لاسيما أن شخصية قراقوش كانت غريبة الأطوار.
شخصية قراقوش العجيبة دفعته إلى معاقبة فرسه، بعدما تحدى رجلًا في سباق خيل بفرسه فسبقه الرجل، فما إن انتهى قراقوش من سباقه بصوت ملأه الغضب أقسم ألا يعلف فرسه لمدة ثلاثة أيام، استغرب السائس رد فعله، وقال له " أخشى أن يموت الفرس"، فأجابه قراقوش بتلقائية "احلف لي أنك إذا علفته لا تعلمه أنني علمت بذلك"، زاد استعجاب السائس ولكنه في النهاية أقسم له، وأطعم الفرس.
الجهل كان أحد سمات قراقوش، حتى أنه لم يستطع التفريق بين القرآن الكريم والشعر، وفي ذلك روت كتب التراث قصته مع أحد الرجال دخل عليه فأنشد قصيدة مدحه فيها بصوت شجي، وبابتسامة تملأ وجه قراقوش قال لمادحه: "يا مُقرئ لقد قرأت قراءة طيبة" في إشارة منه لقراءته للقرآن الكريم.
من النوادر أيضا التي تحكي عنه أنه في أحد الأيام تَصدَّق بألف درهم وكان ذلك أمر غريب بالنسبة للشعب، ولكن سرعان ما عرف الناس الحكاية وهي أنه نشر قميصه يوما وشاء القدر أن يقع قميصه من على الحبل، وعندما وصل إليه الخبر تصدق بهذا المبلغ، وقال: لو كنت لابسًا هذا القميص وقت وقوعه لانكسرت.
واعتاد قراقوش على الحكم بأحكام جائرة ومن نوادره في هذا الشأن أن أحد الفلاحين جاء إليه شاكيا من أن أحد الجنود أفقد زوجته حملها وهي في الشهر السابع، إثر ضربها أثناء رحلتها وزوجها على ظهر مركب، بكل غلظة نادى الأمير على الجندي، وقال له: خذ زوجة الفلاح عندك وأطعمها واسقها وضاجعها حتى تحمل وعندما تصير في شهرها السابع أعدها إلى زوجها، انتفض الفلاح مفزوعًا وقال: يا مولاي تركت أجري على الله، وشدّ زوجته من ذراعها وذهب.
وفي أحد الأيام أصيب قراقوش بلوثة كما وصفه البعض، بعدما أمر بإغلاق جميع أبواب المدينة، ظنًا منه أن صقره الذي يعتز به فر هاربًا من قصره، لن يجد مكانًا يحط به ركابه فيعود إليه.
ومما ورد عن قراقوش أن سذاجته كسرت ذراعه، حيث تعود القصة إلى أنه في أحد الأيام أتى رجلًان إليه،أحدهما يدعي على الآخر أنه عض أذنه، ما كان من قراقوش إلا أن سأل المدعى عليه عن حقيقة الأمر، فأجابه" أيها الأمير هو الذي عضّ أذنه بنفسه"، بكل سذاجة حاول قراقوش أن يعض أذنه بنفسه، إلا أن محاولته باءت بالفشل وهوى من أعلى المقعد الذي كان جالسًا عليه وكسرت يده، فخيم على وجهه ملامح الغضب وأمر بضرب المدعي عليه، ووجه له حديثه قائلًا : "أنت الذي عضيت أذن هذا الرجل وكسرت ذراعي زيادة على ذلك".
آخر الأخبار