الأخيرة
نواف الأحمد... ولاية عهد إنسانية
الأحد 24 فبراير 2019
5
السياسة
سطام أحمد الجاراللهيمثل 20 فبراير في تاريخ الكويت المعاصر منعطفا مهما في مسيرة بناء الدولة الحديثة، ففي هذا اليوم بايع مجلس الامة وبالاجماع سمو الشيخ نواف الاحمد وليا للعهد، بعد ان اختاره صاحب السمو عضيدا وسندا له لما يتمتع به من محبة بين اهل الكويت، وصفات قيادية برزت طوال فترة عمله في العمل العام، خلال توليه وزارات الدفاع والداخلية والشؤون الاجتماعية والعمل والحرس الوطني، وفيها بدأت مسيرة عطاء متميزة، من اهم سماتها التواضع والمحبة والعدل في التعامل مع الجميع.ليس مستغربا ان ترى الشيخ نواف الاحمد يصلي في المسجد مثله مثل اي مواطن من دون ان تكون هناك حراسة، او يقود سيارته بمفرده، لان علاقته الودية مع الكويتيين جعلته محل ترحيب بينهم، وهو بذلك يعبر عن العلاقة التاريخية بين آل الصباح والكويتيين، تلك العلاقة القائمة على المحبة وتبادل الاراء من دون اي تكلف او حواجز.في الحديث عن هذه الذكرى الطيبة لدى الكويتيين الكثير من المآثر التي يمكن التطرق اليها، ولا يمكن ان يتسع المجال لسردها في هذه العجالة، لا سيما ان الكويتيين كافة يعرفون هذا الرجل الكبير من خلال افعاله وعلاقتهم به، وتواصله الدائم مع الكبير والصغير، وهي واحدة من السمات الانسانية التي اتصف بها سمو ولي العهد، وكانت حاضرة في ادارته الحكيمة ونظرته البعيدة لوزارة الداخلية، وقد ترجمت من خلال قراراته الكثيرة في هذا المجال التي جعلت الكويت واحة امن وامان، وحيث ينال كل ذي حق حقه من دون اي محاباة، وكان الامر ذاته في توليه وزارة الدفاع، وبعدها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حين تأسست منظومة متكاملة من الجوانب الانسانية في المجالات التي تتولاها تلك الوزارة.في العشرين من فبراير كل عام تتجدد البيعة لهذا الكبير من الكويت كافة، ويتجدد العهد بين الكويتيين على مدى حبهم لهذا الرجل، الذي ترجم رؤيته الى المنصب واقعا، اذ يرى أن القوة والمنصب يجب أن يسخرا لنصرة الضعيف والمظلوم، وأن الناس سواسية تحت القانون، ودائما ما يشدد على أن البلد مسؤولية الجميع، وهو ما اثبتته التجربة الممتدة منذ نصف قرن في مسيرته بالعمل العام.فعلا لنا ان نفرح ونسعد كثيرا بهذه الذكرى التي فيها نستعيد احد اكثرالدروس وطنية في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، لذلك حين يحتفل الكويتيون بذكرى تولي سمو الشيخ نواف الاحمد ولاية العهد انما هم يبدأون الخطوة الثانية من مسيرة الاحتفالات الوطنية بعد احتفالهم بذكرى تولي صاحب السمو الامير زمام الحكم، وقبل احتفالهم بالعيد الوطني ويوم التحرير.